يمارس كثير من الشباب مهناً خطرة، يجازفون فيها بصحتهم أو حياتهم أحياناً. بعضهم اختار تلك المهن عن معرفة مسبقة بمخاطرها لكن خيارهم جاء نتيجة رغبة ملحة في احتراف هذا العمل دون سواه، فيما وجد بعضهم الآخر نفسه مضطراً قبول وظائف تعرضه لمخاطر كثيرة، لكنها تقيهم شر البطالة والعوز. بعض تلك المهن تقليدي كالمصارعة أو العمل في المقالع في تفتيت الصخور وإعداد مواد البناء، أو حتى قيادة شاحنات النقل الخارجي على طرقات قاحلة وفي أوقات موحشة من الليل. أما بعضها الآخر فجاء نتيجة للحداثة كتنظيف الواجهات الزجاجية لناطحات السحاب في دبي، أو حتى ظروف خاصة كفرق الحماية الخاصة في بلد كل شيء فيه خطر كالعراق..القاسم المشترك بين تلك المهن كلها أن سن التقاعد فيها مبكر، فهي تستهلك من يعمل فيها لأنها تحتاج لكثير من القوة الجسدية والقدرة على التحمل. فحتى لو لم يصب العامل بضرر مباشر إلا أن العمل المضني يجعله يهرم بسرعة في وقت لا ضمانات مؤمنة له. فغالبية الشركات تفرض على موظفيها توقيع تنازل عن التأمين الصحي وتأمين الحياة لتتقاضاه هي في حال تعرضه لمكروه، وتستغني عنه من دون أي تعويض. دفع هذا الاحتكار بالدول الصناعية المتقدمة إلى تحديد أكثر المهن خطورة وتوضيح حقوق العامل وواجباته تجاه الشركة، وفرضت على رب العمل ساعات راحة، وأيام عطل وتأمينات باهظة يستفيد منها العامل واسرته. وعلى الرغم من كل ذلك يرفض بعض شركات طلبات تأمين موظفين تخطوا عمراً معيناً ويتوقع أن تكثر متاعبهم.وبانتظار أن تصل مجتمعاتنا إلى شيء من هذه "الرفاهية" القانونية، عرض ملحق "شباب" تجارب بعض من يمارسون مهناً تهدد صحتهم وحياتهم.
مهن شرطها القوة والشباب لكنها تهدد الحياة أو تقرّب التقاعد
أخبار متعلقة