متابعة / عصام عبده عمر :من حكايات وخفايا نادرة لم تسرد من سابق من تاريخ الأسطورة / علي محسن المريسي نجم نادي الزمالك ومصر كلها .. سطر في هذا النادي سنوات طويلة عطرة ورائعة من شبابه وعمره .. قدم إبداعاته ومهاراته الساحرة كان محبوباً من كل جماهير الكرة المصرية بمختلف مشاربها .. يختلفون على كل شيء رياضي عن هذا النادي أو ذاك .. على هذا اللاعب أو ذاك، لكنهم يتوحدون جميعهم على لاعب واحد فقط .. هو الكابتن / علي محسن مريسي ومن حبهم لهذا النجم الخالد .. أحبوا كل إنسان يمني بصرف النظر عن أن هذا اليمني من هذا الشطر أو ذاك.وكان اليمنيون في مصر (دارسين / زائرين / للعلاج / للعمل) عندما يلتقون مع أفراد الشعب المصري .. سرعان ما يبادرون اليمنيين .. آه أنت من بلد الكابتن / علي محسن.. هكذا كانت الصورة الجميلة حينها داخل مصر العروبة، حتى عندما أصيب الأسطورة ودخل المستشفى للعلاج كانت جماهير الكرة على أبواب المستشفى تسأل عن صحة الأسطورة وعندما تعذر العلاج في مصر .. صدر فرمان ومرسوم رئاسي من الزعيم الراحل / جمال عبدالناصر بأن تتحمل الرئاسة المصرية تكاليف العلاج كاملاً في بلاد الضباب / إنجلترا .. وتم نقله من المستشفى إلى مطار القاهرة وإلى لندن .. كانت الطائرة الرئاسية المصرية الخاصة بالرئيس والزعيم العربي / جمال عبدالناصر .. هي من نقلته للعلاج .. سبحان الله .. لفتة كريمة وغالية من زعيم عظيم إلى زعيم رياضي كروي .. هذا هو الكابتن / علي محسن.كانت أي مشكلة مهما كانت تواجه أي يمني أكان من (عدن أو صنعاء) ويلجأ للكابتن الأسطورة .. يجد الحل والعون منه .. كان يتحمل مصاريف (الدارسين والمرضى) من دون استثناء ومن جيبه الخاص .. كان من الموحدين للشعب اليمني.الكابتن الأسطورة يبكي أثناء سيره مع الوفد اليمني إلى بوابة نادي الزمالك.
علي محسن المريسي
في الموعد المحدد لزيارة الوفد اليمني لنادي الزمالك الرياضي .. فوجئ الوفد ومعه الوزير / الكباب بالحشود الضخمة للجماهير المصرية على طول خط مقر نادي الزمالك من الجانبين والذين التفوا لمشاهدة نجمهم الساحر الكابتن / علي محسن وأثناء سير الوفد والجماهير تهتف وتصفق للأسطورة .. إذا بصوت نسائي يخترق الأجواء .. يا عم / علي محسن .. يا كابتن / علي .. ووصل صدى الصوت للوفد والأسطورة الذي وقف ووقف الوفد كله واستدار ليرى صاحبة الصوت .. وإذا بفتاة تجاوزت (25 عاماً) تخترق بصعوبة الحشد الجماهيري وتهرع إلى ناحية الأسطورة وهي تصيح وتبكي، حتى وصلت إليه وتعلقت بعنقه .. إيه يا عم علي .. ذا أنا .. صورتك لا زالت معلقة في بيتنا .. لقد غادرت العمل علشان أشوفك وأقابلك والحمد لله .. لقيتك أنت صديق أبويا المرحوم .. فلان الفلاني .. وهي تبكي وهو يبكي .. أنت جئت إلى بيتنا عندما توفي والدي تكلفت بمصاريف شهرية للبيت كامل حتى (دخلت الجامعة وتخرجت وتوظفت) كل ذلك بفضل المصاريف الشهرية التي كنت ترسلها لنا للبيت .. لهذا أنا اليوم هنا أسلم عليك وأشكرك على ذلك يا عم / علي محسن .. كل هذا الحوار ومعه الدموع منها ومنه .. حتى أن بعض الجماهير ذرفت الدموع.مشهد تاريخي تراجيدي لا يمكن مطلقاً وأبداً أي فيلم عالمي أن يأتي بمثل هذا المشهد العظيم .. (الطبيعي والعفوي) لحظة إنسانية رتبها وأجازها / خالق الكون الله سبحانه وتعالى .. ثم أنزلت يديها وقبلته في رأسه وعادت من حيث أتت، وواصل الوفد سيره نحو بوابة مقر النادي .. حيث كان مجلس إدارة نادي الزمالك أمام البوابة في استقبال الوفد اليمني والأسطورة / علي محسن ودخلوا معاً النادي العريق بينما ظلت الجماهير في مواقعها لكي تقوم بتوديع نجمها الكبير.الحلقة الثالثة ... الأسطورة والوفد اليمني كاملاً في بيت اللاعب العملاق (يكن) الذي كان مريضاً .. وبرفقة اللاعب العملاق / نبيل نصير زملاء الأسطورة، وإقامة مباراة خاصة بين الزمالك والأهلي لصالحه شخصياً. (يتبع)