مصر تجهز سفارة في العراق لكن عودة العلاقات تستغرق وقتاً
وزير الخارجية المصري ابو الغيط مع نظيره العراقي زيباري
لندن / 14 أكتوبر / رويترز:قال بيل راميل وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية يوم أمس الثلاثاء إن التوصل في الأسابيع القليلة المقبلة لاتفاق يسمح ببقاء القوات البريطانية في العراق بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة بنهاية هذا العام أمر حاسم بالنسبة لبغداد.ويتفاوض العراق والولايات المتحدة منذ شهور على اتفاق أمني لتسوية وضع القوات الأمريكية متى ينتهي التفويض الذي وضع عقب الغزو عام 2003م.وتريد بريطانيا التي لديها 4100 جندي في العراق إبرام اتفاق مماثل فور انتهاء هذه المفاوضات.وقال راميل لهيئة الإذاعة البريطانية “من المهم جدًا أن نحل هذه القضية في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة لأننا إذا وصلنا إلى نهاية العام دون أن نمدد تفويض الأمم المتحدة فاني أعتقد أن ذلك سيبعث برسالة مؤسفة ستقوض التقدم الحقيقي الذي يجري إحرازه.”وكان يتحدث من بغداد حيث قال انه يبحث ما يعرف “باتفاقية وضع القوات.”وأوضح أن التوصل لاتفاق أمر مهم لإظهار أن بقاء القوات البريطانية في العراق لم يعد تحت سلطة الأمم المتحدة بل بموجب اتفاق صريح مع الحكومة العراقية.ويقول العراق والولايات المتحدة انه لا تزال هناك حاجة للقوة الأمريكية التي يصل عددها حاليًا إلى 146 ألف جندي لحماية العراق رغم التحسن الأمني الكبير خلال الثمانية عشر شهرا الماضية.ومن بين القضايا الخلافية موعد انسحاب الجنود الأمريكيين ومسألة ما إذا كان يمكن أن يحاكموا أمام محاكم عراقية عن جرائم ارتكبوها.ونقلت مجلة “تايمز” عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الاثنين قوله انه لم تعد هناك حاجة للقوات البريطانية المقاتلة للحفاظ على الأمن في جنوب العراق.
بيل راميل وزير الدولة البريطاني
وأوضح راميل “لطالما قلنا إننا نريد خفض مستويات قواتنا بمجرد أن يتمكن العراقيون من تأمين الوضع بأنفسهم... اعتقد أننا سنرى مزيدًا من التخفيضات.” الى ذلك قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يوم أمس الثلاثاء إن بلاده ستزيد من وجودها في العراق الذي يتجه الوضع فيه للاستقرار لكن إقامة العلاقات الكاملة مع بغداد ستستغرق وقتاً.ولفترة طويلة اشتكت واشنطن وبغداد من أن الدول العربية التي حكمها في الأغلب مسلمون سنة عاملت الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد بفتور منذ سقوط حكم الرئيس صدام حسين عام 2003م.ونقلت وكالة “أنباء الشرق الأوسط” قول (أبو الغيط) الذي زار العراق هذا الشهر إن مصر تجهز مبنيين على نهر دجلة لاتخاذهما سفارة لها في بغداد.وقال أبو الغيط “الوضع الآن في العراق يستقر تدريجيا.”وأضاف أن مصر التي لها مصالح في العراق تبدأ في تحقيق وجود لها على الأرض، لكنه مضى إلى القول إن الوجود المصري في العراق لن يتم “في يوم وليلة.”وقام أبو الغيط وسامح فهمي وزير البترول والثروة المعدنية بزيارة لم يعلن عنها مسبقا للعراق أوائل الشهر الحالي فيما يعد أحدث بادرة على أن الدول العربية تعيد ببطء علاقاتها مع العراق.وكانت الزيارة هي الأرفع مستوى منذ خطف وقتل السفير المصري في بغداد عام 2005م.وزار قادة الأردن ولبنان بغداد في الآونة الأخيرة وبعثت دولة الإمارات العربية بسفير هو السفير العربي الأول الذي يعمل في العاصمة العراقية منذ قتل السفير المصري.