حزب الله يوافق على تسلم الحكومة اللبنانية مفاوضات تبادل الأسرى
بيروت / عواصم / وكالات :قال وزير الاعلام السوري محسن بلال في مقابلة نشرت أمس الاحد ان سوريا ستدخل الصراع بين اسرائيل وحزب الله اذا دخلت القوات البرية الاسرائيلية لبنان واقتربت من سوريا.وقال الوزير السوري لصحيفة (ايه.بي.سي) الاسبانية"اذا غزت اسرائيل لبنان برا واقتربت منا فلن نجلس مكتوفي الايدي.. سننضم للقتال."واضاف ان هناك قوات تقف على اهبة الاستعداد واضاف "اذا قامت القوات الاسرائيلية باستفزازنا فستعمل دمشق على الحفاظ على الامن القومي للاراضي السورية."ويقوم بلال بزيارة اسبانيا لاجراء محادثات مع وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس وهو مبعوث سابق للاتحاد الاوروبي الى منطقة الشرق الاوسط وقال انه يرحب باستعداد اسبانيا كي تقوم بدور وساطة في الصراع.وانتقد الوزير السوري الولايات المتحدة لعدم اقدامها على السعى لوقف اطلاق النار.وقال "هل ينتظرون ان تقوم اسرائيل بتدمير لبنان...."ونفى بلال ان سوريا تقوم بتمويل حزب الله الا انه قال ان الجماعة تتمتع بتعاطف وتأييد معنوي من قبل حكومة دمشق. وعلى صعيد التطورات الميدانية فان المعارك الضارية لازالت مستمرة بين الجيش الإسرائيلي مدعوما بالدبابات والمروحيات وبين مقاتلي حزب الله في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان، خصوصا في محيط مارون الراس. وقد أكد حزب الله تواصل المعارك والاشتباكات حول القرية الإستراتيجية مع القوات الإسرائيلية منذ عدة أيام. وقالت المقاومة الإسلامية في بيان لها "إن إسرائيل خدعت شعبها والعالم من خلال تصوير احتلال قرية مارون الراس على أنه إنجاز عسكري كبير".وأضاف البيان أن "جيشا يقاتل بقوات النخبة والدبابات يساندها سلاح الجو يعجز عن دخول قرية على الحدود مباشرة إلا بعد أيام من القتال وخسائر كبيرة في قبالة عدد من مجاهدي المقاومة، هو جيش مهزوم وفاشل".وتعرضت مارون الراس وقرية يارون المجاورة لقصف مكثف أمس، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في محيط منازل بالقريتين ما أسفر عن جرح طفلتين. كما أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة إصابة مراقب عسكري تابع للقوة الأممية خلال الاشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية. وفي إطار توسيع العدوان على لبنان برا قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه سيتم الزج بمزيد من القوات إلى داخل جنوب لبنان وقرية مارون الراس.وأفادت مصادر عسكرية أن عدة مئات من الجنود موجودون داخل جنوب لبنان يحاولون تدمير مخابئ حزب الله ومستودعات الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ. لكن الإذاعة لم تذكر عدد القوات الإضافية التي ستدخل الأراضي اللبنانية. وأشارت الانباء في شمال إسرائيل إلى أن القوات الإسرائيلية أعلنت محاصرتها بلدة بنت جبيل عقب سيطرتها على مارون الراس.كما أعلنت متحدثة عسكرية العثور على جثة جندي إسرائيلي فقد أثناء معركة مع مقاتلي حزب الله في مارون الراس الأسبوع الماضي، ليرتفع عدد الجنود الذين اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتلهم إلى سبعة منذ بدء عمليات التوغل البري. تصعيد وتيرة المعارك الحدودية ترافق مع استمرار القصف الصاروخي على شمال إسرائيل، حيث سقط قتيلان وجرح أكثر من 20 آخرون ثلاثة منهم بحالة خطيرة، وذلك إثر سقوط دفعتين من رشقات صواريخ الكاتيوشا على مدينة حيفا.وقد أصابت الصواريخ المدينة ومحيطها وخلفت أضرارا في المنازل والسيارات. كما دكت الصواريخ مستوطنات بالشمال ومدن عكا وكرمئيل وطبرية وصفد في الجليل، موقعة جريحين على الأقل بأحد المستوطنات. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس إلى أن حزب الله أطلق 2200 صاروخ على إسرائيل منذ بدء الحرب. وقد واصل الطيران الحربي الإسرائيلي أمس الاحد في اليوم الـ12 من العدوان قصف العديد من المواقع والمدن والبلدات اللبنانية من الجنوب إلى البقاع وصولا إلى بيروت، مودية بحياة عدد من المدنيين وصحفية لبنانية هي الأولى التي تسقط منذ بدء الحرب.فقد استشهدت المصورة الصحفية ليال نجيب (23 عاما) في غارة استهدفت سيارة كانت تقلها بين قريتي صديقين وقانا بمنطقة صور في الجنوب. وتعمل ليال مع مجلة "الجرس" اللبنانية غير السياسية كما تعمل مصورة حرة مع العديد من وسائل الإعلام والوكالات بعضها أجنبي.وأغارت مروحية حربية إسرائيلية على حافلة صغيرة تقل نازحين في طريق جنوبي شرق مدينة صور، موقعة ثلاثة شهداء و14 جريحا. وكانت الحافلة ضمن قافلة يواكبها الصليب الأحمر لإجلاء نحو 70 شخصا عن قرية أخرى مجاورة.وفي قرية شيحين شرق صور قتل مدنيان وأصيب 21 آخرون في غارات جوية إسرائيلية. كما لقي فتى (15 عاما) حتفه وجرح أربعة مدنيين آخرين في غارة استهدفت منزلا في بلدة ميس الجبل بمنطقة النبطية. وطالت الغارات مدينة النبطية وبليدا التي استشهد فيها شخص وجرح آخر، ومناطق وقرى وبلدات جنوبية أخرى خلفت 16 جريحا على الأقل.كما استهدف القصف لأول مرة أحياء وسط مدينة صيدا فجر أمس مخلفا خمسة جرحى مدنيين.واستشهد مدنيان على الأقل وجرح سبعة آخرون في قصف استهدف مصانع ومنازل وجسورا في بعلبك في البقاع والبلدات المحيطة بها، وصولا إلى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا.وفي الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت قصف الطيران الإسرائيلي مرارا حي حارة حريك، وسوّى بالأرض عشرات من المباني كان حزب الله يستخدم الكثير منها. إلى ذلك أعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس الأحد أن حزب الله وافق على ان تتسلم الحكومة اللبنانية المفاوضات لإجراء تبادل بين المعتقلين والجنديين الاسرائيليين الاسيرين.ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية عن الرئيس بري قوله في مقابلة تلفزيونية "ان الحكومة اللبنانية هي التي ستتولى بواسطة فريق ثالث المفاوضات" لاجل عملية التبادل, مضيفا ان "هذا الامر مقبول من قبل الاخوة في حزب الله". واضاف "المطلوب ان تكون الحكومة اللبنانية هي التي تقوم بعملية رعاية المفاوضات حتى تتم".الا ان الرئيس بري شدد على ضرورة اقرار "وقف فوري لاطلاق النار (...) وفي الوقت نفسه البدء بعملية التبادل". واضاف "الموضوع اننا في الحكومة وحزب الله وكل الشعب اللبناني نطالب بوقف اطلاق النار وبدء مفاوضات لاجل تحرير الاسرى والمعتقلين والجنديين الاسرائيليين, والحكومة اللبنانية على اتم الاستعداد لقيادة هذه المفاوضات".وكان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ دعا أمس الاحد الامم المتحدة "او فريقا ثالثا" الى التدخل للبحث في مسالة تبادل الاسرى واكد ان الجنديين الاسرائيليين الاسيرين "في صحة جيدة". وجاء تصريح صلوخ الصحافي بعيد استقباله موفد الحكومة الالمانية مدير العلاقات الدولية في وزارة الخارجية بيتر ويتغ. وكانت المانيا لعبت دورا اساسيا في عمليات سابقة لتبادل الاسرى بين المانيا وحزب الله.وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس أن حكومته تؤيد نشر قوة من حلف شمال الاطلسي (الناتو) في لبنان في حال "حاربت تهريب الاسلحة" على حد قوله.وأفادت وسائل إعلام اسرائيلية أن أقوال بيرتس جاءت خلال لقائه مع وزير الخارجية الالماني فرانك فولتر شتاينمايير الذي يزور إسرائيل حالياً.وأشار بيرتس إلى أن على قوات الناتو الانتشار في جنوب لبنان وبسط سيطرتها عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية. من جهتها أبدت سوريا عبر فيصل المقداد نائب وزير خارجيتها استعدادها لحوار مع واشنطن لحل النزاع في لبنان وفلسطين.غير أن المقداد أضاف أن واشنطن لم تكتف بعدم الاستجابة وإنما منعت الآخرين من إجراء حوارات مع دمشق, قائلا إن بلاده تريد حوارا مبنيا على الاحترام والمصلحة المشتركة دون فرض إملاءات.ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين بارزين قولهم إن رايس ستسعى خلال زيارتها إلى كسر العلاقة بين إيران وسوريا لعزل السلطات السورية, لتبلغها عبر وسطاء عرب ما مفاده أنه " إذا ساء الوضع في الشرق الأوسط فإن الإيرانيين لا يمكن التعويل عليهم".في سياق اخر أسرعت الولايات المتحدة في إرسال شحنة من القنابل الموجهة بدقة إلى إسرائيل كان تم الاتفاق على شرائها العام الماضي، في الوقت الذي تشن فيه الدولة العبرية عدوانا عنيفا على لبنان.وقال مسؤول أميركي طلب عدم الإشارة إلى اسمه إن قرار تسريع تسليم هذه الأسلحة جاء بطلب من إسرائيل اتخذ عندما بدأت عمليات القصف جوا وبحرا على لبنان يوم 12 يوليو الجاري.وأوضح أن هذه الأسلحة "جزء من عقد أبرم عام 2005"، وذكر أن مسؤولين إسرائيليين أجروا مفاوضات لتسلم هذه الشحنة مع وزارة الخارجية الأميركية وأجهزة حكومية أخرى رفضت الإدلاء بأي تصريح علني بسبب حساسية المسألة.وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن عملية تسليم الأسلحة، ونقلت عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم أن قرار تسريع التسليم اتخذ بعد نقاش قصير داخل إدارة الرئيس جورج بوش.تجدر الإشارة إلى أن السلاح الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي في الهجوم على لبنان هو ذاته الذي يستخدمه الجيش الأميركي في العراق.وفي تطور آخر ذكرت صحيفة هآرتس على موقعها الإلكتروني أن إسرائيل حصلت على الموافقة الأميركية لمواصلة العمليات ضد حزب الله حتى الأحد المقبل على الأقل.