في رمضان ..
طهران / متابعات : * وظفت العديد من المنظمات الصحية والخيرية الإيرانية حلول شهر رمضان لتكثيف حملاتها الدعائية للتعريف بالفوائد الكبيرة التي تنتج عن التبرع بالأعضاء وكسب أكبر عدد من المتطوعين ، وحسب تايون نجفي زاده، رئيس قسم زراعة أعضاء الجسم في جامعة بهشتي بطهران ، فان عدد المتطوعين هذا العام شهد ارتفاعا كبيرا ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى جهود الأوساط الطبية وبالتعاون مع الصحافة والإعلام في تسليط الضوء على معاناة المرضى الذين هم بحاجة ماسة لزراعة الأعضاء في أجسادهم.* وقد خصصت وزارة الداخلية الإيرانية الطابق الأول من قاعة مبناها في العاصمة طهران لتسجيل اسماء المتطوعين وإصدار بطاقات خاصة لهم.* ويعزو الدكتور بهنام طالقاني السبب في ارتفاع المتطوعين إلى نجاح الطب الإيراني في عمليات زراعة الأعضاء ونقلها من جسم إلى آخر ، فقد حصلت إيران على شهرة عالمية تجعلها بمصاف بلد ككندا التي أجرت في العام 1983 أول عملية زراعة الرئتين.* مع ذلك يرى عدد من العاملين في الوسط الطبي أن عدد المتطوعين لايتناسب مع النجاح الكبير الذي حققه الجراحون الإيرانيون ، فثمة آلاف المرضى يعيشون تحت تهديد الموت وينتظرون من ينقذهم من الموت من خلال التبرع بالأعضاء التي هم في أمس الحاجة إليها.بريسا علم الهدى قالت: إنها كانت مترددة في تسجيل اسمها للتطوع بعضو من جسدها ، وقد استوقفتها الآية القرآنية “ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا” وجعلتها تفكر بالتبرع بإحدى كليتيها (من الطبيعي أنني فكرت بالضمانات الطبية التي تضمن لي حياتي ، وقد حصلت على معلومات وافية من خلال استشارة أطباء ومتخصصين ، ثمة قلق في بادئ الأمر وهذا أمر طبيعي) .* في عيادته الواقعة في شارع رشت المجاور لشارع وليعصر ، يقدم الدكتور حسين هدايت منش تعليمات ونصائح طبية للراغبين بالتبرع ،ويشير هدايت منش إلى وجود أفكار وتصورات مغلوطة تعيق ثقافة التبرع وفي مقدمتها الاعتقاد بالتحريم الديني والحقيقة هي أن جميع الأديان تشجع على عمل الخير ومساعدة الآخرين ، وثمة من جهة أخرى من يرفض زراعة عضو من جسم آخر في جسمه لاعتقاده أنه سيحمل صفات وطبائع الشخص المتبرع والحقيقة العلمية تنفي ذلك نفيا قاطعا على اعتبار أن أعضاء جسم الإنسان لاتمتلك ذاكرة مستقلة . ويضيف هدايت منش ،من حسن الحظ أن هناك نقطة تساعد في ارتفاع عدد المتطوعين وهي ثقة المتبرع بالفريق الطبي الذي يشرف على عملية فصل العضو المطلوب ، فثمة بلدان شهدت استغلال المتطوعين إذ قام الأطباء بسرقة أعضاء غير متفق عليها وتاجروا بها لاحقا ، أقوم أحيانا بالتنسيق بين المريض والمتبرع وإقامة جلسات للتعارف وحضرت شخصيا حفلات أحتفى بها المريض والمتبرع بعد نجاح العملية ، ولايمكنني أن أصف شعوري بالبهجة والسرور وأنا أحضر هذه الحفلات “.* ورغم ارتفاع عدد المتطوعين في شهر رمضان فان الدكتور ة ميترا مهدوي المتخصصة بالإمراض الباطنية و الكليوية غير متفائلة كثيرا نظرا لارتفاع عدد المرضى “بلغ عدد المتبرعين بكلاهم في العام الماضي 1700 متبرع ولكن عدد المحتاجين للكلية يزداد عن عدد المتبرعين بأكثر من الضعف ، ومن المؤكد أننا سنواجه مشكلة حقيقية ولابد من إشاعة ثقافة التبرع “.* مريم مرعشيان طالبة في معهد العلوم السياسية تذكر ان هناك مئات الأفراد في نقاط مختلفة من العالم تبرعوا بكلاهم دون الإشهار عن ذلك من منطلقات خيرية ، وكم جدير بالمسلمين إنقاذ أرواح من هم بحاجة للأعضاء، إن هذه النظرة والأسلوب في تعامل الإنسان المسلم مع جسده والمبنية على سخاء كبير تقف في النقيض تماما مع بعض من يدعون الانتساب للدين الإسلامي ويقومون بتفجير أجسادهم لقتل الأبرياء من المسلمين وباسم الدين “. * ولابد من الإشارة الى فيلم “عنفوان الحياة “الذي يروي حكاية امرأة إيرانية تخبر زوجها وهو أستاذ جامعي بنيتها المجئ إلى إيران لمشاهدة ابنتها الوحيدة نياز ، لكن نياز تتعرض إلى حادث مرور وتصاب بالموت الدماغي ، ويرصد الفيلم اللحظات العصيبة التي يمر فيها الأب والأم لاتخاذ قرار التبرع بقلب ابنتهما لطالبة تدعى هدية تعاني من متاعب في القلب.