فلسطين المحتلة/وكالات:أكد قائد عسكري فلسطيني متقاعد أن الهجمات الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة «تسعى للقضاء على أي شيء فلسطيني مقاوم للاحتلال, دون الأخذ بقضية حماس أو فتح».وشبه اللواء الركن المتقاعد، واصف عريقات، في رام الله أن الهجوم على غزة يماثل الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان العام 1982م بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، نقلا عن تقرير إخباري أمس الأحد.وقال عريقات إن «الظروف العسكرية التي يعيشها قطاع غزة اليوم, تتشابه إلى حد كبير مع الظروف والأوضاع التي عشناها تحت القصف الإسرائيلي خلال حصارنا في بيروت في العام 1982». وكان اللواء عريقات قائدا لمدفعية القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية, وعاد إلى الأراضي الفلسطينية اثر توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993.وأعلن أكثر من مسئول إسرائيلي أن الهدف من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، إضافة إلى وقف إطلاق الصواريخ، إضعاف قدرات حركة حماس العسكرية, وهو الهدف ذاته الذي أعلنته إسرائيل ضد منظمة التحرير الفلسطينية عند اجتياحها للبنان العام 1982. والشيء المختلف اليوم حسب عريقات «أن المقاومة الفلسطينية في غزة هي جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني, وهو ما لم ينسحب على المقاومة الفلسطينية في لبنان, حيث لم تكن جزءا من النسيج الاجتماعي اللبناني». وقال عريقات «عندما عدت إلى الأراضي الفلسطينية في العام 1995، سألني جندي إسرائيلي عند الحدود عن طبيعة عملي في الخارج, فقلت له: ماذا مسجل لديك؟ فقال الجندي الإسرائيلي «قائد المدفعية»، فقلت له أضف إلى ذلك والصواريخ». وكانت إسرائيل اجتاحت الأراضي اللبنانية في العام 1982 اثر مواصلة قوات منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل أخرى قصف شمال إسرائيل. وأضاف عريقات أن «قصف المستعمرات الإسرائيلية في العام 1982 كان يتم من قبل الفصائل الفلسطينية كلما تعثرت المباحثات السياسية, مثلما هو الحال اليوم». واجتاحت إسرائيل لبنان وحاصرت بيروت بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية, حيث استمر الحصار والقصف المتواصل 88 يوما, انتهى بخروج مقاتلي منظمة التحرير إلى تونس وعدد من الدول العربية. وقدر عدد القتلى في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية خلال ذلك الحصار, بنحو 1400 قتيل, إضافة إلى مئات المدنيين من اللبنانيين والفلسطينيين في المخيمات في مقابل 300 جندي إسرائيلي تقريبا. وأطلقت إسرائيل على عملياتها في غزة اسم «الرصاص المصبوب», وتسعى من خلالها إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في الجنوب, وتفكيك قدرات حركة حماس العسكرية. وقال عريقات «عملنا على قصف المستعمرات الشمالية, واليوم تخرج صواريخ من غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية, وإسرائيل اجتاحت بيروت وألقت آلاف الأطنان من القنابل علينا بهدف القضاء علينا, وهو ما تعيده إسرائيل اليوم في غزة».ويتذكر عريقات يوم السادس من أغسطس 1982, حين استهدفت إسرائيل احد الأبنية في وسط بيروت بهدف القضاء على رئيس المنظمة حينذاك ياسر عرفات. وتابع «قتلت إسرائيل في ذلك اليوم 250 فلسطينيا كانوا يعيشون في بناية عكر, وجميعهم من اللاجئين, وكان أبو عمار ألغى في أخر دقيقة اجتماعا للقيادة الفلسطينية كان مقررا في تلك البناية». وأضاف «واليوم, تكرر إسرائيل قصف بنايات وأحياء كاملة في غزة, تحت مبرر أن قائدا عسكريا تواجد هناك». وكان عريقات مسئولا عن المدفعية الثقيلة إضافة إلى راجمات صواريخ, وأضاف أن الصواريخ التي امتلكتها منظمة التحرير في العام 1982 من نوع «غراد» هي نفسها الصواريخ التي تمتلكها حماس اليوم. وقدر عريقات أن ما كان لدى المنظمة من صواريخ في العام 1982 أقل حجما مما تمتلكه حماس اليوم.ويختلف عريقات في وصف الصواريخ التي تطلقها حماس على إسرائيل, مع المستوى القيادي الفلسطيني الذي يصفها بـ«العبثية» ويقول بأنها «حققت نوعا من توازن الرعب, رغم بساطتها». وقال «صحيح أن إسرائيل عملت على تضخيم فعالية هذه الصواريخ لتبرير العدوان على غزة, لكن هذه الصواريخ أحدثت نوعا من توازن الرعب, لدرجة أن كل إسرائيلي في المنطقة الجنوبية بات يتوقع أن يصيبه هذا الصاروخ». وأضاف «هذه الصواريخ جعلت آلاف الإسرائيليين يتوجهون إلى الملاجئ, وأسهمت في رفع البطالة في إسرائيل من 11% إلى 13%, وأحدثت قلقا فعليا لدى الإسرائيليين». وأشار عريقات إلى أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غابي اشكنازي, عمل ضابطا خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت, مشيرا إلى أنه «سيعمل جاهدا خلال اجتياح غزة على إيقاع اكبر عدد من القتلى في صفوف الفلسطينيين». وألف عريقات كتابا بعنوان «هكذا صمدت بيروت في العام 1982» يتناول فيه تفاصيل الحرب التي شنتها إسرائيل على بيروت والظروف السياسية التي رافقت تلك الحرب. ويتضمن الكتاب البيانات التي كانت إسرائيل تلقيها من الطائرات تطلب فيها من المدنيين التعاون معها وهو ما عملته إسرائيل خلال هجماتها على غزة, حيث ألقت بيانات تطالب فيها المدنيين بإرشاد الجيش الإسرائيلي على أماكن المقاومين. وشمل الكتاب أيضا صورا لتخريج ضباط في جيش منظمة التحرير الفلسطينية، وصور ياسر عرفات وهو يقوم بتقليد عريقات أوسمة خلال احتفال تم تنظيمه في احد الانفاق في جنوب لبنان خلال القصف.