واشنطن/14 أكتوبر/روس كولفين: سيحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إصلاح صورة الولايات المتحدة أمام العالم الإسلامي يوم الخميس في الوقت الذي يتطلع فيه إلى حشد الدعم لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وإحباط الطموح النووي لإيران.وفي كلمة يترقبها الكثيرون سيلقيها أوباما في العاصمة المصرية القاهرة سيحاول الرئيس الأمريكي التواصل مع أكثر من مليار مسلم في شتى أنحاء العالم مع سعيه إلى رسم مسار جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين التي تضررت بشدة خلال الحرب على الإرهاب التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.وقال أوباما الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن «أريد استغلال هذه المناسبة في توصيل رسالة أوسع نطاقا عن أن الولايات المتحدة قادرة على تغيير علاقتها مع العالم الإسلامي للأفضل.»لكن محللين يقولون أن أوباما سيحاول استمالة المسلمين في الشرق الأوسط حيث يواجه بعضا من أكبر التحديات التي تواجهه في السياسة الخارجية من حرب العراق والأزمة النووية مع إيران والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.وأثار الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق ومعاملة السجناء في سجن جوانتانامو العسكري وفي سجن أبو غريب بالعراق وانحياز إدارة بوش لإسرائيل مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في المنطقة كما أذكى كل ذلك الإرهاب.وقال اليوت ابرامز وهو زميل في مجلس العلاقات الخارجية شغل مناصب رفيعة في السياسة الخارجية تحت قيادة اثنين من الرؤساء الأمريكيين الجمهوريين «أفضل ما يمكنه انجازه هو تغيير الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة وتسهيل على حكوماتهم ( الدول العربية) العمل مع واشنطن. نحتاج هذا النفوذ العام في المنطقة.»ويأتي الخطاب في الوقت الذي يسعى فيه أوباما لبناء تحالف مع دول مسلمة معتدلة للضغط على ايران حتى توقف برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تخشى واشنطن أن يكون ستارا لصنع أسلحة نووية ولكن طهران تقول انه للأغراض السلمية.كما أنه يحتاج إلى مساندتها لصالح تجدد المساعي الأمريكية للسعي إلى التوصل لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.وتبنت إدارة أوباما اقتراحا من المملكة العربية السعودية يعرض تطبيع العلاقات مع كل الدول العربية مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 وإقامة دولة فلسطينية والتوصل «لحل عادل» لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.ومن المرجح أن يتطرق أوباما في محادثاته إلى هذه المسألة مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض يوم الأربعاء وهو في طريقه إلى مصر.وأفاد ستيف جراند الخبير في العلاقات الأمريكية الإسلامية في معهد بروكينجز « طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الصراع تحدد الطريقة التي من المرجح أن ينظر بها مواطنو المنطقة للولايات المتحدة.»وأمضى أوباما الأسبوع الماضي في العمل مع المساعدين لصياغة الخطاب الذي قال انه سيتناول فيه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولكن ربما لا يكون ذلك بالتفاصيل التي يتطلع إليها الكثير من المسلمين. ونفى البيت الأبيض بالفعل تكهنات بأنه سيكشف النقاب عن مبادرة سلام جديدة للشرق الأوسط.ولكن المسلمين ينتظرون من أوباما تخطي مجرد الخطب الرنانة ليقول لهم كيف يعتزم تحسين العلاقات والى أي مدى يتبنى حملة الرئيس السابق بوش لتحقيق الديمقراطية في المنطقة.وذكر جراند «كان رائعا على المستوى الخطابي ولكن عليه أن يقدم تفاصيل بشأن ما الذي ستقوم به الولايات المتحدة بشكل ملموس من أجل التواصل مع العالم الإسلامي.»ولكن ضياء رشوان وهو محلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة كان أكثر تشككا، وقال رشوان «سيتحدث فقط بعبارات فضفاضة حتى يعطي الانطباع بأن أمريكا ليست عدو العالم العربي والإسلامي. لن يتحدث عن تفاصيل.»ولكن المكان الذي يدلي فيه أوباما بالخطاب لا يقل أهمية عن محتوى هذا الخطاب.وأشار دانييل برومبرج من المعهد الأمريكي للسلام أنه من خلال اختيار أوباما لمصر وهي أحد بلدين عربيين وقعا معاهدة سلام مع إسرائيل وحليف استراتيجي منذ فترة طويلة للولايات المتحدة في المنطقة فانه يبعث بذلك بإشارة مهمة عن مدى التزامه تجاه احياء محادثات السلام المتعثرة في الشرق الأوسط.وأضاف برومبرج «اختيار القاهرة رسالة.»وسيتعين على أوباما توخي الحرص البالغ في كلمته حتى لا يبدو وكأنه يدعم الرئيس حسني مبارك الذي توجه لحكومته اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضين السياسيين.وأغضبت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس الحكومة المصرية عندما ألقت كلمة في مصر عام 2005 تحدثت فيها عن وضع حقوق الإنسان.وقال مسئولو إدارة أوباما ان الرئيس الأمريكي لن يتردد في تناول «مسائل المجتمع المدني والديمقراطية» خلال المحادثات مع مبارك في الوقت الذي سيتناول في خطابه «المجموعة الكاملة من القضايا» مثل أهمية الرخاء والحرية.كما دافع البيت الأبيض عن اختيار القاهرة قائلا أن الخطاب ذاته أهم من مكان إلقائه.وسيلقي أوباما خطابه في جامعة القاهرة في حدث تشارك في استضافته جامعة الأزهر التي تعد مركزا للدراسات الإسلامية والعربية في العالم. وقال مسئولو الإدارة أن من بين المدعوين «أطراف سياسية» في مصر ولكنهم رفضوا تحديد ما إذا كان نشطاء المعارضة وحقوق الإنسان سيكونون من بينهم.