واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز: قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن التسريب الذي لم يسبق له مثيل لوثائق عسكرية أمريكية سرية هذا الأسبوع بشأن الحرب في أفغانستان قد يتسبب في ضياع أرواح ويضر بثقة الحلفاء في الولايات المتحدة.وأضاف مسؤولون امريكيون ان ضابط استخبارات بالجيش قيد الاعتقال بالفعل هو محور تحقيق في تسريب أكثر من 90 ألف وثيقة عسكرية سرية نشرت على موقع جماعة ويكيليكس على الانترنت.ورفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس التعقيب على التحقيق لكنه قال انه لا يمكنه استبعاد تسريب المزيد من المعلومات السرية. وأعلن أيضا عن خطط لتشديد القيود على الاطلاع على بيانات الاستخبارات الحساسة.وأضاف جيتس في البنتاجون في أول تعقيب علني له منذ نشر الوثائق يوم الأحد الماضي “لا أدري هل هناك أحد أخر طرف في ذلك الأمر.”وحمل الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية على جوليان اسانج مؤسس جماعة ويكيليكس الذي يقول انه ينشر الوثائق للكشف عن الفساد في الشركات وفي أوساط الحكومة.وأضاف مولن “السيد أسانج يمكنه أن يقول ما يطيب له عن المنافع الكبرى التي يعتقد انه يجلبها هو ومصادر معلوماته.”واستدرك بقوله “لكن الحقيقة هي أنهم قد تكون أيديهم ملطخة فعلا بدماء جنود شبان أو عائلة أفغانية.”وأضاف جيتس انه لا يدري هل ينبغي مقاضاة أسانج جنائيا أم ينبغي معاملة ويكيليكس كمنظمة اعلامية تحميها حقوق حرية التعبير بموجب الدستور الامريكي. وقال “اعتقد انه سؤال لاناس اكثر خبرة مني في القانون.”ورفض جيتس التعقيب حينما سئل هل سيتم توسيع التحقيق ليشمل ويكيليكس نفسها؟. وقال إن مكتب التحقيقات الاتحادي سيساعد الجيش في التحقيق.وأضاف جيتس “التحقيق يجب أن يمضي حيثما يجب أن يمضي واحد الأسباب في اني طلبت من مدير مكتب التحقيقات الاتحادي إن يكون شريكا معنا في هذا هو ضمان انه (التحقيق) يمكنه الذهاب حيثما يجب إن يذهب.”ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون إن تحقيق الجيش في حادث تسرب الوثائق السرية يتركز على برادلي ماننج الضابط المتخصص بالجيش الذي اتهم بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر بتسريب معلومات نشرتها من قبل ويكيليكس.وينتظر ماننج المحاكمة بتهم تسريب فيديو سري يعرض هجوما بطائرة هليكوبتر عام 2007 أودى بحياة 12 شخصا في العراق منهم صحافيان لرويترز.ولم يتم تسمية ماننج او أحد غيره كمشتبه به في أحدث تسريب للمعلومات السرية ولا يستبعد المحققون احتمال تورط عدة افراد.وهون الرئيس باراك اوباما من شأن إي معلومات كشفت عنها الوثائق المسربة التي اذكت الشكوك في واشنطن مع تزايد مشاعر الاستياء من الحرب الباهظة التكاليف التي مضى عليها تسع سنوات ولا تلقى تأييدا شعبيا.وكان شهر يونيو حزيران أكثر الشهور دموية على القوات الأجنبية منذ بدء الحرب في عام 2001 ويحذر مسؤولون امريكيون قائلين إنهم يتوقعون أن تزداد الخسائر في صفوف هذه القوات خلال الصيف.والتقى الرئيس اوباما مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض يوم أمس الأول الخميس وقال المسئولون إن الاجتماع ناقش مسألة ويكيليكس.وأضاف جيتس -وهو مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية- (سي.اي. ايه) في مؤتمر صحافي “العواقب في ميدان المعركة لنشر هذه الوثائق قد تكون وخيمة وخطيرة على قواتنا وحلفائنا والشركاء الافغان وقد تضر بعلاقاتنا وسمعتنا في ذلك الجزء المهم من العالم.”وأضاف إن أكبر بواعث القلق بالنسبة إليه هو ألا يثق الأفغان والحلفاء الآخرون بعد ألان في إن الولايات المتحدة تحافظ على أسرارهم. وقال “انه أمر مدهش إلى أي مدى الثقة تهم.” وأضاف “أمامنا عملية إصلاح كبيرة يجب أن نقوم بها.”وشملت الوثائق العسكرية السرية التي نشرتها منظمة ويكيليكس يوم الاحد الماضي شخصيات بعض الافغان الذين قدموا معلومات للقوات الامريكية.وأضاف جيتس انه توجد حلول تقنية لتشديد الامن في شبكات المعلومات العسكرية السرية. وقال مسؤول عسكري ان الاجراءات الممكنة في هذا الشأن تتضمن ابطال بعض وظائف الحاسوب المستخدمة في تنزيل بيانات على قطع محمولة مثل الاسطوانات المدمجة او الذاكرة الوميضية (الفلاش).والقت الوثائق ايضا الضوء على الصلات بين اجهزة الاستخبارات الباكستانية والمتمردين الذين يعارضون القوات الامريكية في افغانستان المجاورة.وقال مولن انه لا تزال توجد بعض الصلات لكن اسلام اباد من الناحية الاستراتيجية تناهض المتمردين.واعلن أوباما في ديسمبر كانون الاول عن ارسال 30 الف جندي اضافي وقال انه ينوي بدء الانسحاب في يوليو تموز 2011 ما دامت الظروف الملائمة موجودة.وأزعج اعلان الرئيس الامريكي عن موعد بدء الانسحاب بعض حلفائه. ويقول منتقدون ان هذا الاعلان جرأ طالبان على انتظار مغادرة الامريكيين.وأضاف جو بايدن نائب الرئيس الامريكي يوم أمس الأول الخميس ان الولايات المتحدة موجودة في افغانستان لغرض وحيد هو هزيمة القاعدة في المناطق الحدودية مع باكستان لا لغرض “بناء أمة”.وقال بايدن ان سياسة حكومة اوباما في أفغانستان ليست انشاء ديمقراطية على النمط الامريكي وانما هي القضاء على القاعدة التي يلقى عليها باللائمة في هجمات سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة.وقال في مقابلة مع قناة (ان.بي.سي) “نحن في أفغانستان لغرض واحد سريع... القاعدة الموجودة في هذه الجبال بين أفغانستان وباكستان.”