فلسطين المحتلة/متابعات:أرفقت قوات الاحتلال الإسرائيلية عدوانها المتواصل على قطاع غزة والذي تستخدم فيه أسلحة جديدة ومحرمة دوليا، بأساليب جديدة أيضا في الحرب النفسية بهدف التأثير على السكان الفلسطينيين، ليس في القطاع فحسب وإنما في الضفة أيضا.وبينما تعتبر بيانات التحذير والاتصالات الهاتفية بالمواطنين الفلسطينيين أساليب قديمة للاحتلال، لوحظ التعتيم الإعلامي على ما يجري في الميدان وساحات المعارك من جانب الاحتلال في عدوانها الحالي.ومكّنت التجارب السابقة الكثيرين من التغلب على معظم أدوات الحرب النفسية التقليدية والجديدة، فظهر الأطفال على شاشات التلفزة يحرقون بيانات إسرائيلية تطلب منهم مغادرة منازلهم.ورغم التأثير المحدود للحرب النفسية، ينتقد محللون ومختصون انعدام الحرب النفسية المضادة من المستويات الرسمية الفلسطينية للتأثير على المجتمع الإسرائيلي، على الرغم من محاولة عدد من الفصائل تصوير عملياتها والإعلان عن القتلى من جنود الاحتلال للتأثير فيه. ويلخص الصحفي الفلسطيني المختص بالشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام، أهم أساليب الحرب النفسية الجديدة في التعتيم الإعلامي والانفراد بالمعلومة الميدانية والتركيز على العموميات والأرقام دون الخوض في تفاصيل القضايا الإنسانية.وأوضح أنه بينما يتعطش الجمهور في الحروب لأخبار الميدان أكثر من أي شيء آخر منعت سلطات الاحتلال الصحافة العالمية والعربية من دخول الميدان وانفردت هي عن طريق ضباط الإعلام الحربي بمعلومات الميدان.وأضاف أن جيش الاحتلال حاول وبشكل مقصود أن يكون المصدر الوحيد لما يحدث في الميدان، مشيرا إلى أن صورة المجريات على الأرض تم بثها دون التفاصيل التي تنقل الأحاسيس والمشاعر، فتحولت الحرب إلى أرقام وليس إلى قصص إنسانية وحكايات تدمي القلوب.وعن تأثير الحرب النفسية على السكان الفلسطينيين يرى اللحام أنه قليل، مشيرا إلى الحذر المبكر من قبل الإعلام المحلي والعربي من استخدام أساليب التضليل الإعلامي، حيث يتم التعامل بحذر مع اقتباس ما يرد على لسان الإسرائيليين ومعالجته فلسطينيا وعربيا قبل نشره وإعادة بثه.ورغم نجاح الفلسطينيين في تجاوز آثار الحرب النفسية، انتقد الصحفي الفلسطيني غياب الحرب النفسية المضادة «رغم وجود وزيرين للإعلام أحدهما في حكومة تسيير الأعمال في رام الله والآخر في الحكومة المقالة بغزة».وأضاف أنه بينما ينشغل رياض المالكي في رام الله بحقيبة الخارجية التي شغلها دون أن يدلي بأي تصريح صحفي، لا يعرف الكثيرون من هو وزير الإعلام في الحكومة المقالة ولم يظهر للجمهور.أما مدير المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي في بيت لحم الدكتور نبيل كوكالي فقال إن سنوات الاحتلال الطويلة مكّنت، جيش الاحتلال إلى حد كبير من فهم عقلية الفلسطينيين وتفكيرهم، لكن وعي الشارع الفلسطيني يمنع الالتفات لما يبثه من شائعات.ويرى أنه إضافة للقدرة العسكرية فإن قدرة الاحتلال على فهم عقلية المواطن الفلسطيني وتفكيره البسيط، جعلته يوظف الحرب النفسية بالتوازي مع العمليات العسكرية على الأرض، ومن ذلك استخدام الاتصالات الهاتفية والمناشير والإذاعة والتلفزيون والتصريحات الصحفية.وذكر من أساليب الحرب النفسية أيضا إطلاق القذائف الصوتية، وقصف محيط المنازل والأحياء لبث روح الخوف والرعب بين السكان وإجبارهم على مغادرة بيوتهم، ومع ذلك فإن الكثيرين فضلوا الموت في مساكنهم على المغادرة.وأوضح أن الاحتلال يعتمد على الإشاعة كونها تلعب دورا كبيرا في حياة المواطن الفلسطيني، ويتأثر بها بعض الوقت، إلا أن معاناته الكبيرة ووعي الشارع المحيط يحول دون استمرار هذا التفكير وعدم تصديق الخدع.