استمرار العدوان الوحشي الاسرائيلي على لبنان
بيروت/ وكالات:جدد جيش العدوان الإسرائيلي أمس قصفه لضاحية بيروت الجنوبية بـ23 صاروخا بالتزامن مع مواصلة غاراته في جنوب لبنان فيما رد حزب الله بقصف مدنا إسرائيلية بعد زعم تل أبيب الاستيلاء على بنت جبيل. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سبع غارات على أحياء صفير وبئر العبد والرويس الواقعة جميعها في ضاحية بيروت الجنوبية بعد يومين من هدوء نسبي شهدته المنطقة الواقعة جنوب العاصمة. وجاء القصف الإسرائيلي بعد مقتل إسرائيلي وفتاة وإصابة 69 آخرين (48 منهم أصيبوا بالهلع) جراء سقوط صواريخ أطلقها حزب الله على مدن ومستوطنات تقع شمال إسرائيل. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن 16 صاروخا سقطت على أحياء في مدينة حيفا سقط بعضها في أماكن مفتوحة ووسط حي سكني.وسقط صاروخا كاتيوشا على مدينة عكا دون التسبب بإصابات وسبعة على كريات شمونة واثنان على نهاريا وأربعة في مناطق بالجليل الأعلى بينها صفد فيما أصاب صاروخ مدينة شفاعمرو العربية الواقعة شمال الناصرة للمرة الأولى.وجاء إطلاق الصواريخ بعد ساعات من زعم الإذاعة الإسرائيلية الاستيلاء على مدينة بنت جبيل التي تبعد عشرة كيلومترات عن مارون الراس التي أعلن عن سقوطها قبل يومين.وأعلنت إسرائيل سقوط البلدة بعد معلومات عن حصول إنزال على تلة مسعود وهي واحدة من ثلاثة تلال تطل على بنت جبيل إضافة إلى تلتي يارون ومارون الراس.ونفى حزب الله لاحقا سقوط المدينة مؤكدا أن مقاتليه يواصلون القتال في محيطها. وأشارت الانباء إلى إصابة خمسة جنود إسرائيليين في المواجهات. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لم يسيطر على المدينة بل على أجزاء منها. ونفى مسؤول عسكري إسرائيلي أن يكون جيشه بصدد توسيع عملياته شمالا مشددا على أنه يهتم بتدمير البنية التحتية لحزب الله. غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس أعلن لاحقا أن جيشه سيقيم منطقة أمنية في جنوب لبنان الى حين قدوم قوة الاستقرار الدولية. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس أمس الثلاثاء ان اسرائيل ستحتفظ "بشريط أمني" في جنوب لبنان إلى ان يتسنى نشر قوة دولية تتولى السيطرة على المنطقة.واضاف ان اسرائيل ستسيطر على المنطقة من خلال اطلاق النار على كل من يدخلها. ولم يشر الى عرض الشريط الحدودي الذي تعتزم اسرائيل السيطرة عليه.وقدرت مصادر حكومية اسرائيلية عرض المنطقة بما يتراوح بين ثلاثة واربعة كيلومترات. وقال دبلوماسيون غربيون اطلعتهم الحكومة الاسرائيلية على التطورات ان عرض الشريط قد يصل الى ما بين خمسة كيلومترات وعشرة كيلومترات في بعض المناطق.وقال بيريتس للصحفيين :علينا ان ننشئ شريطا أمنيا جديدا.. منطقة أمنية تكون غطاء لقواتنا إلى أن تصل القوات الدولية." في غضون ذلك قال مسؤول اسرائيلي كبير أمس الثلاثاء ان اسرائيل تعتقد ان من الضروري ان تتولى قوة لحفظ السلام تتألف من قرابة 20 ألف فرد السيطرة على جنوب لبنان وان تلك القوة يمكن نشرها خلال اسبوعين من موافقة القوى الغربية عليها.ويقرب هذا العدد من ضعفي القوة المتعددة الجنسيات التي تناقشها القوى الاوروبية حاليا.في هذه الأثناء ارتكب الجيش الإسرائيلي مذبحة جديدة في النبطية عندما ألقت طائراته الحربية صاروخا على منزلين في المدينة مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص هم أفراد عائلتين.وأوضح رئيس بلدية النبطية أسد غندور أن الغارة الإسرائيلية استهدفت منزلين متجاورين قتل في أحدهما رجل وزوجته وجرحت ابنتهما فيما قضى في الثاني محمد غندور وزوجته وأطفاله الخمسة. وفي القطاع الشرقي تواصلت أمس الغارات الإسرائيلية في اليوم الرابع عشر للعدوان حيث شنت أن الطائرات الحربية 11 غارة على بلدة الخيام وسهلها المطل على سهل الحولة شمال فلسطين وست غارات على قرية دبين. وفي محيط مدينة صور قصفت المدفعية الإسرائيلية قرى شيحين وباتوليه والحوش وحاريص وبرج الشمالي والقليلة والبازورية وطاول القصف كذلك قرى صديقين وجبال البطم.وذكرت مصادر طبية أن عددا كبيرا من الجثث لازال تحت أنقاض منازل أصابتها الغارات الإسرائيلية في عدد من القرى بينها الحلوسية التي استهدفت أمس الاول بست غارات.ووجهت عدة قرى لبنانية قريبة من الحدود نداءات استغاثة جراء حصارهم في منازلهم لليوم الرابع عشر على التوالي بدون غذاء و ماء وكهرباء. وبدأت قوات الطوارئ بإجلاء لبنانيين يحملون جنسيات أجنبية في بلدة طير حرفا القريبة من صور.على صعيد اخر أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تدافع عن حقوق الإنسان أن إسرائيل تستعمل ذخائر انشطارية في قذائفها المدفعية على لبنان داعية الدولة العبرية إلى أن توقف فورا استعمال مثل هذه الأسلحة.وجاء في بيان للمنظمة أن "شهودا وناجين" على الأرض في لبنان ابلغوا أن إسرائيل شنت في 19 يوليو هجوما بواسطة ذخائر انشطارية على قرية بليدة حيث قتلت امرأة في الستين من العمر وجرح 12 مدنيا بينهم سبعة أطفال. وبالإضافة إلى ذلك, استطاع محققو هيومن رايتس ووتش أن يلتقطوا صورا في 23 يوليو لمثل "هذه الذخائر الانشطارية حتى في الترسانة العسكرية الإسرائيلية لوحدة مدفعية متمركزة على الحدود مع لبنان". وقال كينيث روث, المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش ان "الذخائر الانشطارية هي اسلحة تصيب عشوائيا ولا يسمح على الاطلاق باستعمالها في المناطق.