بغداد / اف ب: اتهم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس الخميس اثناء جلسة محاكمته السابعة الاميركيين "بالكذب" عندما نفوا تعرضه للضرب كما "كذبوا" حول حيازة العراق لاسلحة دمار شامل.وقال صدام حسين في جلسة المحاكمة ان "البيت الابيض كذب مرة اخرى وهو كذاب لانه ليس في العراق لا كيمياوي ولا علاقة بالارهاب وهو صرح بأنه لم يعثر على شيء في العراق".واكد مجددا انه تعرض للتعذيب وقال "انا ثبت الاصابات امام ثلاثة مجاميع طبية اميركية" مشيرا الى ان بعض الاصابات "تطلب ثمانية اشهر حتى تماثلت للشفاء وبعضها وبعد مضي نحو ثلاث سنوات لم تذهب اثارها حتى الان".وخلص الى القول "نحن لا نكذب من يكذب هو البيت الابيض (...) ان هذا طعن برئيسكم لمدة 35 عاما ومعناه ان العراقيين قبلوا بشخص كذاب وهذا امر غير صحيح". وفجر صدام حسين أمس الاول مفاجأة عندما اكد خلال مداخلة امام المحكمة انه تعرض للتعذيب على يد الاميركيين. وقال صدام حسين "نعم ضربت وفي كل مكان في جسمي واثارها موجودة حتى يومنا هذا" مشيرا الى ان بعض رفاقه ضربوا باعقاب بنادق على رأسهم.ورفض البيت الابيض رفضا قاطعا اتهامات الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان "اظن ان هذه (الاتهامات) من اكثر الامور التي تجافي العقل الصادرة عن صدام حسين اخيرا".واوضح ان "صدام حسين يعامل بطريقة معاكسة تماما للطريقة التي كان نظامه يعامل بها الاشخاص الذين اعتقلهم وعذبهم لمجرد انهم عبروا عن ارائهم" مضيفا "لذا ارفض هذه (الاتهامات)".ومن جانبه اكد برزان اثناء جلسات المحاكمة أمس الخميس تعرضه للضرب هو الاخر اثناء عمليات التحقيق معه.وقال التكريتي لرئيس المحكمة رزكار محمد امين "يطرحون علي اسئلة وعندما اطالبهم باعطائي المجال للرد يقولون لي يجب ان ترد بنعم ام لا وهم يصفعوني بينما يداي مكبلتان".وقد استؤنفت أمس الخميس محاكمة الرئيس العراقي السابق وسبعة من معاونيه امام محكمة عراقية خاصة في قضية قتل 148 قرويا في بلدة الدجيل الشيعية.وبعد ان قدم شاهدان معلومات حول اعتقالات جماعية واعمال قتل وتعذيب طاولت افراد عائلتهم واشخاصا من قرية الدجيل الشيعية عام 1982 حاول صدام حسين الدفاع عن نفسه بالقول "لماذا لم يتقدم هؤلاء بشكاوى عن ماتعرضوا له؟". واضاف "كان يمكن لاي احد في الشارع ان يدخل استعلامات القصر الجمهوري ويقدم شكوى".وتابع "اما ان يخشى احد التقدم بشكوى على المخابرات خوفا منه ان لايقبلها صدام فأقول ان مواطنين قدموا شكاوى على ابناء صدام حسين الذين سجنوا بأمر من صدام حسين".واشار الى ان "اخر هذه الشكاوى كان قبل ايام من الحرب حين تقدم ضابط ذو رتبة صغيرة بشكوى ضد احد اشقائي". وقال "جئت به (شقيقي) هو والضابط وصدام كان يسأل وهم يجاوبون".واعتبر صدام حسين ان "كل عراقي كان له الحق في ان يشتكي". واشار الى ان "كل وزير كان يخصص على الاقل يوما واحدا في الاسبوع من اجل مقابلة المواطنين الذين لديهم شكاوى". ومن جانبهاكد برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين ان "صدام كان يشجع الناس على تقديم الشكاوى ضد دولته". واضاف برزان الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات لدى وقوع مجزرة الدجيل "هناك اناس اشتكوا حتى علي ثم تبين انهم على باطل ولم يتعرضوا حتى للعتاب" مشيرا الى ان "هذه حقيقة العراقيون كلهم يعرفونها".ومن جانب اخر قال برزان ان المدعين العامين الثلاثة هم بعثيون سابقون. وقال متوجها الى المدعين العامين الثلاثة "الذي في الوسط (جعفر الموسوي) هو عضو فرقة اما الاثنان الاخران فهم اعضاء في الحزب". وتابع "انا لا اعرف لماذا يعتبرون هذه المسألة عقدة".وادى هذا الكلام الى غضب احد المدعين العامين الثلاثة الذي قال ان "هذه اكبر اساءة توجه الي في حياتي ان اكون منتسبا لهذا الحزب الدموي" طالبا من رئيس المحكمة رزكار محمد امين السماح له بالانسحاب من قاعة المحكمة. لكن القاضي رفض الاستجابة للطلب.ورد عليه برزان بالقول ان "هذا الحزب هو حزب الديمقراطية والقيم العليا هو حزب الكرامة وهذا ليس بحزب الزوايا المظلمة".وطرد رئيس المحكمة احد الحراس الامنيين بعدما اتهمه عدة متهمين بتهديدهم من دون توضيح الشخص الذي تعرض للتهديد او طبيعة التهديدات.من جهة اخرى هدد برزان التكريتي بعدم حضور جلسات المحاكمة المقبلة اذا ما قطع الصوت على جلسات المحكمة المنقولة تلفزيونيا الى العراقيين. وقال "اذا قطع الصوت انا شخصيا لن احضر حتى لو يكسروني. هذه ليست عدالة وليس ديموقراطية نحن نريد العدل والديموقراطية في كل البلد وخاصة في هذا المكان".واضاف ان "هذا الامر يتعلق بسمعة البلد وتاريخه حيث ان الناس يراقبون ما يدور في هذه القاعة ويسمعون المدعي والمدعي العام والناس ليسوا اغبياء والبلد سوف ينصف".وتابع برزان موجها كلامه للقاضي "هناك قطع في الصوت وخاصة عندما اتحدث انا. لماذا؟ هذا تعد على حقوقي والتاريخ والبلد وتعد على حقوق المتهمين".ودافع المدعي العام جعفر الموسوي عن هذا الاجراء وقال "عندما تصدر كلمات نابية ينبغي على المحكمة وكل محكمة وكل دولة عدم عرض هذه الكلمات على مسامع المستمعين والمشاهدين".فرد عليه التكريتي "انا لا اتفق معك لاننا في جو ديموقراطي وقانوني اترك الاخرين يحكمون علي وعندما تصدر كلمات من احد من المتهمين دعوا الناس يحكمون".وجاوبه القاضي رزكار بان "المحكمة ستبحث في هذا الامر في وقت لاحق". وتخلل جلسة المحاكمة الاربعاء الفارط عمليات قطع متكررة للصوت.
صدام حسين يتهم الاميركيين "بالكذب"
أخبار متعلقة