حب الوقيعة بالخصوم .. وتتبع عوراتهم .. بلاءً عظيم رمى به عشاق الجدل والشغب والغوغاء .. وهو انعكاس طبيعي يحاول ردم الهوة السحيقة للنقص في نفوسهم .وأول من صنع ذلك ابليس حين قال: "أنا خير منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين" محاولاً بذلك القول واعتقاده سد النقص في جهله لسر الأمر الإلهي بالسجود لآدم عليه السلام، أو تصحيح النظر الإلهي من الطين إلى النار .. فيكون بذلك مرشداً وشيخاً!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.ونُقل عن عيسى ـ عليه السلام ـ أن إبليس أتاه، فقال: الست تزعم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك، قال عيسى: بلى ـ قال إبليس: فارم بنفسك من هذا الجبل، فإنه إن قدر لك السلامة تسلم ..فقال عيسى: يا ملعون، أن الله هو الذي يختبر عباده وليس للعبد ان يختبر ربه ..وهو رد ـ بلا شك ـ يكشف عن حجم عقول الأنبياء ومدى ذكائهم عندما يبتليهم الله ـ تعالى ـ بهؤلاء الغوغاء..والشيطان عندما يرسم طريق الهاوية لحزبه فإنه يأتيهم من الوجهة التي يعرفون، فيتقمص حماسهم، ويحتشي اوداجهم وهم يخطبون، ويتنطط فوق باحة السنتهم وهم يلعلعون، مصوراً لهم غيرهم من الناس حثالة من المذنبين المحادين لله ورسوله ويجب محاربتهم، وتطهير الأرض من رذيلة وجودهم ولو كانوا آباءهم أو اخوانهم أو ازواجهم أو عشيرتهم ويقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتنهض قائمة الفتنة بين أيديهم وأرجلهم ومن فوقهم ومن تحتهم ولاتجد اكثرهم راشدين..ومن وحي الشيطان لحزبه تصوير الأمور على غير حقيقتها فيضخم لهم الصغائر ويصغر لهم العظائم .. يزرع في قلوبهم الحقد والكراهية نحو الآخرين بحجة بعدهم عن الله بعد ان يزين لهم في أنفسهم أنهم أصفياء الله وأولياؤه المقربون .. بل أوصياؤه على خلقه" !! .. فلا صحة إلاَّ لأقوالهم ولا سداد إلاَّ لأفعالهم ولا عار إلاَّ في غيرهم ولا كفر ولا نفاق إلاَّ فيمن سواهم .. فأنى يستقيم الظل والعود أعوج!! وأنى يأتي حمام السلام بغصن الزيتون ولم يزل طوفان هؤلاء يغرق في لجته سائر أهل الإسلام!!إلاَّ تباً للشيطان وحزبه وخيبة لهم وغياً وخسراناً .. و "الا أن حزب الشيطان هو الخاسرون".
وحي الشيطان لحزبه !!
أخبار متعلقة