عمرو خالد
عمان / متابعات :أكد الداعية الإسلامي عمرو خالد أن القرآن الكريم قد أنصف سيدنا موسى عليه السلام؛ ذلك أن الكثير من علماء الغرب يقولون إنه لا وجود لشخصية موسى تاريخيا، ومنهم العالم فرويد الذي قال إن موسى أسطورة لا وجود لها، لأننا لم نجد على جدران المعابد في مصر ما يدعم هذه الحقيقة ولا في الأراضي التي هاجر إليها بنو إسرائيل ما يدلل تاريخيا على وجود هذه الأحداث حقيقةً. حيث نجد أن ثلث أو ربع القرآن يروي قصة سيدنا موسى إنصافا له.وقال عمرو خالد في برنامجه اليومي “ قصص الأنبياء “ الذي أذاعته فضائية الرسالة يوم الاثنين الماضي على كل مسلم أن يستشعر الأخوة بين سيدنا موسى وسيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليهما؛ فهم إخوة في الدين، كل نبي من أنبياء الله قد وضع لبنة في صرح عال لإرضاء الله، واللبنة التي وضعها موسى عليه السلام كانت “حرية الشعوب” قبل أن تتحدث عنها دول أوروبا , فهو يمثل أكبر قصة في مواجهة الظلم .وقال عمرو خالد عندما بلغ موسى من العمر أربعين سنة، كُلف بالرسالة وأصبح كليم الله، عاد عليه السلام إلى مصر وتوجه إلى بيوت بني إسرائيل: بيت أمه حيث ذهب متحدثا لأخيه هارون ليصطحبه إلى أول مواجهة بينهما وبين فرعون, تحدث موسى إلى أخيه حول أمر مواجهة فرعون حيث المهمة التي كٌلفا بها بأن يتحدثا إلى فرعون بألا إله إلا الله، وأن يطلبا منه أن يمنح بني إسرائيل حرية الخروج بدلاً من الحبس والذل يفرضه عليهم “إذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى” (طه:4)، فقد تجبر فرعون وتجاوز كل الحدود وادعى الربوبية، وعلى الرغم من ذلك تستكمل الآيات بقوله تعالى: “فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى” (طه:44).فما أعظم رحمة الله تعالى إذ يأمرهما بالقول اللين لجبارٍ عاص، بل وليتيح له باب التوبة والمغفرة إن تذكر وخشي، وفي ذلك قال أحد العلماء: “إن كانت رحمة الله بمن قال أنا ربكم الأعلى واسعة على هذا القدر، فكيف برحمته بمن قال لا إله إلا الله؟!”. فالحمد لله الذي يطمئننا بهذه الآية ليس هذا فحسب، بل يبدو في هذه الآية أدب الإسلام حتى مع الأعداء والظالمين حيث علمنا النبي في خطابه إلى هرقل ملك الروم أن نُنزل الناس منازلهم، حين قال: (إلى هرقل، عظيم الروم) للأسف نجد بعض الناس من المتحمسين إلى الحق يسب الآخر وينسى هذه الآية، بل وينسى قول الله تعالى: “وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ” (آل عمران:15). لعل قول هارون الرشيد فيه حكمة، حين جاءه رجل قائلا: “جئت لأعظك وأشُد عليك في الموعظة، فرد هارون الرشيد قائلاً: “ولِمَ تشُد عليَ في الموعظة؟ أنت لست بخير من موسى وأنا لست بأسوأ من فرعون”.