الأدوار المحددة اجتماعيا،وهي أدوار مكتسبة وهو ما تعنيه بالنوع الاجتماعي وهذه الأدوار تتغير بمرور الزمن وتتباين بين ثقافة وأخرى.وهي الصورة التي ينظر بها المجتمع لدور الرجل والمرأة،والأسلوب الذي يتوقعه في تفكيرنا وتصرفاتنا،ويرجع ذلك إلى أسلوب تنظيم المجتمع،وليس إلى الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة.ومن أهم مرتكزات النوع الاجتماعي المساواة في الحقوق والواجبات والعدالة التي تتحقق من خلال تعديل الظروف للتحكم العادل في الموارد لكل من الذكر والأنثى والتمكين الذي تحتاجه المرأة لتصبح عنصراً فاعلاً في مسيرة التغيير من خلال المشاركة الفاعلة واتخاذ القرار.وفي مجتمعاتنا العربية نرى دور الرجل في اتخاذ القرار هو الأهم وخصوصاً في الأمور التي تتعلق بالزواج والطلاق والإنجاب كما مهدتها له الظروف الاجتماعية بدون أي مشاركة في الرأي للزوجة.لذلك نجد أن أنماط الصحة والمرض عند النساء والرجال تظهر بشكل مختلف.فعادة ولعوامل بيولوجية نرى أن النساء يعمرن أكثر من الرجال في جميع البلدان.وفي حالة اختلاف الوضع فإنه من المؤكد وجود أخطار صحية في المحيط القريب ناتجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه النساء.كما هو معروف عن ارتفاع نسبة الوفيات بين النساء بسبب الحمل والولادة والأمراض المنقولة جنسياً والذي بدوره يتطلب توفر خدمات صحية ذات كفاية عالية بالإضافة إلى العمل على تغيير الظروف المحيطة والتي لها دور كبير في التأثير على صحة المرأة وإحباطها.وتظهر قيمة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بصورة واضحة عند دراسة الظروف الصحية للمرأة مثل سوء التغذية ونمط التربية والعنف القائم على نوع الجنس كالتحذير والايذاء الجسدي والنفسي والاغتصاب وختان الإناث.ويرتبط حصول المرأة على خدمات الصحة الإنجابية بعدة عوامل منها عدم قدرتها على تحمل التكاليف أو عدم وجود من يراقبها بسبب عدم السماح لها بالخروج بدون مرافق أو بسبب كبر مسؤولياتها في تحمل تربية الأطفال وأعباء المنزل ما ينسيها متابعة صحتها أو خوفها من تهمة الإصابة بالمرض.فعلى سبيل المثال ربما يعاني الرجل من مشاكل في الجهاز التناسلي وتحديداً من الالتهابات المنقولة جنسياً وحالات العقم،فإن المرأة هي التي تحمل العبء الأكبر من هذه المتاعب الصحية.لذلك فإن تمكين النساء من ممارسة خياراتهن أمر أساسي في جني فوائد الصحة الإنجابية لان قضايا الصحة الإنجابية تستدعي النظر إلى نواحي أخرى في الحياة مثل النواحي الاقتصادية والتزام المرأة بدورها،لإنجابي والذي حال دون قيامها بمهمات إنتاجية مدفوعة الأجر ما أدى إلى عدم اعتبار أي قيمة لعملها المنزلي وكذلك يجب النظر في مستوى التعليم والمستوى المعيشي والمناخ الأسري والاجتماعي والأدوار المنوطة بكل من الذكور والإناث ضمن الشبكات الاجتماعية والتقاليد العامة والتشريعات المتعلقة.والخلاصة أن الاختيار الذاتي لا يتعلق بتوافر الخدمات أو تنوعها فقط بل هناك العديد من العوامل منها مدى إدراك المرأة نفسها أهمية قيمتها الإنسانية ووصولها وتحكمها في الموارد بالإضافة إلى البيئة المحيطة.[c1]د. فهد محمد الصبري [/c]
النوع الاجتماعي
أخبار متعلقة