إسلام أباد/14 أكتوبر/كامران حيدر: قال مسئولون باكستانيون أمس الأحد إن رجال الإنقاذ الذين ينقبون بين الأطلال المحترقة لفندق ماريوت في العاصمة الباكستانية إسلام أباد عثروا على مزيد من الجثث المتفحمة صباح أمس بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع السبت الفائت ليرتفع عدد القتلى إلى 53 قتيلا. وقال رحمن مالك المسئول الكبير بوزارة الداخلية إن أمريكيا وألمانيا قتلا ويوجد 13 أجنبيا آخرون على الأقل من بين 271 شخصا جرحوا في الانفجار المدمر. وذكرت معظم الصحف أن حصيلة القتلى يمكن أن تصل إلى 60 شخصا. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس إن السفير التشيكي لدى باكستان إيفو زداريك قتل في الهجوم. وتدهور الأمن الداخلي في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية وهي بلد مهم في الحرب ضد تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى إلى مستوى يبعث على القلق خلال العامين المنصرمين. وقال مسئول مخابرات أمريكي إن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة أو جماعة تابعة لها. ووقع الهجوم بعد ساعات من إلقاء الرئيس الباكستاني الجديد اصف علي زرداري خطابه الأول أمام البرلمان على بعد بضع مئات من الأمتار والذي دعا فيه إلى القضاء على الإرهاب. واكتنفت ألسنة اللهب الفندق الذي تفرض عليه حراسة مشددة والمشهور لدى الأجانب والدبلوماسيين والأثرياء الباكستانيين لساعات بعد الانفجار. ووجه زرداري كلمة عبر التلفزيون إلى الشعب أمس الأحد وقال أن هذا الهجوم يتصف بالجبن، وقال «هذا وباء.. سرطان في باكستان سنستأصله... لن يخيفنا هؤلاء الجبناء.» ويشن الجيش هجوما كبيرا ضد تنظيم القاعدة ومقاتلي طالبان في منطقة باجور على الحدود الأفغانية فيما كثف الجيش الأمريكي ضرباته الصاروخية ضد المتشددين في الجانب الباكستاني من الحدود مما اغضب الكثير من الباكستانيين. ونفذ المتشددون سلسلة من هجمات القنابل أغلبها استهدف قوات الأمن في شمال غرب البلاد انتقاما للهجمات ضدهم. وقال طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد ومحلل دفاعي بعد الهجوم «أنهم يبعثون برسالة واضحة للغاية ولا لبس فيها بأنه إذا ما تابعت الحكومة هذه السياسات فان هذا هو ما سيفعلونه ردا على ذلك.»، وأضاف «أنهم يقولون إن بإمكانهم أن يضربوا في أي مكان وفي أي وقت.» وتضمن شريط فيديو لتنظيم القاعدة صدر في ذكرى مرور سبعة أعوام على هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة دعوة للمتشددين في باكستان لتصعيد قتالهم. وفي هذا الشريط قال مصطفى أبو اليزيد وهو قيادي بتنظيم القاعدة في أفغانستان «نقول لشعب ومجاهدي الباكستان الغيورين انه لاستمرار وانتصار الجهاد في أفغانستان فيجب الوقوف مع إخوانكم المجاهدين في أفغانستان ... وضرب مصالح الحلفاء الصليبيين في الباكستان.» وكان هجوم السبت الأسوأ في العاصمة وجاء بعد ستة أشهر من تولي حكومة مدنية السلطة وبعد شهر من إجبارها قائد الجيش السابق وحليف الولايات المتحدة الوثيق الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف على الاستقالة. وأدى الانفجار إلى حفرة عمقها ستة أمتار في الطريق أمام بوابة الفندق. وقالت وزارة الداخلية أن القنبلة ربما كانت تحتوي على أكثر من 500 كيلوجرام من المتفجرات. وطوق الحريق فندق ماريوت على الرغم من أن معظم الأشخاص داخله تمكنوا من الفرار قبل انتشاره. وقال مسئولو مستشفى إن أقل من 20 أجنبيا أصيبوا بجروح وإن معظمهم خرج من المستشفى فيما عدا بريطانية. ويفكر الكثير من المغتربين في إسلام أباد في مغادرة البلاد. وقال ستيف وهو بريطاني يعمل في إسلام أباد لصالح شركة باكستانية منذ عدة سنوات ولم يرغب في أن يكشف عن اسمه بالكامل «قلنا سنمهل أنفسنا 24 ساعة قبل أن نقرر لكن هذا (الهجوم) قريب للغاية من المنزل.»، وأضاف «سأتحدث إلى مديري اليوم الأثنين.» وامتدت ألسنة اللهب والدخان في غرف الفندق البالغ عددها 290 غرفة والمكون من خمسة طوابق والذي يقع في منطقة تحت حراسة أمنية شديدة ودمرت عشرات السيارات وتهشمت النوافذ في مبان على بعد مئات الأمتار من الموقع. وطوق الجنود المنطقة وجرى إخماد الحريق بعد ست ساعات. وقال مسئول امن بالفندق مصاب أن شاحنة أوقفت أمام الحاجز الأمني بالفندق ووقع انفجاران صغيران قبل دقائق من الانفجار الرئيسي. وقال مالك الفندق وهو احد فندقين من فئة خمسة نجوم في العاصمة أن الحراس عند البوابة الأمنية تبادلوا إطلاق النار مع المهاجم قبل تفجير المتفجرات. وقال كليمنز شتاينكانب وهو ألماني أصيب بجروح طفيفة في الانفجار من فراشه بالمستشفى «كان هناك تحذير من الأمن... طلبوا منا أن نذهب إلى مؤخرة الفندق.» وقال «لم يحدث شيء على مدى خمس دقائق... ولكن وقع انفجار هائل. وسقط كل شيء وكانت هناك الكثير من الجثث حولي.» وزرداري مقرب من الولايات المتحدة وتعهد في وقت سابق بان يحافظ على التزام باكستان بالحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين بالرغم من أن هذه الحملة لا تحظى بشعبية في البلاد. وأدانت الولايات المتحدة وبريطانيا والأمين العام للأمم المتحدة هذا الهجوم. وقال الرئيس جورج بوش «هذا الهجوم تذكير بالتهديد الذي تواجهه باكستان والولايات المتحدة وكل من يقفون ضد التطرف العنيف». وفي كلمته أمام البرلمان قال زرداري أن باكستان يجب أن تمنع المتشددين من استخدام أراضيها لشن هجمات على دول أخرى. وقال أيضا أن باكستان لن تتسامح مع التعدي على أراضيها باسم محاربة المتشددين. ومن المقرر أن يتوجه زرداري الذي فاز بالرئاسة في انتخابات أجريت الشهر الجاري إلى الولايات المتحدة أمس الأحد ومن المقرر أن يلتقي مع بوش في نيويورك يوم غد الثلاثاء قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.