المواقع الأثرية والمنشآت التاريخية هوية وطنية يجب الحفاظ عليها بمحافظة عدن
يتميز ميناء عدن عبر التاريخ عن بقية الموانئ البحرية في الفرص المتساوية لجميع التجار الذين كانوا يقصدونها وعدم التمييز بينهم تحت مسمى الانتماء الجغرافي أو العرقي أو العقيدة ، وقد تراكم هذا العُرف والسلوك عبر الأجيال المتعاقبة ليصبح من العوامل المساعدة في استمرار نجاح مدينة عدن ومينائها .وهذه الهجرات والثقافات والملل أوجدت العديد من المباني والمنشآت الأثرية منها المساجد القديمة لمختلف المذاهب والعديد من الكنائس والمعابد الأثرية والتاريخية كما أن هذا المزيج من الثقافات خلف موروث معماري متنوع اشتهرت مدينة عدن وتميزت به عن باقي المدن اليمنية.[c1]مدرسة البادري وعملية التدمير العشوائي ما زالت تناقش على طاولة الحوار؟!!![/c]العبث الذي تشهده المعالم الأثرية والتاريخية بمحافظة عدن التاريخية والطبيعية نستطيع القول بأن لهذه المدينة لدينا حق المحافظة عليها وصون معالمها ، عدن ليست شواطئ وسواحل فحسب بل فيها عبق التاريخ والحضارة حيث تضم عدد من المعالم التاريخية والأثرية وتأتي صهاريج عدن في مقدمة هذه المعالم التي تعتبر مأثرة معمارية هندسية وتزخر عدن بالعديد من القلاع والأسوار وأهمها قلعة صيرة وظلت عدن طوال تاريخها مركزاً تجارياً واقتصادياً وثقافياً هاماً أجتذب العديد من الهجرات والثقافات والملل من عرب وهنود وفرس وأتراك وأفارقه وأوروبيين ومسلمين ومسحيين وهندوس وبوذيين وتشكل من التباين مزيج فريد من الثقافة ومجتمع مدني منفتح ومتسامح . وعودة إلى ما تتعرض له مدرسة البادري سبق وأن تعرض له العديد من المباني الأثرية والتاريخية في عدن وعادة ما يتم الهدم من أجل بناء مبنى حديث وأكبر حجم وحصل هذا مع مسجد أبان الذي شيده الحاكم بن أبان بن عثمان بن عفان في كريتر حيث تم بناء مسجد كبير وحديث في موقعه ليتسع لعدد أكبر من المصلين جزأهم الله خيراً فيما يقومون به من بناء للمساجد وتعمير لبيوت الله في كثير من المناطق إلا أننا ننصح السلطة المحلية في المديريات بتجنيب المباني الأثرية الهدم وتوفير مواقع لأهل الخير في نفس المنطقة لعملهم الخيري هذا.[c1]المعالم الأثرية والتاريخية وما تشهده من تدمير بمحافظة عدن السطو على موقع معبد الفرس وبناء العمارات السكنية عليه[/c]لقد أمتد انتهاك جمالية عدن وعرقلة وظيفتها الاستثمارية بالبناء العشوائي الذي أمتد إلى الجبال التي تحتضن المعالم الأثرية ليطال كهوف البوميس والذي تسبب في تصدعات في أعمدة الكهوف وقد سبق وأن نبهنا لذلك في صحيفة 14أكتوبرعام 2006م ونخشى أن يصل العشوائي إلى برج الصمت المتبقي من أثار الفرس موقع وضع موتاهم .وكان الأستاذ معروف عقبه استشاري جيولوجي رئيس الجمعية الجيولوجية اليمنية فرع عدن له السبق والرياده في إثارة هذه القضية الذي أنذر الجميع بخطورة ما حصل في كهوف البوميس وما يمكن أن يؤدي إلى تداعي التكوينات الصخرية العليا وقد يحدث انهيار صخري هائل ويتسبب بكارثة كبيرة تهدد البيئة علماً انه سبق السطو على موقع معبد الفرس وبناء العمارات السكنية عليه حتى أحاطوا بالمعبد نفسه ثم تم هدم المبنى لبناء مسجد عليه وقد نبهنا في حينه وطلبنا الحفاظ على الأطلال وإعادة أعماره قبل التصفية النهائية للمعبد وتم التوجيه من قبل قيادة السلطة المحلية بإلغاء أي تصرف لتلك المواقع الأثرية ووقف أي أعمال هدم وتغيير لمعالمها التاريخية ولكن السيف سبق العدل. ونحشى أن يطال الهدم مبنى مدرسة أبناء السلاطين في جبل حديد ومسجد الهتاري في مديرية التواهي وقصر السلطان في الخليج الأمامي بكريتر.[c1]فندق الهلال يتعرض لعوامل التعرية بسبب الإهمال وتوقف النشاط فيه منذ سنين[/c]إهمال فندق الهلال لدرجة أنه لو استمر هذا الإهمال لفترة أطول سيكون عرضه لاستمرار عوامل التعرية والهلاك هذا الفندق الأثري الذي يزيد عمره عن ثمانين عام نزلت في أحد أجنحته الملكة اليزابيت ملكة بريطانيا في عام 1954م أثناء زيارتها لعدن وافتتاح المصافي فيها. وفي عالم الفندقه والسياحة فأن هذا الفندق الذي يقابل ساعة بيج بن الصغير كنز ثمين لمن يحسن استغلاله ويستثمر شهرته إلا أنه للأسف أصبح وكأنه جوهرة بيد من لا يعرف قيمتها ولذلك أهمل هذه الفترة الطويلة ليتهالك. ومع استعداد محافظة عدن لاستقبال خليجي 20 لابد من ترميمه وإعادة تأهيله من خلال الدراسة الشاملة لمستلزمات التأهيل بالاشتراك مع الهيئة العامة للآثار وجامعة عدن والجمعية اليمنية للتاريخ والآثار في عدن بحيث يتم التأهيل لإعادته كما كان عليه عند الافتتاح بما فيه إعادة تأهيل المصعد القديم وتجهيز الفندق وتأثيثه بنفس نمط الأثاث القديم مع إدخال بعض التكنولوجيا التي لابد منها. هناك اتفاقية تم إبرامها بتاريخ 21/يناير 2002م بين مكتب السياحة وبين المستأجر والتي تنص على وقف احتساب 50% من الإيجار السنوي للفندق ابتداء من شهر فبراير عام 2000م وحتى الانتهاء من أعمال الإصلاحات والذي بموجبه تم وقف احتساب نصف الإيجار .عام 2000م هذا يمثل العام الذي قيل بأنه زلزال ضرب الفندق وتسبب في تصدعات له ولذلك فأن المبلغ الذي تم توقيفه من موارد المجالس المحلية للفترة من عام 2000م حتى 2008/12/31م بلغ 20.880.000 ريال هذا المبلغ الموقوف لدى المستأجر يمكن الاستفادة منه لغرض تأهيل هذا الفندق الأثري بعد مصادقة قيادة السلطة المحلية على ذلك.[c1]ما هو دور مكتب السياحة في الحفاظ على المواقع والمنشآت الأثرية والتاريخية لمحافظة عدن[/c]لقد اهتمت وزارة السياحة في هذا الجانب وكلفت لجنة للنزول الميداني والتي قامت بالإطلاع على الواقع السياحي لأهم المعالم والمواقع والمزارات السياحية في المحافظة وقد خرجت اللجنة بجملة من الملاحظات والتوصيات الهادفة تحسين المشهد السياحي العام وتجاوز بعض الاختلالات التي تواجه السائح والزائر لمثل هذه المواقع وتم إرسال التقرير من قبل الأستاذ/ نبيل الفقيه وزير السياحة لقيادة السلطة المحلية لاتخاذ ما يلزم للوقوف أمام الملاحظات وتصحيح تلك الاختلالات وإظهار المنتج السياحي بشكل لائق وقد كلفت السلطة المحلية الجهات المعنية بالمحافظة من خلال اجتماع مشترك لدراسة التقرير ليتم أدارج نتائجه في خطط وبرامج كل جهة. إلا أن ما يجري من أعمال هدم ومحاولة هدم المباني الأثرية يتطلب توسيع نطاق العمل لهذه الجهات لتشمل المباني الشخصية القديمة والمنشآت ذات القيمة الأثرية والتراثية وإشراك منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة . ومن الواجب أن أذكر هنا الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية والمتمثلة بالحد من البناء العشوائي ورصف الطرقات الداخلية وإضاءتها بمصابيح جميلة إضافة إلى توسيع الشوارع والاهتمام بالتشجير والنظافة وإزالة الأعمال العشوائية من مواقع الحدائق وإعادة بناء الحدائق العامة للمواطنين وهذه المنجزات ساهمت كثيراً في إبراز جمال مدينة عدن والتي يجب أن نحافظ عليها. قرار إقامة خليجي 20 في عدن يؤكد اهتمام فخامة الأخ/ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله بعدن حيث أن هذا الحدث سيضيف إلى عدن نوع جديد من المنتج السياحي ألا وهو السياحة الرياضية إلى جانب سياحة رجال الأعمال وسياحة المؤتمرات وسياحة التسوق التي ستدخل عدن مع تنامي نشاط المنطقة الحرة لتضاف إلى السياحة الثقافية والسياحة البحرية والشاطئية والجبلية.[c1]دعوة الجهات الحكومية والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى إعلان عدن محمية تاريخية[/c]وقد تم حصر الفنادق القائمة وتحديد الفنادق المؤهلة والفنادق القابلة للتأهيل إضافة إلى الفنادق ذات الأربعة نجوم قيد الإنشاء وهناك فنادق ذات الخمسة نجوم سيتم إنشاؤها لاستقبال هذا الحدث وتقييم القوى العاملة في المنشآت السياحية ليتم تدريبها وإعادة تأهيلها في المعهد الفندقي الذي سيتم تأهيله قبل ذلك وهناك اهتمام كبير ومتابعة مستمرة من قبل قيادة السلطة المحلية د.عدنان عمر الجفري محافظ محافظة عدن لما يتم إنجازه من قبل المعنيين بإنجاح هذا الحدث. ومن هذا المنطلق ندعو الجهات الحكومية والسلطات المحلية والجهات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني والوسائل الإعلامية والتربوية والدينية المختلفة إلى الاضطلاع بدورها في هذا الجانب لخلق وعي مجتمعي لأهمية الحفاظ على المواقع والمنشآت الأثرية والتاريخية لمدينة عدن الهادف إلى أعطاء القطاع السياحي المساحة المناسبة في الوسائل الإعلامية الرسمية الذي من خلاله يمكن لنا إبراز هذه المواقع والتعريف بالمعالم التاريخية والطبيعية والمباني والمنازل القديمة ذات النمط المتميز وبأساليب المحافظة عليها وفي نفس الوقت العمل معاً من أجل إعلان عدن محمية تاريخية والذي يمكن السلطات اتخاذ الإجراءات القانونية لمنع أي عبث لأثار ومعالم عدن التاريخية والمباني الشخصية ذات القيمة التراثية. وبهذا يمكن لعدن أن تستعيد مجدها كميناء فريد ومركز تجاري وثقافي يربط الشرق بالغرب خاصة بعد قيام المنطقة الحرة وميناء الحاويات وتتويجها عنواناً جديد للسياحة العربية والأجنبية القادمة إلى اليمن بما يخدم حركة التنمية والاستثمار والسياحة.[c1]نائب مدير مكتب السياحة بعدن[/c]