يفخر أبناء اليمن بصفة عامة إبان فترة التشطير بريادة تلفزيون عدن وباعتباره من أوائل الأجهزة العربية التي استطاعت إثبات الذات .. ليصبح ثالث تلفزيون يبث في سماء الإعلام العربي بعد مصر والعراق .. ويقدم من خلال برامجه مسلسلات وبرامج توجيهية وتربوية هادفة .. ساهمت في إثراء الثقافة والفنون والإنسانية في عدن واليمن بكل مناطقها وجغرافيتها الخضراء من السهل إلى الوادي والجبل ومن البحر إلى البحر.وتسجل الريادة ليس لتلفزيون عدن وحسب.. بل لأسرة هذا الجهاز الحيوي من مذيعين ومخرجين ومعدين ومطربين ومهندسين وفنيين وجمهور واع استطاع أن يكون عند مستوى الظن والواجب ويقف مع جهازه الإعلامي الراقي في العديد من المواقف والأعمال متابعة وإنجازاً واهتماماً.وكان المواطنون في عدن واليمن (الأم) قبل الوحدة المباركة التي كانت موجودة في القلوب والنفوس والعادات وروح التعامل بين اليمنيين .. وبعيداً عن التسمية والأوراق ومواقف البعض السياسية لأهداف لا تمثل الحقيقة وواقع الحال والتاريخ الواقعي للإنسان اليمني وأمانيه على امتداد أحلامه .. كانوا يفخرون بكل أطيافهم اليمنية بإنجازات تلفزيون عدن التاريخية.. وبما يقدم من أعمال لها قيمتها وأهميتها في حياتهم.فلماذا بعد أن تجاوز عمره الـ 45 عاماً ويزيد، تأسيساً وتقديماً .. يحاول بعض ضعاف النفوس إنهاء تاريخه .. فلا أعتقد أن ولاة الأمر الذين سعوا من أجل تحقيق حلم الوحدة للشعب بعد أن تغنى بها في أحلامه وأغانيه وكتاباته ويقظته على امتداد أجيال وأجيال يفكرون إنهاء تاريخ هذا الصرح الإعلامي اليمني المفخرة لليمن والعالم العربي حتى الذين حاولوا منحه أسماً رقمياً عزيزاً ولكنه لا يمت للحقيقة بصلة ونسب كتسميته بتلفزيون (22 مايو) في ظاهرة عاطفية غير علمية .. فلا يوجد تلفزيون في العالم يطلق على نفسه اسماً رقمياً.. فهناك تلفزيونات عربية وخليجية تحمل اسم بلدانها وعواصمها وتفخر بذلك .. وبعد أقل من شهرين تم التغيير وأعيد الاسم القديم التاريخي (عدن).ولم يعجب ذلك بعض أعداء النجاح والمنتفعين الحريصين على طمس التاريخ والحقائق البيضاء في حياة وكفاح أهل عدن الطيبين .. الذين قاسوا الأمرين وكانوا حريصين على الوحدة .. ووقوداً للثورة اليمنية الأم ( 26 سبتمبر 62م ) وفجروا ثورتهم من ردفان ( 14 أكتوبر ) وكل مناطق وحارات وأزقة عدن و ضواحيها ... جعلوا الاستعمار يرحل بعصاه وقالوها له بالفم المليان قبل السلاح والرصاص (برع يا استعمار برع .. من أرض الأحرار).وعاد خفافيش الظلام الذين يحرص قائد المسيرة على إفشال مخططاتهم لإرجاع عقارب الساعة إلى لوراء .. عادوا بمنهج جديد من خلال اختيار اسم (يمانية) لتلفزيون عدن التاريخي وجعلها فضائية .. فهل التغيير والدعم يتطلب تغيير اسمها أيضاً من أجل التطور ومواكبة العصر الفضائي ومتطلباته.ولماذا الإصرار على تهميش الكوادر الفنية الرائدة في تلفزيون عدن وحرمانهم من العمل والإبداع وجعل كل شيء يأتي من العاصمة (صنعاء) وكأن القناة بكل ما فيها من أجهزة وعاملين ضمن الكادر الوظيفي لتلفزيون ( اليمن) في صنعاء .و ليسوا في قناة رائدة.ولن أتحدث عن الأرشيف العظيم والبرامج التاريخية التي كان يضمها تلفزيون عدن التي لم نعد نشاهدها من خلال الاسم الجديد ( يمانية ) وأصبحت مجهولة أو النقل المباشر للأرشيف الثري.والطامة الكبرى أن تتجاهل وتهمل فترة دامت أكثر من 45 عاماً من الريادة ويعد للاحتفال قريباً ببث قناة ( يمانية) الفضائية الجديدة التي لم تتجاوز العام .. فهل هذا معقول ومنطقي ( ؟!)وهل صحيح أنه سيتم تخصيص جزء من وقت بث ( يمانية) الحالي لقناتي (سبأ) و(الإيمان)؟!عشرات الأسئلة الحرجة يطرحها الكثير من اليمنيين والخليجيين والعرب .. يسألون بعفوية عن تلفزيون عدن وما آل إليه مصيره.ولماذا أعطى المسئولون عن الإعلام اليمني القدوة .. فرصة ذهبية لشرنقة المعارضين وأعداء الوحدة .. لاستغلال مثل هذا التوجه والأسلوب .. والاستيلاء على اسم تلفزيون (عدن) التاريخي .. ليبثوا من خلال قناتهم المستنسخة والمزعومة أكاذيبهم الضارة التي تجعل المواطن اليمني والعدني بصفة خاصة يغضب بمرارة وحزن وهو يشاهد اسم مدينته يستعمل بأسلوب رخيص في التضليل والتحريض وبشكل بارز ومفضوح.مناسبة هذا الكلام .. الذي قد لا يعجب البعض .. وربما أراح الأغلبية لصدقه وموضوعيته .. ما سمعته وقرأته عن المشكلة و هذه القضية الهامة . ومشاركة بقلمي في الحوار الحر الذي قرأته للدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني لصحيفة 26 سبتمبر في منتصف يونيو 2009م الذي أكد بأن ( عدن) اسم مشهور تاريخياً واقتصادياً .. وعلم يمني ومدينة أكثر شهرة في العالم من أي تسمية أخرى فلماذا تسمى قناتها ( يمانية) ويسأل بحسرة وألم من أخذ اسم قناة عدن الآن (؟!).هل أزيد؟ لا أعتقد ففي عز الكلام سكت الكلام .. والعودة للحق فضيلة .. أتمنى أن يعيد المسؤول الأول عن الإعلام اليمني الصديق الشاعر الأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام اليمني .. اسم تلفزيون عدن التاريخي إليه حتى يمنع الانفصاليين من استغلاله وبأسلوب عكسي ويعيد نشاطاته والبسمة لمحبيه ومشاهديه على امتداد جغرافية بلاد العرب أوطاني .. وسلامتكم.[c1]* أديب وقاص سعودي عضو هيئة الصحفيين السعوديين[/c]
|
فكر
من يعيد لتلفزيون (عدن) تاريخه؟
أخبار متعلقة