الألم هو جهاز الإنذار في الجسم الذي ينبه الشخص إلى وجود شيء خطأ في جسمه . الجمعية العالمية لدراسة الألم ، تعرفه بأنه شعور بغيض يرافق تلف حدث أو يحتمل حدوثه لأنسجة جسم الشخص . توجد خلايا الجهاز العصبي ،التي ترسل إشارات تدل على الألم ، في جميع أجزاء البشرة وأنسجة الجسم الأخرى . تستجيب هذه الخلايا لأشياء مثل الإصابة أو تلف الألياف. فعند الإصابة بشيء ما ، كسكين حاد مثلا ، تنقل البشرة إشارات كيماوية من الخلايا العصبية الموجودة في البشرة إلى الدماغ عبر الأعصاب الموجودة في الحبل ألشوكي فيفسرها الدماغ بأنها ألم . وأغلب أنواع التهاب المفاصل ترافقها آلام تنقسم إلى فئتين ، هما الألم الحاد والألم المزمن . الألم الحاد يكون مؤقتا ويدوم بضعة ثوان أو أكثر ولكنه يتلاشى مع حدوث الشفاء . الحروق والجروح والكسور هي أمثلة على الأشياء التي تسبب آلاما حادة . أما الأمثلة على الآلام المستعصية فمنها آلام ترقق العظام والروماتيزم والتهاب المفاصل وتكون عادة خفيفة أو حادة وتدوم مدة أسابيع أو شهور أو سنين أو طيلة الحياة .فمن غير المفاجئ للبعض أن يعرف أن الرجال اقل حساسية من النساء على الأقل في الشعور بالألم. فقد اكتشف العلماء أن الهرمون الذكري المسمى تيستوستيرون يعمل على تكميم الشعور بالألم. فهذا الأمر يؤدي إلى مساعدة الرجال في الحفاظ على الجلد والطاقة ، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الهرمونات الذكرية أثناء المشاجرات. ويضيف العلماء، انه كلما كان الذكور اقل إحساسا بالألم كلما كانت لديهم الرغبة اكبر بالعراك ولهذا نجد الكثير من المشاجرات اليومية التي تحدث بين الذكور في مختلف بقاع الأرض. وقد قام العلماء بتجاربهم ، وذلك بإعطاء عصافير الدوري بعض الجرعات من التيستوستيرون وتم فحص استجابتها للألم. تبين أن هذا الهرمون يزيد من قدرة الطيور على تحمل الألم لفترات أطول مما يشير أن هذا الهرمون يقوم بإخفاء الألم أو تأجيل الشعور به لبعض الوقت. وأشار العلماء أن هذا الهرمون الذكري يقوم بإطلاق بعض ردود الفعل الطبيعية التي تؤدي نفس عمل مسكنات الألم الطبيعية والتي تسمى enkephalins . ولذلك اقترح العلماء ، بأنه يجب أن يتم إعطاء بدائل لهذا الهرمون إلى الرجال الذين يعانون من الأمراض المزمنة، لان هؤلاء الرجال عادة ما يتناولون عقاقير تخفف من نسبة مستوى التيستوستيرون في الدم مما يعني زيادة معاناتهم من الآلام بسبب انخفاض نسبة مسكنات الألم الطبيعية. ومن جانب آخر ، فالسؤال هو كيف يشعر الناس بالألم؟! أفادت دراسة سابقة على دماغ الإنسان أن الألم الذي قد يسبب انهمار الدموع من عيون بعض الناس يمكن أن لا يشعر به آخرون وأن ذلك قد يشكل معضلة للأطباء حين يقررون العلاج. وتقول الدراسة إن بعض الناس يشعرون بالألم أكثر من غيرهم. فقد أظهرت دراسة أجريت على نشاط الدماغ أن بعض الناس يستجيبون أو يظهرون ردة فعل بشكل أقوى من غيرهم نحو الألم. حيث استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي MRI في دراسة الدماغ لدى 17 متطوعا . وقام العلماء بتعريض الجهة السفلية من الساق اليمنى للمتطوعين للحرارة. وبعد ذلك طلب من المشاركين بتقديم تقييم لمدى الألم الذي أحسوا به. واتت النتائج ،بان الألم الذي سببته الحرارة من منخفض إلى عالي. وحين قارن الباحثون صور الدماغ مع تصنيفات المشتركين للألم وجدوا أن أجزاء الدماغ المسئولة عن الألم كانت أكثر نشاطا لدى أولئك الأشخاص الذين ذكروا أنهم شعروا بألم شديد. ووجد العلماء على وجه الخصوص نشاطا متزايدا في الجزء من الدماغ الذي يعالج موقع الألم وشدته وكذلك في الجزء المسؤول عن الشعور بالانزعاج الذي يسببه الألم. لكن الباحثين وجدوا فرقا ضئيلا بين الأشخاص فيما يتعلق بنشاط "المهاد" الذي يساعد على إرسال إشارات الألم من الحبل ألشوكي إلى مناطق الدماغ . ويمكن أن يشير ذلك إلى أن الإشارات الخاصة بالألم والقادمة إلى الدماغ من الحبل ألشوكي تنتقل بنفس الطريقة بين مختلف الناس ولكن عند وصول هذه الإشارات إلى الدماغ يتم التعامل معها بطرق مختلفة. وفي نفس السياق قالت دراسة أخرى، بأنه لم تكشف فرقا من الاستجابة لألم الحرارة بين الرجال والنساء . وجاءت هذه الدراسة بعد ستة شهور من تقرير أصدره باحثون في جامعة متشيغن يقولون فيه إنهم اكتشفوا جينا يجعل الناس أكثر أو أقل حساسية للألم استنادا إلى الوراثة. وفي هذه الدراسة أظهرت الصور التي التقطت للدماغ أن المواد الكيماوية المسكنة للألم والتي تسمى إندورفينز كانت أكثر نشاطا في أدمغة أشخاص متطوعين ، ذكروا أنهم شعروا قليلا بالألم نتيجة تعريض سيقانهم للحرارة.
الشعور بالألم ؟!!
أخبار متعلقة