احتضنت محافظة إب الاسبوع الماضي فعاليات الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للسكان لهذا العام 2006م والذي خصص موضوعاً شعاره للشباب وقضاياهم وقد اشتملت فعاليات الاحتفال على العديد من الفقرات المرتبطة بقضايا السكان والتنمية وانفردت محافظة إب بهذه الخصوصية لاعتبارات عديدة من أهمها جمال المحافظة خصوصاً في مثل هذه الايام بالاضافة الى القرار الذي أعلنه فخامة رئيس الجمهورية عند زيارته للمحافظة هذا العام بإقامة احتفالات عيد الوحدة القادم في إب .وتكمن أهمية إحياء فعاليات اليوم العالمي للسكان في الكم الكبير من التحديات والمشاكل المرتبطة بالقضايا السكانية وأهمية الفرد الذي هو أساساً محور التنمية كما وأنها تعد فرصة مواتية ليتم من خلالها تسليط الضوء على قضايا ومفردات تتعلق بالخصائص الديموغرافيه لليمن والتعرف على أهم المشاكل السكانية والتي من أهم الملامح المميزة لها الآتي :- التوزيع الجغرافي : حيث تتوزع الغالبية العظمى من سكان اليمن في المناطق الريفية وهي بطبيعة الحال صعبة التضاريس والمترتب على هذه الطبيعة طبعاً صعوبة وصول الخدمات إليها والجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في توفير وتقديم مثل هذه الخدمات .- الخصوبة : ينمو سكان اليمن بمعدلات سريعة نتيجة لهذه الخصوبة المرتفعة خصوصاً إذا ما نظرنا الى طبيعة اليمن الاقتصادية المتواضعة فإن هذا يعد تحدياً كبيراً حيث لا تمثل مخرجات التنمية الحد المتوسط لمعدلات الزيادة السكانية الفريدة على المستوى الاقليمي والعالمي والذي من شأنه تدهور في جوانب الخدمات والمتمثل بصفة الخصوص في الجوانب التعليمية والصحية .. والامر يتطلب جهودا مضنية لتحقيق الحد الادنى من تقديم الخدمات حيث يصبح مثل هذا النمو السكاني مشكلة وعائقا كبيرا للتنمية والاستقرار خصوصاً في المدن الرئيسية .وخلاصة القول أن أهم التحديات والمصاعب التي تواجهنا في اليمن على وجه الخصوص وبشكل رئيسي يتمثل في الآتي :- الأمن الغذائي : حيث لا يغطي الانتاج المحلي إلاّ الجزء القليل من الاستهلاك والذي يمثل 30 من الاجمالي العام تقريباً بالاضافة الى ندرة المياه ومحدوديتها وبالمقابل الاستنزاف الكبير الذي يحدث وسوء الاستخدام الذي من أهمه الري المستخدم لأشجار القات .ويتوجب على المخططين وصناع القرار إمعان النظر في هذه الجوانب بالذات ومضاعفة الجهود والاستفادة من الوقت وخبرات الغير حتى لانضع أنفسنا فجأة في مأزق والله يتولانا برعايته .* د. أحمد حمود العديني