بيروت/14 أكتوبر/ليلى بسام: يستعد زعماء لبنان هذا الأسبوع لبدء حوار حول مصير سلاح حزب الله من شأنه أن يساعد في تخفيف حدة التوتر لكن من المستبعد أن ينهي الجدل حول القضية الخلافية الأبرز في البلاد. وسيرأس الرئيس ميشال سليمان الجلسة الأولى من الحوار الوطني غداً الثلاثاء حيث سيجمع زعماء الأغلبية البرلمانية المناهضة لسوريا وحلفاء دمشق وفي مقدمتهم حزب الله على طاولة الحوار. ويأتي الحوار في إطار اتفاق توصل إليه كل الفرقاء بوساطة قطرية أنهت في مايو الماضي 18 شهرا من الصراع السياسي. ومن المتوقع أن يرأس سليمان جلسة الحوار قبل تأجيلها إلى حين عودته من زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من استبعاد حدوث اختراق بشأن إيجاد حل لسلاح حزب الله فإنه يعتقد أن المباحثات ستساعد على تنفيس الأجواء المتوترة التي تهدد استقرار لبنان قبيل إجراء الانتخابات التشريعية العام المقبل. وقبل تحديد موعد الحوار نشب خلاف بين الأكثرية البرلمانية والأقلية حول توسيع عدد المشاركين وجدول الأعمال. وقال مصدر سياسي بارز «ندخل إلى حوار مؤلف من بند واحد على جدول الأعمال وهو بند الإستراتيجية الدفاعية لكن توسيع مشاركة الحضور وجدول الأعمال يمكن تقريره خلال جلسات الحوار.» وكانت المطالب بنزع سلاح حزب الله في قلب الأزمة السياسية التي دفعت بلبنان إلى شفا الحرب الأهلية. وأضحى سلاح الحزب من أكثر القضايا الخلافية في مايو الماضي عندما استخدمت الجماعة بعضا من قوتها العسكرية للسيطرة لوقت قصير على الشطر المسلم من بيروت بعدما تمكنت من هزيمة مسلحين موالين للحكومة. وتريد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نزع سلاح حزب الله وأن يتحول لحزب سياسي. ويقول التحالف الحاكم إن الحكومة يجب أن تكون لديها سيطرة تامة على كل القوى المسلحة في لبنان وأن تنفرد بقرار الحرب والسلام. ويقول حزب الله المدعوم من طهران والذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية انه مستعد لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية التي ستحدد دور قواته ودور الجيش اللبناني في مواجهة «التهديدات الإسرائيلية». ولحزب الله الذي خاض حربا مع إسرائيل دامت 34 يوما في العام 2006 قوات تضم آلاف المقاتلين المدربين تدريبا رفيعا والمجهزين بعشرات الآلاف من الصواريخ القادرة على إصابة إسرائيل. ولديه صواريخ مضادة للدبابات والسفن. ومن المعتقد على نطاق واسع أن الجماعة أعادت تسليح نفسها وعززت قوتها العسكرية منذ حرب 2006 رغم الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة. وأمس الأول السبت قال محمد رعد رئيس كتلة حزب الله البرلمانية والمتوقع أن يمثل الحزب في الحوار إن «المقاومة قدمت نموذجا للإستراتيجية التي أثبتت أنها تحمي لبنان وتحقق له انتصارا.»، وأضاف «أما أن نناقش هذه الإستراتيجية على قاعدة الإقرار بجدواها وإما أن تطرح إستراتيجية بديلة نستمع إليها ونفكر بمضامينها لكي نبني على الشيء مقتضاه.»