( بان ) قلق من «ارتفاع عدد التقارير المزعجة عن الكراهية»
جنيف/متابعات:تخشى الدوائر الدولية المعنية بمكافحة التمييز العنصري من زيادة حالات العنصرية والكراهية ضد الأجانب جراء تبعات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري -الذي يحتفل به العالم في 21 من مارس من كل عام- عن قلقه مما قال إنه «ارتفاع في عدد التقارير المزعجة عن الكراهية والتعصب الأعمى».ومن جهته قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية وكره الأجانب غيتو مويغاي في رسالته بالمناسبة إن «مظاهر عدم التسامح تتزايد يوما بعد يوم، مثل أعمال العنف الواسعة النطاق التي تستهدف أناسا ذوي بشرة مختلفة أو ينتمون إلى عرق آخر، لاسيما في أوقات الأزمة المالية العالمية، كما يميل التعصب إلى أن يصبح أكثر وضوحا، ما يرفع حدة التوترات الاجتماعية».وأكد أن احتفالات هذا العام تأتي «في وقت ملائم، حيث سيبدأ في غضون شهر مؤتمر دربان الثاني لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب».وأضاف أن إعلان دربان وبرنامج العمل المصاحب له لا يزال هو الأكثر شمولا في إطار المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والإجراءات اللازمة لمكافحة العنصرية.وكان الخبير الكيني الأصل قد أشار في حديث سابق مع الصحفيين إلى أن المهاجرين واللاجئين من بين الفئات الأكثر عرضة للتمييز العنصري وتفاقمت أزمتهم في السنوات الأخيرة مع القوانين الجديدة واعتبارات الأمن القومي لبعض الدول. كما أشار إلى أن المنافسة على الموارد الشحيحة في ضوء الأزمة المالية الحالية يمكن أيضا أن تساعد على زيادة التوترات العرقية، لا سيما أن الأجانب يعتبرون في نظر أبناء البلاد من المنافسين على الوظائف والرعاية الاجتماعية.وأكد العلاقة بين الفقر والعنصرية، مشيرا إلى أن الأقليات تكون أكثر الفئات تهميشا اقتصاديا في أي مجتمع.وقد تم اعتماد الحادي والعشرين من مارس من كل عام يوما عالميا لمكافحة العنصرية في ذكرى مصرع عشرات من المتظاهرين المسالمين في مدينة شاربفيل بجنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري، على أيدي قوات الشرطة عام 1960.أما مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي فقالت «إننا نتذكر في هذا اليوم الملايين من الناس حول العالم من ضحايا العنصرية والتمييز العنصري المحرومين من أبسط حقوق الإنسان وهو الحق في المساواة».وأكدت بيلاي في رسالتها بالمناسبة أن العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب «تدمر حياة العديد من الأفراد ويمكن أن تقوض المجتمعات ككل إذا تم التهاون معها، لأنها تشكل تهديدا للأمن وكثيرا ما تكون من بين الأسباب الجذرية للصراعات العنيفة ويمكن أن تؤدي إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية».لكنها أشارت إلى «إحراز تقدم جزئي في السنوات الماضية في كثير من المجالات مع ما وصفته بأنه انتكاسات خطيرة جدا».ويصاحب الإعداد لمؤتمر دربان الثاني جدل واسع بسبب الخلاف الحاد بين الغرب والشرق حول إسرائيل ومفهوم احترام الأديان.وتضم قائمة الانتقادات التي توجه إلى إسرائيل معاناة المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وبناءها الجدار العازل وتضييق الخناق على المدنيين الفلسطينيين ومنعهم من حقوقهم في العمل والتعليم والغذاء والأمن والتنقل.