نيروبي/14 أكتوبر/عبد العزيز حسن:ذكر رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شرمركي أمس الأحد أن الحكومة لم تستبعد أي خيار لتحرير رهينتين فرنسيين بما في ذلك السماح لباريس بإرسال كوماندوس إلى البلاد.وعصفت عدة حوادث خطف بالحكومة الانتقالية التي تسعى جاهدة لانتزاع السيطرة على البلاد من أيدي المتمردين. واختطف الفرنسيان وهما من رجال الأمن الأسبوع الماضي في مقديشو ثم اختطف ثلاثة من عمال الإغاثة الأجانب يوم السبت في غارة عبر الحدود استهدفت بلدة كينية.وسئل شرمركي إن كانت الحكومة ستوافق على عملية إنقاذ فرنسية فقال “كل الخيارات مطروحة ولن يستبعد شيء... لم نتلق حتى الآن أي طلب فدية ونحن نعمل على إطلاق سراح المخطوفين مهما كلف الأمر.”ومضى يقول “نحن نستخدم قنوات غير مباشرة لتجنب وقوع ضحايا وإفساد المحادثات. ومع ذلك فنحن نتابع تطورات هذه المسألة يوما بيوم. نحن نسعى جهدنا لتأمين تحرير هذين الرجلين دون أي خسائر في الأرواح.”وللصومال تاريخ في عمليات خطف الأجانب الذين يطلق سراحهم عادة بعد دفع فدى كبيرة. ويشتبه عادة في مسؤولية الميليشيات العشائرية أو المتمردين.وقال شرمركي انه “متفائل” بشأن إطلاق سراح الفرنسيين اللذين خطفا من فندق في مقديشو يوم الثلاثاء ثم تناقلتهما جماعات مسلحة حتى سلمتهما جماعة حزب الإسلام إلى متمردي حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة.وقال كلود جينت مدير مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا رساكوزي في تصريح لراديو أوروبا 1 الفرنسي أن باريس تنتظر لبدء مفاوضات مع الخاطفين.وأشارإلى أن “المفاوضات لم تبدأ بعد بشكل حقيقي. لدينا أنباء مطمئنة بعض الشيء. فنحن نعلم إنهما على قيد الحياة ونعتقد إنهما يلقيان معاملة طيبة، “وقد أبلغنا الجماعة التي نعتقد أنها تحتجز مواطنينا بأننا مستعدون للتناقش معها.”وأوضح مسئول بالشرطة وبعض السكان أن الاثنين اللذين كانا في الصومال لتدريب قوات الأمن الصومالية خطفهما فصيل من داخل الحكومة ثم سلما إلى المتمردين.ولكن شرمركي نفى ذلك قائلا “الأمر لا علاقة له بقوات الأمن... الذين خطفوا رجلي الأمن الفرنسيين مجرمون من حزب الإسلام و/حركة/ الشباب وقد قاموا بدور رئيسي في نطاق عمليات الخطف في شتى أنحاء البلاد.”واتهم شرمركي بلدانا أجنبية بالمسؤولية عن خطف الفرنسيين وعمال الإغاثة الثلاثة الأجانب من بلدة مانديرا الكينية الواقعة على الحدود يوم السبت.وبين “هناك بالتأكيد مدبرون أجانب للهجوم واعتقد انه أسلوب جديد لزعزعة الاستقرار في المنطقة بالكامل. عملية الخطف التي تمت في مانديرا مطابقة لتلك التي وقعت في مقديشو.” لكنه لم يحدد جهات أجنبية بعينها.ونوه أن عمال الإغاثة الثلاثة محتجزون في بلدة بيدوة في وسط جنوب الصومال بعدما أغار المهاجمون على معسكرهم على الحدود الكينية الصومالية.وناشد شرمركي دول المنطقة مساعدة الصومال في التصدي لموجة حوادث الخطف. وقال “أدركت هذه الجماعات أنها لن تستطيع الإطاحة بالحكومة . فغيرت أساليبها من خلال خطف أناس لعرقلة أي تقدم.”ومضى يقول “أدعو المنطقة إلى التحرك على وجه السرعة قبل أن يتدهور الموقف ويتحول إلى مأساة ربما لا يستطيع احد منا السيطرة عليها... هذه الجماعات تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مئة عام.”