[c1]بريطانيا ستنهار مع أفول العصر الأميركي[/c] كتب أستاذ التاريخ بجامعة لندن تريسترام هانت مقالا بصحيفة (ذي أوبزيرفر) ناقش فيه التداعيات المحتملة لأفول العصر الأميركي على بريطانيا, مبرزا مؤشرات هذا الأفول بلوس أنجلوس ومذكرا ببعض ما استفادته لندن من تحالفها الأعمى مع واشنطن منذ الحرب الكونية الثانية، وقال هانت في مقاله:إن المتجول في شوارع لوس أنجلوس اليوم يتذكر بمرارة روما عام 400 قبل الميلاد أو فينيسيا في آخر أيام مجدها في القرون الوسطى أو لندن بعيد نهاية الحرب العالمية الثانية, فهذه المدينة التي تعبق برموز الإمبراطورية الأميركية بدأت تفقد بريقها وتنهار شيئا فشيئا.لا أعني ضبابها الدخاني الخانق ولا أحياءها المكتظة المفعمة بالعنف ولا العدد الهائل من المشردين فيها فحسب, وإنما الإحساس بأن عصرها قد ولى, وبإمكان المرء أن يتصور في غضون مائة سنة من الآن أمواج المحيط الهندي تضرب حجارة سانتا مونيكا والرمال تزحف بين ناطحات السحاب، وأستوديوهات الأفلام الكبيرة تتحول إلى متحف كبير لتاريخ القرن العشرين، وليس تقرير مجلس الاستخبارات القومي الأميركي الأسبوع الماضي إلا عنصرا يعزز المخاوف من أن العصر الأميركي اقترب من نهايته، وأن الغزو العراقي كان آخر فعل شنيع للغطرسة الأميركية، وكما تنبأ خبراء بالبنتاغون فإن الاقتصادات الصاعدة كالبرازيل وروسيا والهند والصين بدأت تروض عضلاتها السياسية والاقتصادية, وبدأت الهيمنة النقدية للدولار تترنح وفي الوقت ذاته بدأت بوليوود (الهند) ونوليوود (نيجيريا) تتحدى الهيمنة الثقافية لهوليوود, وفي العقود القادمة لن تعود العولمة مرادفة للأمركة.لكن ماذا عن بريطانيا وتبعيتها العمياء للإمبراطورية الأميركية واستعدادها الدائم لتقديم “ضريبة الدم” مقابل علاقتها الخاصة مع أميركا؟ فالانهيار الذي سيصيب الهيمنة الأميركية يمثل بالنسبة لنا اختبارا حقيقيا.ولا شك في أن سباحتنا مع تيار الهيمنة الأميركية في القرن العشرين قدمت لنا خدمة كبيرة, فأنقذت أواصر الثقافة والدين واللغة والفكر اقتصاديا حتى تجاوزت مخلفات الحرب ووفرت لها رادعا نوويا كما مكنتها من الاضطلاع بدور يفوق حقيقة إمكانياتها على المسرح العالمي.فبفضل الرعاية الأميركية كان ألم انفصال مستعمراتنا خفيفا نسبيا إذا ما قورن بتفكك الإمبراطوريتين العثمانية والسوفياتية، ولا يعني هذا أن ارتباطنا بالولايات المتحدة لم يمر بفترات إذلال وإهانة, فقد تواطأنا مع الأميركيين في مهمات نهب وسلب كان علينا أن نتجنبها لكننا بالمقابل ضمنا أن نجد حليفا يحمي ظهورنا كما وقع في حرب فوكلاند, ولا ينبغي أن نغفل أن الزعامة الأميركية للعالم ظلت في غالب حالها تسير عكس التيار الصحيح للتقدم البشري.غير أننا سننهار مع أميركا وسيكون حسابها عسيرا، ولولا بسالة قواتنا المسلحة لما حافظنا على مكانتنا بمجلس الأمن الدولي، وعلينا أن نحافظ على دورنا في المؤسسات المالية الدولية ولا بد أن يتماشى ذلك الدور مع الحقائق الدولية الجديدة.ومن سوء طالع الرئيس المنتخب باراك أوباما أنه سيتابع تفكك الإمبراطورية الأميركية أمام عينيه ويكون عليه أن يستخدم دهاءه السياسي وعبقريته البلاغية لتنوير الأميركيين بشأن ما يمس بلدهم, لكن علينا نحن كذلك أن نبدأ عملية إعادة تقييم مكانتنا في العالم, وبما أننا خسرنا إمبراطورية من قبل فالأمر يبدو أسهل الآن. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]القرصنة في الصومال.. الإرهاب والغنائم[/c]ذكرت صحيفة (غارديان) أن مالكي السفن الأوروبيين بدؤوا يحثون حكوماتهم على إشهار السلاح في وجه القراصنة الصوماليين، الذين يستولون على السفن بالقوة.وتأتي تلك الدعوة وسط تزايد المخاوف من تحول شركات الشحن عن استخدام البحار قبالة القرن الأفريقي تماما، ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في كلفة التجارة العالمية.وكانت مجموعة أب مولر ميرسك أعلنت أنها قد تحول جزءا من أسطولها عن قناة السويس، ليسلك الطريق الأطول، رأس الرجاء الصالح. وطالبت المجموعة بإجراءات أشد ضد القراصنة.وقال الأمين العام لاتحاد ملاك السفن الأوربيين ألفونس غينر إن شركات أخرى تفكر في الاقتداء بمجموعة أب مولر ميرسك، مضيفا أن الاتحاد الذي يمثل 41 % من الأساطيل التجارية في العالم يريد من حكومات الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات رادعة بحق القراصنة، بعد أسبوع من حادثة الناقلة السعودية.ويأتي ذلك عقب طلب المنظمة البحرية الدولية من مجلس الأمن فرض حظر إرسال سفن حربية وطائرات لـ”تعطيل” عمليات القرصنة، وتأمين خطوط الملاحة في خليج عدن، ومرافقة السفن، بما في ذلك تقديم العون الغذائي إلى الصومال التي مزقتها الحرب.وأما صحيفة (غارديان) فنسبت لقبطان باخرة يوناني قوله “أخشى القرصنة أكثر مما أخشى الأعاصير”، ويمضي الكابتن بانايوتيس تزانيتاكوس الذي يقود الباخرة إيليفيتا التي تبلغ حمولتها 75 ألف طن بالقول إنه لم يشاهد أي بحار شيئا مثل هذا من قبل، إنها منطقة حرب هناك، والوضع أصبح خارجا عن نطاق السيطرة.وأما صحيفة (فايننشال تايمز) فأشارت إلى أن القرصنة لا تعرف الحدود، واعتبرت الفقر المدقع من أسباب تنامي القرصنة بالصومال.وأما العراقيل أمام مقاومة أعمال القرصنة في الصومال فتعود لأسباب من بينها عدم استقرار الصومال وانعدام تطبيق الأمن فيه، وفق الصحيفة، كما أن مساحة المياه التي يعمل فيها القراصنة كبيرة جدا مما يعيق أي تحرك فاعل لدوريات دولية في المنطقة، فضلا على عوائق قانونية أخرى تتعلق بشرعية إطلاق النار على القراصنة.
أخبار متعلقة