توصل علماء النفس في جامعة "البيرتا" الكندية إلى أن المصابين بحالات الكآبة يتعرضون لآلام شديدة في العنق وأسفل الظهر بحوالي أربع مرات من غير المصابين. وقد قام العلماء بمتابعة عينه عشوائية من حوالي 800 شخص غير مصابين بآلام الظهر والعنق فتبين أن الكآبة تؤدي إلى زيادة الشعور بنوبات الألم الخفيفة التي يتعرض لها الإنسان عادة وهو ما يجعل الألم مشكلة في حياته تؤدي، إلى الإحباط واليأس. ليس هذا وحسب بل لقد أظهرت دراسة صادرة عن جامعة ديوك الأمريكية، أن النساء اللواتي يعانين من أمراض القلب ويظهرن أعراض الإصابة بالاكتئاب هن عرضة للوفاة اكثر بضعفين من النساء الغير مكتئبات. الدراسة شملت 265 امرأة مصابة بأمراض قلب، حيث قمن بملء استمارات تكشف عن الإصابة بالاكتئاب. وتم مراقبتهن خلال مدة ثلاث سنوات. خلال هذه المدة توفيت 31 امرأة أي ما نسبته 12 ممن شملتهن الدراسة. تبين أن هذه النسبة من النساء المتوفيات هن من كانت تتوفر لهن اكثر الأعراض للإصابة بالاكتئاب. يفيد الأطباء أن هذه الدراسة أخذت بالاعتبار عامل السن ومعدل ضربات القلب بالإضافة إلى الاكتئاب، ومع ذلك كان الدور الرئيسي للوفاة هو الإصابة بالاكتئاب. السؤال الذي يطرحه الأطباء هو ما إذا كان الاكتئاب هو العامل الأساسي كمسبب للوفاة أو أن وجوده دليل أو مؤشر على عامل آخر قاتل يعاني منة المريض. ومن جانب آخر وفيما يتعلق بالغذاء لمقاومة الاكتئاب، أكد أطباء مختصون في الدراسة التي نشرتها مجلة "نيوهوب" الأمريكية إمكانية معالجة حالات معينة من الاكتئاب بتعديل العادات الغذائية والتزام في تناول بعض أنواع الفيتامينات والمعادن وأحماض أمينية معينة تشكل المواد الخام للمواد العصبية الناقلة، مثل مادة السيروتونين الدماغية. أو تناول الأغذية التي تحتوي على هذه المواد. ويقول الباحثون أن فيتامينات "ب 16"، و "ب 12 " و سي إلى جانب حامض الفوليك وعنصر المغنيسيوم قد تخفف من شدة الاكتئاب أو تحسن الصحة العامة في بعض الحالات، مشيرين إلى إمكانية استخدام الأحماض الأمينية مثل "تايروسين" و"فينيل ألانين" و "تربشتوفان" في الكثير من الحالات كبدائل فعالة للأدوية المضادة للكآبة. وفي الوقت الحاضر ربطت دراسات كثيرة بين انخفاض استهلاك السمك والمعدلات العالية لحالات الاكتئاب الخطير: والاضطراب ثنائي القطب، واكتئاب ما بعد الولادة، والميل للانتحار. ويقول الدكتور جوزيف هيبلن الأخصائي- النفساني في معاهد الصحة الوطنية- الذي أجرى دراسات عدة حول هذا الأمر: إن أمراض القلب والاكتئاب ترتبط في كثير من الأحيان ارتباطاً شديداً. وأضاف أنهم ربما أصبحوا على معرفة بالأسباب في الوقت الحاضر. وبالنسبة للاكتئاب الخطير، يبدو أن أحماض أوميجا 3 تنجح بشكل جزئي لأنها تسهل على المستقبلات في خلايا الدماغ معالجة الإشارات ذات الصلة بالمزاج، القادمة من العصبونات القريبة. ويمكن للدهون ذاتها مقاومة الاضطراب النفسي المزدوج (الذي يشمل الهوس والاكتئاب). وفي الوقت الذي تعتبر فيه أحماض أوميجا 3 الدهنية مهمة لكل شخص إلا أن إمدادا ملائما منها يعتبر شديد الأهمية للمواليد والأمهات، وفي كثير من الأحيان يتسبب الحمل والمواليد في استنفاد هذه الدهون من جسم الأمهات، إذ يحتاج المواليد إلى تلك الدهون لتغذية أدمغتهم. وإذا كانت امرأة ما تعاني من نقص أحماض أوميجا 3 الدهنية فإن هذا النقص ربما يقود إلى حدوث اكتئاب ما بعد الولادة.
المصابون بالكآبة.. يتعرضون لآلام مضاعفة !!
أخبار متعلقة