لا احد ينكر ان الناس سواسية أمام القانون وهذا ماكفله دستور البلاد .. فلا فرق بين الرئيس والمرؤوس والراعي والرعية .. ولا تمييز بين الغني والفقير.. ولا حاجز بين المالك والأجير.. وهذا ماهو مكتوب في طيات صفحات الدستور .. ولكن في الواقع المعاش اتضح ان الفارق كبير والهوة عميقة بين الأغنياء والفقراء.. فالأغنياء يصرفون الآلاف بل وملايين الريالات من اجل رفاهيتهم وسعادتهم بينما الفقراء وبالذات من هم تحت خط الفقر بالكاد يصرفون الريالات من اجل سد الرمق وملء معداتهم الخاوية والكفاح المستميت للبقاء في ظل حياة لاتخلو من الشقاء والنكد والتعب المدقع!! والسبب غياب القانون العادل والقادر على عدم التمييز بين الأغنياء والفقراء بعد ان تسبب في اضعافة عاملان مؤثران وهما سلطة القرار وسلطة المال.. فاللص الفقير يجب بتر يدية وباسم القانون لكن اللصوص من غير الفقراء قادرون على حماية أياديهم من البتر ثم ان البسط الفقير يجيب الغاؤة لأنه خارج القانون .. ولكن البسط الغني مدعوم وبعد التحايل على القانون بفضل سلطتي القرار والمال ! .. وكما يمتاز علاج الغني بالعناية الفائقة في أرقى المستشفيات الدولية .. إما علاج الفقير المستعصي فيتعذر توفره في المستشفيات والعيادات المحلية والسبب ان المريض الفقير لايملك قرار السفر والمال الداعم .. اما التعليم فلا حرج فان أبناء الفقراء سيأتي يوم يعجزون فيه عن شراء دفتر او قلم وربنا يستر!وقد وصل الأمر حد أن سلطة القرار أصبحت قوة رادعة والمال أصبح حصانة ضامنة!اما الحقيقة الموجعة والأكثر ايلاماً هي تلك المتجسدة في الواقع بصورة تراجع الأوضاع العامة ضد الفقراء من هم فوق وتحت خط الفقر وبالمقابل تقدم هذه الأوضاع لصالح أصحاب القرار والمال.. وهذه الحقيقة بالذات تشير وتثبت ضعف القانون أمام سلطتي القرار والمال وقوتة على الفقراء وعدم قدرة القانون على محاسبة المدعوم ومعاقبة الداعم .. ويبقى تطبيق القانون بحذافيره فقط على الفقراء وطالما يفتقرون إلى قوة القرار وحصانة المال وصدق من قال يمشي الفقير وكل شيء ضده والخ .. وعليه لا سبيل للفقراء من هم فوق او تحت خط الفقر سوى استخدام حق التعبير الديمقراطي السلمي والمطالبة المستمرة بضرورة انتشالهم من فوق وتحت خطوط الفقر اللعينة وقبل ان يغرقوا في عمقها حيث الجوع والمجاعة والألم والعذاب المميت.كما لايمكنهم المراهنة والاعتماد على من يمثلونهم في المجالس المنتخبة.. فلقد اثبت معظم هؤلاء النواب أنهم يمثلون مصالحهم ويلبسون الفساد من اجل طموحاتهم وأطماعهم وعدم احترام ماضيهم والوفاء بوعودهم وعهودهم مع الأسف الشديد.
|
آراء حرة
القانون قوي على الفقراء!!
أخبار متعلقة