أضواء
قديما قلت: المرأة كائن حي يتنفس.. واليوم أقول: المرأة كائن حي يتألم كما يتألم الرجل، ويفرح كما يفرح ويصبر حيث لا يصبر الرجال، ويسهر يبكي حين يخلد الأزواج إلى النوم، ويُضرب ولا يَضرب، فيظل كالفراشة يقاتل أسدا.. رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني حين أضرب زينبا كثير من الرجال يناصرونها لتنال حقها في زمن نال منها كثيرا أهله، الدكتور خالد المعينا رئيس تحرير “عرب نيوز” أحد الرجالات المهمومين بنصرة المرأة في صحيفته، سواء كانت أما أو زوجة، معلمة أو مستخدمة، أمية أو أكاديمية، خادمة، أو سيدة أعمال.. مرة يرأس تحرير الصحيفة وأخرى يرأس تحرير المرأة من ظلم الصحيفة، حين تلومها في عيب من عيوب صفتها، تابعت كتاباته حتى بات لزاما علي أن أناصر من ينصر أمي والرجل المسلم يُظِلُّ المرأة لا يحرقها، تماماً كما أرى أن المنزل ليس سقفا بل امرأة.والعرب تقول: لو كان الرجل نهرا لكانت المرأة جسره. والمرأة هي التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره، وكيف نضحك ونحن نبكي، وكيف نصبر ونحن نتعذب، إلا أن الذهب يغريها فليكن الرجل ذهبا، قال تعالى: “وعاشروهن بالمعروف». والآن لنطرح سؤالا أمسى منطقيا طرحه، هو: ما نسبة الرجال في مجتمعنا ممن يوفون المرأة كيلها المنصوص عليه في الكتاب والسنة، إلى الرجال الذين لم يوفوها حقها؟ أو بمنطق آخر، من منا يستطيع أن يقول: أنا لا أوافق على وفاء المرأة حقها كما أقره الشرع؟ الإجابة: نصرها من نصرها وظلمها من ظلمها. نصرها في “الوطن” الدكتور علي سعد الموسى قبل أن تشب الصحيفة عن الطوق، تماما كما نصرها والصحيفة في أوج عنفوانها وتوهجها، يوم أوشكت (الإبل المزايين) أن تتفوق عليها، وتسحب البساط من تحت أقدامها، وهي التي أوصانا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. هنا ينبت سؤال فجأة: هل منذ 1400 سنة إلى يومنا هذا مازلنا نعيش تهميش حقوق المرأة؟ ثم ما سبب هذا التهميش، هل هو الدين؟ كلا.. إنها العادات! فالمرأة يحييها الدين وتقتلها التقاليد. ألم يدعنا الدكتور عبدالله العلمي للاحتفال بها في أربعائيته بصالون “الوطن”؟ وليته يجعل من كل اسم - يستضيفه - عنوانا لمقالته إمعانا في تقديرها، فقد بت أسمي يوم الأربعاء بيوم المرأة السعودية في “الوطن». ألم يجعل منها الأستاذ جمال خاشقجي محبرة لا تنضب؟ ألم يدع لتضميد مشاعرها يوم ذهبت لتفرح بنجاحات فلذات أكبادها، بعد أن أنهك قواها عام كامل في متابعة الدرس والتحصيل؟ هؤلاء وغيرهم أتمنى لو كسوت هذا العمود بأسمائهم. لكن.. ما رأيكم لو افترضنا طرح أسئلة (غير منطقية!) - في ظل عاداتنا من عدم ثقة الرجل بالمرأة - مثل: أيهما أكثر حفظا للفرج المرأة أم الرجل؟.. ومن اعتاد خيانة الآخر؟.. ومرض الإيدز في مجتمعنا هل ينقل من الزوجة إلى الزوج، أم من الزوج إلى الزوجة؟! هل لدينا جامعات ومراكز أبحاث تهتم بشأن المرأة مرهونة العادات؟ *عن / صحيفة ( الوطن) السعودية