صباح الخير
العين مصباح الجسد كما وصفها الحكماء الاقدمون .. وفي العين معاني كثيرة يستقرىءمن خلالها الاحبة ما لاتبوح به الالسن هي نافذة الحياة الثمينة ونعمة من نعم الخالق وكثيراً ما استوقفت العين برمشها وحورها شعراء العرب الى درجة انهم استمروا في وصف محاسن الحبيبة بعين الضبي المريضة ربما لما في الصورتين من تقارب عين الضبي المريضة والحوراء الناعسة من بنات حواء .وصدق شاعرنا العربي علي بن الجهم حين قال :" عيون المهاء من الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولاادري "تشعرنا بمعنى آخر للحياة .هكذا وجدت نفسي سادراً في رموش العين بكل ما حباها الخالق من جمال .وهي ذات العيون المستثناة من قاموس العلاج في الخارج اذا ما تعذرت بصاحبها السبل وذرفت عيناه دموعاً ساخنة جراء وميض الألم الذي يتهدد مصباح الجسد بالانكفاء عن التمتع برؤية الحياة بمباهجها واحزانها .. وطيف الاحبة ممن تحتضنهم العين قبل الجسد .في وزارة الصحة الموقرة لا يوجد بند اعتماد اسعافي لنجدة مرضى العيون .. فهي بحسب رأيهم لا تعد حالة انقاذ حياة مما جعلهم يأخذون ببعض الامراض الاخرى .. وهي محدودة جداً كما ان مخصص المنح العلاجية من الضالة ما يجعل على هؤلاء وهؤلاء اكمال رحلة العلاج قبل ان تبدأ وفق حجم المخصص المتاح .وعلى العكس من ذلك يكون المخصص في غاية السخاء اذا كان المريض من عالية القوم اذ تفتح امامه مغاليق المخصصات ويكون مخيراً في العلاج في ارقى البلدان .امراض العيون .. ومخاطر العمى بحسب التقارير التي تشير الى سوء الوضع في مجتمعنا تؤكد تزايد حالات مرض العيون في بلادنا .بل وتعد كذلك من المخاطر الاقتصادية التي لها تأثيرات عميقة سواء في حياة المجتمع او الاسرة التي يصاب افرادها او عائلها بمثل هذه الامراض.كما ان اسباب الحالات المرضية في بلادنا معروفة لعل ابرزها الفقر وعدم الوعي وتدني الخدمات الصحية .. وهي اسباب تجعل من غير الممكن اكتشاف الامراض في حينها .ان احوال كهذه تدعو دون شك الى إعادة النظر في امر استثناء مرضى العيون من المنح العلاجية ، كما تدعو الدولة الى التعاقد مع بعض البلدان التي تمكن اصحاب هذه الحالات من الاستفادة من خدماتها العلاجية ، انها حالة اسعافية ترتبط في صميم الحياة وانقاذها ، فلا تستثنوها رجاءً .. كي لا تجود بما بقي في مآقيها من دمع على ما آل اليه حالنا في هذا الزمن العجيب .. والعين بالطبع ما تعلاش على الحاجب . .وفي الختام نثني على مهارات الاختصاصيين في مجال طب العيون في بلادنا ممن يعملون في ظل اصعب الظروف وشحة الامكانيات امثال . الدكتور / حميد بكير / والدكتور / سمير الشيبة / والدكتور / علي علوي / وعبدالسلام الحريبي .. وغيرهم من الكفاءات الوطنية التي ان وجد الاهتمام وظروف العمل المناسبة لأغنتنا عن دوار العلاج في الخارج .