فيما تركيا تدعو إسرائيل إلى إنهاء حصار غزة كي تعود العلاقات لطبيعتها
أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي في مجلس الامن الدولي في نيويورك الاثنين الماضي .
رام الله (الضفة الغربية)- انقرة/14اكتوبر/ رويترز:طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مقتل عدد من المتضامنين على متن قافلة للمساعدات كانت تبحر إلى غزة.وقال عباس في كلمة أمام مئات رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب والأجانب المشاركين في مؤتمر (فلسطين الثاني للاستثمار في بيت لحم) «يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي موحد لرفع الحصار عن غزة ولجنة تحقيق دولية يشكلها مجلس الأمن للأمم المتحدة لترفع نتائجها إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار ملزم وواضح يحمي حقوق شعبنا ويرفع الحصار عنه.»وأضاف عن البيان الصادر عن مجلس الأمن يوم الثلاثاء بخصوص الأمر «لا نريدها أن تكون طفرة.. أن تكون من اجل امتصاص الغضب.. وانما نريدها حقيقة واقعة. لقد ذكر (البيان) انه لابد من رفع الحصار ولابد من التحقيق اذاً ننتظر العدالة الدولية. صحيح انتظرنا طويلا هذه العدالة ولكننا لن نيأس. سنناضل ويستمر نضالنا وننتظر العدالة.»ووصف عباس العملية الإسرائيلية «بإرهاب الدولة» وقال «أيها الأخوة تعرض شعبنا خلال الأيام الماضية إلى إرهاب دولة عندما هاجمت إسرائيل قافلة الحرية. إن شعبنا والعالم بأسره اليوم يواجه هذا الإرهاب ويرفض استمراره.»وأضاف «وإذا كان العالم قد شاهد الإرهاب ضد متطوعين أبرياء فنحن كشعب فلسطيني نشاهد أمثلة يومية على الإرهاب من خلال القتل والحواجز والجدار وطرد المواطنين من بيوتهم والحصار حول غزة ومدننا وقرانا...».
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله يوم
وتابع عباس قائلا «يحق لنا ان نسأل السؤال الكبير متى سينتهي هذا الطغيان والاحتلال؟ومتى ستحترم إسرائيل قواعد الشرعية الدولية حتى يتوقف سفك الدماء ويحل السلام الحقيقي؟... اننا نطالب بحماية دولية حقيقية وهذه مسؤولية مجلس الأمن الدولي وجميع المؤسسات الدولية بما فيها اللجنة الرباعية».ويرى عباس أن قافلة السفن لن تكون الأخيرة في مسيرة التضامن مع الشعب الفلسطيني وقال «ليست المرة الأولى التي يمتزج فيها الدم العربي الإسلامي العالمي مع الدم الفلسطيني في مسيرة النضال الطويل للشعب الفلسطيني التي استغرقت القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين».وأضاف «وليست قافلة الحرية هي أول المحاولات الجادة لدعم الشعب الفلسطيني ولكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني ولن تكون الأخيرة.»ووقف المشاركون في المؤتمر مطولا وسط تصفيق حاد عندما وجه عباس التحية الى تركيا.وقال عباس «هذه الوقفة ستذهب الى الشعب التركي الواقف إلى جانبنا.. المؤيد لحقوقنا وكذلك إلى جميع الدول التي وقفت ضد الإرهاب الذي تعرضت له قافلة الحرية.»وتشهد الأراضي الفلسطيني منذ اليوم الأول لأحداث قافلة الحرية مسيرات غاضبة يرفع فيها الفلسطينيون الأعلام الفلسطينية والتركية ومن المقرر ان يقوم طلاب الكلية العصرية في رام الله بمسيرة ظهر اليوم في اتجاه مكتب لمؤسسة التعاون والتمنية التركي في رام الله لتقديم العزاء لتركيا. من جانبها طالبت تركيا إسرائيل برفع الحصار الذي تفرضه على غزة كشرط لإعادة العلاقات الى طبيعتها لكنها أضافت انه « حان الوقت لان يحل الهدوء محل الغضب» في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة سفن مساعدات لغزة مدعومة من تركيا.وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة إثر عودته من الولايات المتحدة «مستقبل العلاقات مع إسرائيل يعتمد على موقف إسرائيل».وتابع «إنني لا أرى سببا لعدم عودة العلاقات إلى طبيعتها بمجرد رفع الحصار عن غزة والإفراج عن مواطنينا.»وألغت تركيا مناورات عسكرية مشتركة واستدعت سفيرها من إسرائيل بعد حادث قافلة المساعدات يوم الاثنين.وأصدر برلمان تركيا المنقسم عادة أمس بالإجماع قرارا غير مُلزم يدعو الى مراجعة العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع إسرائيل.وقال داود أوغلو انه تم التعرف على ثلاثة أتراك من بين تسعة نشطين قتلوا عندما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية سفنا تحاول نقل مساعدات إلى غزة وكان ناشط رابع يحمل بطاقة ائتمان تركية لكن جنسيته لم تتأكد.وكان يتحدث في الوقت الذي استعدت فيه البحرية الإسرائيلية لاعتراض سفينة مساعدات أخرى وهي السفينة ريتشل كوري التي يتوقع أن تصل إلى النقطة التي شهدت حادث اعتراض القافلة مساء الجمعة أو صباح السبت.وتحدث داود أوغلو مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأول لبحث الأزمة الدبلوماسية وكان يزور نيويورك في اليوم السابق لحضور اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعت لعقده تركيا لإصدار قرار يندد بالأعمال الإسرائيلية.وقال داود أوغلو «أبلغت السيدة كلينتون هاتفيا اننا سنعيد النظر في كل العلاقات مع إسرائيل إذا لم يفرج عن مواطنينا خلال 24 ساعة أي بحلول هذه الليلة» لكنه أشار إلى أن اثنين منهم أُصيبا بجروح شديدة تمنعهما من السفر.وتواجه واشنطن مهمة حساسة في التصدي للأزمة بين حليفين ساعدت الصداقة بينهما الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط.ودعا داود أوغلو الأمم المتحدة إلى التحقيق في الحادث وانتقد بشدة احتمالات إجراء تحقيق إسرائيلي.وقال «نحن نريد تحقيقا تفصيليا تجريه الأمم المتحدة في أعمال دولة إسرائيل المارقة.» وأضاف متسائلا «ما الذي يمكن توقعه من تحقيق تجريه دولة في وضع المتهم جنائيا.. إنها أفعال إسرائيل التي تحتاج إلى التحقيق فيها».وأصبحت تركيا التي كانت حليفا وثيقا لإسرائيل إلى منتقد شديد بعد الهجوم الإسرائيلي في غزة في ديسمبر عام 2008.لكن مقتل أتراك على متن السفينة التي ترفع العلم التركي في المياه الدولية دفع بالعلاقات إلى شفا الانهيار.واكتسب اردوغان شعبية كبيرة في العالم الإسلامي بسبب انتقاده الجريء للسياسات الإسرائيلية بشأن الفلسطينيين.وتنظم احتجاجات أمام البعثتين الإسرائيليتين في أنقرة واسطنبول منذ الاثنين الماضي .وقال داود أوغلو «حان الوقت كي يحل الهدوء محل الغضب في الرد على إسرائيل. ينبغي أن يتجنب الناس السلوك الانفعالي».وأضاف «سلامة أسر الدبلوماسيين الإسرائيليين والسياح الإسرائيليين واليهود الأتراك مسألة تتعلق بشرف أمتنا وسنضمن سلامتهم».