في طريقها إلى غزة
الخرطوم / 14 أكتوبر / رويترز:قال اثنان من كبار الساسة السودانيين يوم أمس الخميس إن طائرات مجهولة الهوية هاجمت قافلة يشتبه في أنها لمهربي أسلحة بينما كانت في طريقها من السودان إلى مصر في يناير كانون الثاني الماضي. وأكدا أن الهجوم أسفر عن مقتل معظم أفراد القافلة.وأبلغ السياسيان اللذان اشترطا عدم ذكر اسميهما نظرا لحساسية القضية رويترز بأن الهجوم وقع في منطقة صحراوية نائية في شرق السودان لكنهما لم يكشفا عمن نفذ الهجوم.وأشارت تقارير إعلامية في مصر والولايات المتحدة إلى أن طائرات أمريكية أو إسرائيلية ربما نفذت الهجوم. وأبلغ وزير الخارجية السوداني دينق ألور الصحفيين في القاهرة يوم الأربعاء الماضي أنه ليس لديه أي معلومات عن وقوع أي هجوم.وسيثير أي تأكيد علني بوقوع هجوم أجنبي الرأي العام في السودان حيث تتوتر العلاقات بالفعل مع الغرب في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية هذا الشهر باعتقال الرئيس عمر حسن البشير في اتهامات بجرائم حرب في دارفور.وعن مصادر سودانية مطلعة نقلت صحيفة الشروق المصرية المستقلة هذا الأسبوع قولها إن مقاتلات أمريكية انطلقت من اريتريا أو جيبوتي على الأرجح هاجمت قافلة أسلحة في السودان ما أسفر عن مقتل 39 شخصا.ورفضت السفارة الأمريكية في الخرطوم يوم أمس الخميس التعليق. ولا يزال السودان مدرجا على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن الخرطوم تتعاون مع جهود مكافحة الجماعات المسلحة.ومع ذلك ذكرت شبكة تلفزيون سي.بي.اس الإخبارية الأمريكية بموقعها الالكتروني يوم الأربعاء الماضي أن مراسلها للشؤون الأمنية علم أن طائرات إسرائيلية نفذت هجوما في شرق السودان مستهدفة شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.وتزامن الهجوم تقريبا مع الحملة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر كانون الأول الماضي واستمرت 22 يوما بهدف معلن هو وقف إطلاق الصواريخ من جانب نشطاء فلسطينيين على بلدات في جنوب إسرائيل.و في خطاب أمام مؤتمر أمني قرب تل أبيب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت إن إسرائيل ستضرب «في أماكن قريبة منها وليس بالضرورة قريبة جدا» للحفاظ على قوة الردع لكنه لم يذكر أحداثا معينة.وقال اولمرت «وهذا يصح في الشمال.. في سلسلة من الحوادث.. وفي الجنوب.. في سلسلة من الحوادث. ولا جدوى من الخوض في التفاصيل.. كل شخص يستطيع أن يستخدم خياله... ومن ينبغي أن يعرف فليعرف انه لا يوجد مكان لا تستطيع دولة إسرائيل العمل فيه.»وأشار السياسيان السودانيان اللذان يعرفان بهجوم يناير الماضي إلى أنه لم يتضح بعد من أين جاءت الطائرات. ولكن أحدهما وهو سياسي كبير من شرق السودان قال إن زملاءه تحدثوا إلى شخص نجا من الغارة.وأردف «هناك شخص إثيوبي يعمل ميكانيكيا هو الناجي الوحيد ..قال إن الهجوم نفذته طائرتان حلقتا فوقهم ثم عادتا وقصفتا السيارات. ولم يستطع أن يحدد جنسية الطائرتين..دمرت الطائرتان العربات. كانت أربع أو خمس سيارات.»وأضاف أن جماعات تهريب الأسلحة إلى مصر عادة ما تستخدم الطريق الواقع في منطقة صحراوية شمال غربي بورسودان على ساحل البحر الأحمر «الجميع يعرفون أنهم يهربون الأسلحة إلى جنوب مصر.»وفي السياق نفسه قال السياسي الآخر وهو مسؤول في العاصمة الخرطوم إن أمر الهجوم أصبح معروفا في الجزء النائي من شرق السودان حيث وقع.واستطرد انه منذ نحو أسبوعين ناشدت قبيلة عربية رسميا السلطات الحكومية بإعادة جثث أكثر من 30 شخصا قتلوا في الغارة.وتحرص كل من إسرائيل والولايات المتحدة على وقف تهريب الأسلحة إلى نشطاء غزة والذي يتم عبر أنفاق على الحدود مع مصر ووقعتا في يناير الماضي مذكرة ضمانات أمنية لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع.وفي وقت سابق هذا الشهر نقل تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن مصادر إسرائيلية اتهامها لإيران بمساعدة حماس في تهريب الأسلحة إلى غزة.وردا على سؤال عن احتمال شن ضربة جوية إسرائيلية في السودان قال ايتان بن الياهو الرئيس السابق للقوات الجوية الإسرائيلية إن الدولة اليهودية قادرة على تنفيذ مهمة من هذا النوع تتضمن قطع مسافة 1400 كيلومتر ذهابا وإيابا.لكن مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا اشترط عدم نشر اسمه قال «أتعتقد انه لو كان لدينا معلومات استخباراتية عن مثل هذه القافلة إننا لم نكن سنطلب من المصريين التعامل معها..»