طفلة عراقية تتلقى العلاج في مستشفى بغداد أمس الخميس
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:تجمع المئات من العراقيين الغاضبين يوم أمس الخميس حول الأنقاض التي خلفها تفجير في أحد الأسواق في بغداد حيث قتل 78 شخصاً مطالبين الحكومة بحماية أفضل بعد أن تنسحب القوات الأمريكية إلى القواعد. وأثارت سلسلة من الهجمات الشك في قدرة قوات الأمن العراقية على السيطرة على التمرد المستعصي بعد انسحاب القوات الأمريكية القتالية من المدن العراقية نهاية الشهر الجاري. وقتل انفجاران آخران يوم أمس الخميس خمسة من أفراد الشرطة واثنين من المدنيين على الأقل. وانخفض مستوى العنف في العراق بشدة خلال العام الماضي لكن المسلحين ومن بينهم إسلاميون سنة والقاعدة لا يزالون يواصلون هجماتهم الانتحارية وبالسيارات الملغومة التي تستهدف تقويض الحكومة التي يقودها الشيعة وتأجيج الصراع الطائفي. وكان السكان في موقع تفجير يوم أمس الأول الأربعاء في مدينة الصدر ببغداد ينتحبون ويعانقون بعضهم بعضا وصب الكثير منهم اللعنات على السلطات. وجاء الانفجار بعد أربعة أيام من تسليم الجنود الأمريكيين السيطرة على المنطقة إلى القوات العراقية. وقال مصطفى حسين (33 عاما) وهو تاجر بقالة لرويترز في الموقع حيث لا تزال الأشلاء وقطع الملابس والأحذية الملوثة بالدماء تتناثر في المنطقة «إنني أتوقع المزيد من الإنفجارات. القوات العراقية ليس لديها خبرة كافية ولا تقوم بتفتيش السيارات جيدا عند الحواجز... ينبغي لهم أن يثبتوا قدراتهم للشعب.» وقال جواد كاظم (40 عاما) وهو سائق سيارة أجرة بمدينة الصدر إن الهجوم استهدف تأجيج الكراهية الطائفية. وقال «الجماعات الإرهابية تريد أن تبعث برسالة بأنه عندما تغادر القوات الأمريكية المدن سيحدث فراغ امني. والفساد والأمن المتراخي عند حواجز التفتيش هو السبب الرئيسي لخوفنا مما هو آت.» وتسبب انفجار هائل لشاحنة يوم السبت الماضي في مقتل 73 شخصا قرب مدينة كركوك شمال العراق. وهذا الانفجار وانفجار السوق في مدينة الصدر ببغداد هما أكثر الهجمات دموية في العراق خلال أكثر من عام. وقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في بيان «البعد السياسي لهذه الهجمات بات معروفا وهو الدفع باتجاه تأخير او تعليق انسحاب القوات الأجنبية من المدن العراقية حسب الجدول الزمني المعتمد في اتفاقية سحب القوات.» وقالت الشرطة في مدينة الفلوجة التي شهدت فترة طويلة من التوتر عادت بعدها إلى الهدوء إن قنبلة زرعت على طريق دمرت عربة للشرطة وقتلت ركابها الخمسة من رجال الشرطة امس الخميس. كانت مدينة الفلوجة التي تقع في محافظة الانبار يوما ما مركزا للتمرد ضد القوات الأمريكية الحكومية. وقال مصدر بمستشفى إن تفجيرا آخر يوم امس الخميس قتل ما لا يقل عن شخصين وأصاب 30 عندما انفجرت قنبلة في موقف مزدحم للحافلات جنوب العاصمة. وقال الجيش الأمريكي إن تسعة جنود أمريكيين جرحوا في شرق بغداد عندما انفجرت قنبلتان في طريق دوريتهم. وحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العالم يوم أمس الخميس على شجب إراقة الدماء.وقال في بيان «إن أصابع الاتهام في ارتكاب الجريمتين الإرهابيتين في الأسواق والمناطق المكتظة بالمدنيين في مدينتي الصدر والبياع تؤشر بوضوح على الحلف التكفيري - البعثي البغيض المدعوم من الخارج والذي أوغل في دماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي.» وأضاف «إننا نطالب المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص بإعلان موقف واضح وحاسم من هذه الجرائم المروعة وان السكوت عليها لم يعد موقفا مقبولا ولا وديا تجاه الشعب العراقي.» وكان المالكي قد حث العراقيين على ألا يفقدوا الأمل إذا ما استغل المسلحون انسحاب القوات الأمريكية لتصعيد هجماتهم.