الديوانية/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: أنهى الجيش البولندي شراكته التي استمرت خمسة أعوام مع القوات الأمريكية في العراق أمس السبت ويستعد للانسحاب. وتجمع مسئولون أمريكيون وبولنديون بمن في ذلك وزير الدفاع البولندي بوجدان كليتش وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو في الديوانية الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوبي بغداد لحضور مراسم انتهاء المهمة البولندية. ولبولندا التي ساندت الغزو العسكري بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 نحو 900 جندي متمركزين في العراق بعد أن كان عدد القوات 2500 في السنوات الأولى من الحرب. وبولندا هي الدولة الوحيدة غير الولايات المتحدة وبريطانيا التي قادت فرقة كاملة من القوات الأجنبية في العراق وعملت قوات من العديد من الدول الأخرى في بادئ الأمر تحت قيادة بولندية في منطقة واسعة جنوبي بغداد. ولكن في السنوات الأخيرة تحملت القوات الأمريكية مسؤولية معظم المناطق التي كانت من قبل تحت قيادة بولندية. وستتولى فرقة أمريكية جنوبي بغداد الآن مسؤولية آخر مناطق كانت تحت قيادة بولندا. ووفقا لموقع يرصد العدد الرسمي للضحايا فقد قتل أكثر من 20 جنديا بولنديا في العراق ومعظمهم في عام 2004 . وتعهد رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بسحب القوات البولندية من العراق في حملته الانتخابية العام الماضي. ويأتي انسحاب القوات البولندية في الوقت الذي سجلت فيه أعمال العنف في العراق أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام. ومع تحسن الأوضاع تعتزم واشنطن خفض قواتها البالغة نحو 146 ألف جندي بسحب ثمانية آلاف جندي ببداية العام المقبل. وغادر نحو ألفي جندي جورجي -الذين كانوا يمثلون ذات يوم أكبر قوة أجنبية في العراق بعد الولايات المتحدة وبريطانيا- العراق في أغسطس بسبب صراع بين روسيا وجورجيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية. على صعيد أخر أعلن الجيش الأميركي في العراق أمس السبت مقتل «أمير» القاعدة في ناحية الرصافة, شرق دجلة, في بغداد المسئول عن الهجمات الأخيرة في بغداد والتفجيرات التي استهدفت مدينة الصدر أواخر العام 2006 وأسفرت عن مقتل حوالي 215 شخصا.وأكد الجيش في بيان «مقتل ماهر احمد محمود الزبيدي المكنى بابي رامي أمير ناحية الرصافة (...) وكان مسئولا عن عمليات أخرى إرهابية في سائر أنحاء العاصمة»، وتابع أن الزبيدي قتل الجمعة خلال عملية للجيش الأميركي في حي الاعظمية, ابرز معاقل العرب السنة في الرصافة.وأوضح البيان أن قوة من التحالف توجهت إلى مبنى بناء على معلومات استخباراتية وطلبت من ساكنيه إخلاءه لكنها تعرضت لإطلاق النار فردت بالمثل ما أسفر عن مقتل الزبيدي وامرأة كانت في المبنى.وأفاد أن الزبيدي مسئول عن الهجمات الأخيرة الخميس الماضي ضد مسجدين شيعيين في أول أيام عيد الفطر في بغداد الجديدة والزعفرانية ما أوقع عشرين قتيلا وعشرات الجرحى.وتابع أن «أبو رامي» كان المسئول عن تدبير سلسلة من الانفجارات بواسطة السيارات المفخخة وقذائف الهاون في مدينة الصدر في 23 نوفمبر 2006 والتي أدت إلى مقتل ما لايقل عن 215 شخصا وإصابة المئات بجروح.وأكد البيان أن الزبيدي كان ضالعا في عمليات خطف أيضا وتنفيذ إعدامات مصورة على شرائط فيديو حيث يظهر في أحداها في يونيو 2006 وهو يهم بحز رقبة دبلوماسي روسي كان خطف قبل أسبوعين مع ثلاثة من زملائه لقوا مصرعهم هم أيضا.ويشير إلى أن الزبيدي كان مرتبطا بقيادة تنظيم القاعدة في الحزام الشمالي من بغداد المجاور لمحافظتي ديالى وصلاح الدين.وختم البيان أن هذا الرجل كان منتميا إلى مجموعة «أنصار السنة» لكنه انضم إلى القاعدة العام 2004 وصار «أميرها» في ناحية الرصافة العام 2007 حيث «تولى مسؤولية كل العمليات الإرهابية في هذا الجانب» من العاصمة العراقية.