خاطرة
تفتحت عيناي لأجدها امامي جميلة قمحية اللون صاحبة أجمل عينين حتى الآن .لمست يدها وارتميت فوقها ولامس خدي الابيض خدها القمحي وأحسست حينها بأن هذه السيدة التي تبتسم هي أمي التي حملتني في بطنها تسعة أشهر .انها بالفعل هي التي كنت انتظر بفارغ الصبر لحظة خروجي إلى هذه الدنيا لاراها فلم أكن أتوقع بأن أجدها بهذا الجمال وقتها أدركت أنني عندما اكبر سآخذ بعضاً من جمالها .نعم هي أمي لقد عرفتها من رائحتها الزكية التي كانت تصلني وتتخلل إلي عرفتها من صوتها الذي كنت اسمعه دائماً من نبضات قلبها التي كانت تنبض مع كل نبض كان ينبضه قلبي .حينها ادركت ان رحلتي في الحياة قد بدأت مع هذه السيدة التي جعلت مني ما أنا عليه الآن .اخذت من أمي جمالها وجمال عينيها وطيبة قلبها وورثتني كرمها وعطاءها الذي لاحدود له وعلمتني ان ابقى صامدة وان لا أتهور وان لا أتخذ أي قرار إلا بعد التفكير فيه مراراً وتكراراً وان اسامح واعفو واغفر لمن ظلمني وان أحب جميع الناس واحترمهم وان احترم الكبير واعطف على الصغير .. لكنها لم تعلمني شيئاً واحداً وهو كيف لي أن اصبح مثلها احبها وسأظل احبها وأنا كنت ولازلت افتخر بهذه السيدة لكونها أمي التي اتمنى أن اصبح ذات يوم مثلها وان ازرع ما زرعته هي في من قيم ومبادئ واصرار وتحدٍ وان اغرس المبادىء التي علمتني في ابنائي الذين سوف انجبهم ذات يوم بإذن الله.لقد كبرت الآن يا أمي واصبحت قادرة على أن اشق طريقي لوحدي فلاتخافي .. انت زرعتني في أرض مليئة بالحب والعطاء فلن يأتي يوم اقتلع فيها جذوري لأزرعها في أرض قاسية جرداء فأنا كنت ولازلت ابنتك الصغيرة المدللة مهما كبرت ابقى كذلك في نظرك.كل يوم يزداد جمالي الذي استمده من جمالك الذي لا أحد يراه سواي فانتي أجمل امرأة وجدت على هذه الأرض .. فأنا مازلت اتذكرك عندما كنت في مثل عمري فكلما نظرت في البوم ذكرياتك أشعر كما لو أنني ارى نفسي في المرآة ..ولكن هل من الممكن .. ان يأتي يوم وامتلك ذلك الشيء الذي لطالما حلمت ان امتلكه انه كبريائك وعزة نفسك الذي اتمنى من كل قلبي ان يكون بذرة زرعتها بي قد شارفت على النضوج فأنا الآن أشعر بها في داخلي تتحرك وتتأجج كشعلة من نار لن تنطفئ ابداً وسأبقى اتحلى بها حتى مماتي. * ميسون عدنان صادق