أمين عون أولاً :- الديمقراطية تعني سلطة الشعب أو حكمه – وتعني خضوع الأقلية لإرادة الأغلبية – مع احتفاظ الأقلية برأيها – وتعترف بحرية المواطنين والمساواة بينهم.. كما تعترف بالتعددية السياسية والفكرية والحزبية والعقائدية وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر.والشورى/ الديمقراطية ترفضان الوصاية وفرض وإملاء الرأي.. وتعني التشاور – أخذاً وعطاء واستطلاعاً للرأي العام – عبر وسائل الإعلام المختلفة – وخصوصاً عبر السلطة الرابعة – الصحافة – وعدم الاستئثار أو الانفراد في التصرف واتخاذ القرار من قبل أي جهة مهما كانت أو من قبل أي شخص أياً كان موقعه في اتخاذ قرارات أو إجراءات تمس الوطن وسيادته أو المواطن ومصلحته الجمعية – سلباً أو إيجاباً – وفي أي مفصل من مفاصل الحياة السياسية.. الاقتصادية.. الاجتماعية.. التربوية.. أو الأمنية دون الرجوع إلى أصحاب الشأن الذين هم المواطنون.. وتتم هذه العملية عبر المؤسسات الدستورية نيابة كانت أو استشارية أو محلية أو قضائية مع مراعاة باستقلال القضاء – كسلطة ثالثة أو عبر مؤسسات المجتمع المدني.. والأحزاب.. بكل أطيافها على أن يكون القائمون عليها قد تم اختيارهم– انتخابهم – بطريقة حرة مباشرة دونما وصاية أو إكراه – ترغيب.. ترهيب– أو احتيال أو تحايل والتفاف على النظم واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية أو تكتل بمسمياته المختلفة أو تزوير.. وكذا عبر الصحافة – السلطة الرابعة – التي تدلي بدلوها وتعطي وتفصح عن رأيها بعيدة عن التأثير أو التأثر أو الإملاء السلطوي أو الفتوي أو الجهوي الخ.. مع احترام وكفالة وضمان وحرية الرأي والتعبير والتفكير والمعتق والتنطيح الذي شرعه وسنه الله سبحانه وتعالى للناس كافة دون استثناء والذي يترتب عليه – مبدأ الثواب والعقاب – الديمقراطية الغربية أتت من الثقافة اليونانية – " حكم الشعب برأي الشعب ".قال تعالى : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " البقرة (256)وقال تعالى : " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " الكهف (29)وقال تعالى : " وأن اتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فعليها " النحل (92)وقال تعالى : " ومن يدع مع الله ألاه آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه " المؤمنون (117) من الآيات القرآنية التي تكفل للناس – بصرف النظر عن أجناسهم وديانتهم.. ومذاهبهم.. حرية التفكير والتعبير والمعتقد..وقد أذن سبحانه وتعالى للمؤمنين دعوة الناس إلى عبادة الله واعتقاد الدين الإسلامي – " إن الدين عند الله الإسلام " ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة.. والمجادلة التي هي أحسن.. ولم يأذن سبحانه وتعالى للمؤمنين بأن يكرهوا الناس على اعتناق الإسلام والاعتداء عليهم إلا دفاعاً عن النفس والعرض والمال والوطن.قال تعالى : " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا فإن الله لا يحب المعتدين" البقرة (195/190)وقال تعالى : " واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم " البقرة (191)راجع الآيات 9،8،7 من سورة الممتحنة ولقد شرع وسن الله سبحانه وتعالى هذا النهج وسنه في الحياة ولم يترك لأي إنسان كان الاجتهاد فيه وجعله سبحانه ركناً – مبدأ - من أركان الإيمان – المبادئ – قال تعالى : " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة – وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون " الشورى لآخر – نلاحظ أن العمل بالشورى أمر ملزم شأنه شأن الصلاة والزكاة.. وقال تعالى : " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفظوا من حولك.. فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " آل عمران ( 159).غير أن أولئك الذين فرضوا أنفسهم أوصياء على الذين المتفيقهون الذين يسبحون بحمد السلطان قد أفتوا قائلين : " أن أولياء الأمر – الحكام – غير ملزمين بتطبيق والعمل بالشورى " أي أنهم جبروا المبدأ – الركن الإيماني – لصالح السلطان – الحاكم فهو ظل الله في الأرض – مشرك بالله – أي أنهم سنوا وشرعوا للظلم والاضطهاد والطغيان وإذلال الشعب وتجويعه. ثانياً : أما الديمقراطية الغربية.. فلم تأت طفرة وبجرة قلم.. ولم تكن بنت ساعتها.. إنها حصيلة حتمية للتراكم العلمي والمعرفي.والتجارب المستمرة عبر الزمن – من عهد اليونان – سلباً وإيجاباً – رافقتها الكثير من الكبوات والإخفاقات والتراجعات والتشويهات والنجاحات أحياناً أخرى وفي نطاق محدود.. وهذا أمر طبيعي – لمحدودة عقل الإنسان – وللتطور والنهوض العلمي والمعرفي والصناعي – الجانب المادي مقفلة الجانب الإنساني – لكنها تظل محدودة – خاضعة لرغبات وأهواء القائمين – أصحاب النفوذ.. ولأنها – كما ذكر آنفاً – نتيجة مخاض العقل والفكر الإنساني المحدود.. ليس هذا فحسب بل لقد خصت بشريحة معينة – بذاتها – من الناس – الفئات الاجتماعية ورغم الضجيج الإعلامي عبر وسائل وبمسمياتها المختلفة يظل السواد الأعظم من المواطنين في هذه البلدان مسلوبي الإرادة – لا حول ولا قوة – فأصواتهم واستحقاقاتهم الانتخابية تمنح لمن يدفع – وهو الحق الوحيد الممنوح والمكفول لهم فقط .نعم إن الديمقراطية الغربية تختزل التعددية إلى حزبين رئيسيين يتناوبان السلطة - دون فوارق جوهرية في الإستراتيجية أو البرامج المرحلية وتضطهد كل من يخالفهما –أما فيما يخص تشريعات الدولة وإستراتيجيتها وخططها وبرامجها السياسية.. الاقتصادية.. العسكرية.. والثقافية.. والفكرية.. والإعلامية والصناعية الخ.. فيظل برنامجاً موجهاً ومحصوراً بفئة ونخبة معينة وتحت هيمنتها – ذلك هو اللوبي المالي والشركات الاحتكارية الصهيونية الطامعة والطامحة إلى احتلال بلدان العالم وابتزاز ونهب خيراتها وثرواتها وقهر وإذلال وإبادة جماعية لشعوبها.. بكل الوسائل- إنه اللوبي الصهيو أمريكي العالمي –إن ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأ عنه عبر وسائل الإعلام الغربي المختلفة ما هو إلا – سراب ظنه الضمأن ماء – بينما هو – سم فتاك دس بالعسل – تنخدع به شعوب العالم الثالث، المضطهدة المقهورة من قبل حكامها ومنها الشعب العربي والشعوب الإسلامية حيث الأمية والأمية المركبة تتجاوز 999.99% من نسبة السكان.لقد عهد حكام هذه الشعوب وزبانيتهم إلى تجهيل وتجذير وترسيخ التخلف والأمية والعوز والفاقة والمرض وإذكاء وتأجيج الصراعات الطائفية والقبلية والعرقية والعشائرية والمناطقية خدمة للاحتلال الصهيوأمريكي والشركات الاحتكارية.. ويتسنى لهذه الفئة الحاكمة الديمومة والبقاء والاستمرار في السلطة كخادمة وحارس أمين على مصالح أسيادهم في واشنطن وتل أبيب ولنا فيما يجري ويمارس من ظلم وقهر واستعباد واستبداد وفقر واضطهاد وزرع الفتن – فرق تسد ومبدأ ميكافلي – في العراق وفلسطين ولبنان والسودان وهلموا جرا – خير مثال – فاعتبروا يا أولي الألباب.إن ما نشاهده من مظاهرات أو مسيرات احتجاجية يقوم بها مئات من الناس – في البلدان الأوروبية – ضد نظم الحكم.. أو انتقادات للسياسات التي تمارسها دولهم ضد الشعوب المقهورة.. ما هو إلا ذر الرماد في العيون أو استبدال حاكم بآخر يغير من فن اللعبة وقواعدها التي أصبحت مكشوفة – وباتفاق مسبق من النظام – فحزب العال وحزب المحافظين في بريطانية هم وجهان لعملة واحدة.. وينطبق هذا على الحزبين – الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة..فالسياسة واحدة والمخطط واحد وإن اختلفت الأدوار والأساليب والقيادات. أما وإن صدق إن قامت مسيرات ضد السياسات الهمجية الرعناء التي تمارسها سلطات الصهيوأمريكي ضد الشعوب من خارج التوجيه السلوطي فإنها تقمع بعنف ووحشية من قبل أجهزة السلطة..ثالثاً : هناك ثلة من المتفيقهين الذين نضبوا أنفسهم أوصياء على الدين – ووسطاء – علماً أنهم أشد جهلاً من الأميين وأشد خطراً على الدين والشعب والأمة معاً بحكم الجهل المركب المستشرى فيهم " لهم قلوب لا يفقهون بها.. ولهم أعين لا يبصرون بها ".قال تعالى : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي.. " البقرة (186) – لا وساطة بين الخالق والمخلوق – على المؤمنين فقط تلاوة وقراءة القرآن بتمعن وتدبر دونما الاعتماد على أي مرجعية أخرى – مهما كانت – لأنها – أي المرجعية – ستصيبهم بغشاوة وعمى القلوب – وسيجدون أن الآيات القرآنية تشرح نفسها بنفسها.إن هذه الفئة من الأدعياء يقومون أكبر خدمة للاحتلال الصهيوأمريكي بدعوتهم وبإصرار عجيب إلى العودة إلى القرن السابع الميلادي مختزلين الزمن – بالقرن السابع ومختزلين العالم بنجد والحجاز – شبه الجزيرة العربية – علماً إن الإسلام جاء للناس كافة " وما أرسلناك إلا كافة للعالمين " متجاهلين استنكار الله سبحانه وتعالى للآبائيين " قالوا إن وجدنا آباءنا على أمة " لقد كان الأجدر بهم أن يدعوا شباب المسلمين ويحرضونهم على تلاوة القرآن وقراءته بتدبر – فقط وعلى الانكباب على التحصيل واكتساب العلوم والمعارف والمهارات والتقنيات بأنواعها المختلفة والثورة على الجهل والتخلف والانكفاء والاعتماد على الغير لإخراج العرب والمسلمين من الظلمات إلى النور ومن التخلف والتبعية والعبودية إلى عالم الحرية والحضارة والسؤدد والرقي .. " هذه الفئة ينطبق عليها قوله تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " يونس (106)لكن بدل من ذلك ويتوجب من أسيادهم – شاءوا أم أبو – الصهاينة لا يفتون قائلين : لا علم إلا علم – الحديث والتفاسير والسير – وأسباب النزول – وقصص الأنبياء " وجميعها إسرائيليات ومفترات على الرسول.. وقد نقلت نصاً من التلمود.. وتتعارض وتتناقض مع آيات الله وقرآنه " أما قراءة القرآن وتلاوته والتدبر فيه والتمعن فيعتبر خطوطاً حمراء لا يجوز حتى لمسه إلا بإشراف ورعاية الشيوخ الذين يفهمون مقاصده.. ويؤلونه ويفسرونه – بناء على ما تحتويه الكتاب التي تحتوي على أكثر من 150% من الأكاذيب والافتراء .. خدمة للسلطان.. والاحتلال. كما ويضيفون قائلين : وأما علوم الدنيا من رياضيات وفيزياء وكيمياء وطب الخ فالعلم فيها لا ينفع والجهل فيها لا يضر.. وهذا يعني العودة إلى ما قبل إنزال الرسالة النبوية على الرسول صلاة الله وسلامة عليه – جاهلين أو متجاهلين أن الله خلق الإنسان ليكون مستخلف في الأرض – والخلافة تعني الاعمار – والتي أخرجت الناس – العرب – من ظلمات الجهل والتخلف والضلال إلى عالم العلم والحرية والهداية والاستخلاف.إن هؤلاء المتفيقهون يدعون إلى الجمود والعمى والثبوت على ما كان عليه الأقدمون وهذا يعني الشرك بعينه.. فالثبوت والخلود هم من صفات الله، الخالق فقط.قال تعالى : " وأضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين...... ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً (خلود) وما أظن الساعة قائمة (كفر)...... أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ( سنة التطور والرقي ) الكهف (32)وذم سبحانه أولئك الآبابيين المقلدين – العقل العربي في إجازة – قال تعالى : "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا – إلى البخاري ومسلم-".وقال تعالى : " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا.." المائدة (104)وقال تعالى : " وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا.." لقمان (21)" وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " يشركون كتباً بكتاب الله.. بل لقد بلغ بهم الصلف حتى قالوا أن هناك أحاديث تنسخ كلام الله..بينما سبحانه وتعالى : " يدعو إلى التدبر والتفكر في آياته قال تعالى : " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " محمد (24). وهناك الكثير من الآيات القرآنية يستنكر فيها ربنا أولئك الذين أصيبوا بالصم وعمى الأبصار والبصير.. الذين يتبعون مشائخهم – البشر – دون أن يراودهم الشك ولو مرة واحدة.. وقد ضرب الله مثلا بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي يؤمن إلا بعد شغل عقله وراودته الشكوك قال تعالى:" أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " البقرة (260)وقال تعالى : " أفلا يبصرون ... أفلا يعقلون ... أفلا يتفكرون .. ".وبالضد.. هناك من يرعى التحضر والثقافة والعلم والتمدن – مقلد أعمى – من يعمل عن قصد وعلم ودراية ومعرفة وإصرار لخدمة الأهداف الصهيونية والأمريكية التي تهدف إلى احتلال العالم وإبادة شعوبه – عمالة متأصلة – تستغلا جهل السواد الأعظم من المواطنين الذين ينخدعون بالضجيج الإعلامي المكثف بمسمياته المختلفة عن الديمقراطية الغربية.. والتي كما ذكر آنفاً قد أثبتت فشلها في عقر دارها أما على المستوى العالمي فحدث ولا حرج.. ولا داعي للإسهاب فالأدلة واضحة وضوح الشمس.[c1]نموذج للديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية :[/c]أولاً : الانتخابات والاستحقاق الانتخابي :- الذين يحق لهم التصويت والترشيح 50% من مجموع السكان.- الذين يتم تسجيلهم في سجلات الناخبين 50% ممن يحق لهم التصويت والترشيح. - الذين يمارسون (فعلاً) الاستحقاق الانتخابي يبلغ 50% ممن تم تسجيلهم في السجلات.. وبعملية حسابية نجد أن الذين يمارسون – فعلاً – الاستحقاق الانتخابي يصل إلى حوالي 12.5% لا غير – أي أعضاء الحزبين الرئيسيين (جمهوري/ ديمقراطي) وبواسطة شراء الأصوات من قبل المافيا الصهيونية – المالية – التي تهيمن على جميع مفاصل الحياة – سياسية – اقتصادية – عسكرية – إعلامية – ثقافية – صناعية.ثانياً : الأعلام المرئي.. المسموع.. المقروء – الصهيوأمريكي – تهيمن عليه أربع شركات كبرى.. وهذه الشركات الأربع تقع تحت هيمنة شركتين رئيسيتين فقط.. فإعلام إذن إعلام موجه – يتبع كل أساليب وسائل الكذب والافتراء والاختلاق والتزوير.. لخدمة مصالح الصهيوأمريكي في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص.وأخيراً : عودة لما سبق.. إن الاعتراف بالآخر وحقه في إبداء الرأي والاجتهاد هو جوهر الديمقراطية تعني توفير المناخ الإيجابي لهذا الرأي لكي يفصح عن نفسه ويشارك في بلورة القرارات بما يقدمه من آراء واجتهادات ومقترحات وما يثير من ملاحظات واعتراضات ونقد مع ما يقتضيه هذا الأمر من قوانين تضمن له ممارسة هذا الحق وتوضيحه وتثبيت حدوده.إن التعددية التي نوافق عليها ونسعى إليها ليست تعددية سائبة بل تعددية مشروطة مبدئية تتفق والأهداف الوطنية والقومية النهائية.. تعددية لا تفرط بالاستقلال والسيادة الوطنية.. ووحدتها الوطنية والقومية – الثوابت والقواسم المشتركة – ولا تسمح بقيام جيوب لقوى أجنبية طامعة وامتدادات لمصالح دولية.. تعددية ترفض تقويض النظام الوطني.. تعددية لا تتناقض وأهدافنا الوطنية والقومية والتي هي أهداف وأساس وجودها الحضاري المستقبلي النهضوي مع كل ما يقتضي من قوانين وتشريعات تحدد هذا أيضاً.- حرية الفرد تنتهي عندما تتعارض وتتناقض مع حرية الجموع .[c1]رؤى في الديمقراطية :[/c]إن الديمقراطية من المسائل بالغة التعقيد.. خاصة في المجتمعات المتخلفة.. شأن الوطن العربي والإسلامي حيث تسود القبلية والطائفية والعشائرية والمذهبية والجهل والأمية والفقر والمرض وحكم الطاغوت والتبعة للأجنبي – دول الاحتلال – تبقى الديمقراطية بحاجة إلى رعاية الجميع كل من موقعه.. فالممارسة الديمقراطية لا تأتي عن طريق قناة أو ممر واحد. وإنما يجب أن تكون بقناتين أو معبرين.. أو بعدين.. الأدنى في علاقته مع الأعلى والعكس – الأعلى في علاقته مع الأدنى – الغالبية لا يذكر الديمقراطية – ولا يحس الغبن إلا عندما يظلم من الجهات الرسمية الأعلى منه موقعاً.في أي وقت وفي أي مكان على المرء في أي موقع إضافة إلى الاعتبارات المبدئية والقيمية التي يجب أن يتحلى بها ولا يغفل عنها – أن يتبادل الموقع مجازاً مع الأدنى فيقلب الصورة ليصبح هو المظلوم، فالمسألة الديمقراطية سوف تبقى من أكثر الأمور تعقيداً.. ومن أكثر المسائل التي تشغل الفكر الإنساني والفكر السياسي.. بما في ذلك الصيغ الدستورية والقانونية – حالياً ومستقبلاً – سنة التطور – لا جمود ولا قوالب جامدة جدلية الممارسة ودياً لتكتيك الحياة.لما كل ذلك لأنها الديمقراطية مسألة إنسانية يتطور مفهومها بتطور الإنسان – وبحسب الظرف الزمان والمكان وخصوصية المجتمع.هناك الكثير من الممارسات التي يقوم بها المرء لابد من أن يقبل معها قدر من الخسائر من أجل أن يتوصل إلى إنضاجها وترسيخها. وهي الديمقراطية لا تلغى دور القيادة ولا نقله الاستثنائي – عندما يتطلب الأمر ذلك – لكن لا يجوز تحويل الاستثناء إلى (قاعدة) وقانون عام بدلاً عن الممارسة الديمقراطية. وعليه يجب أن تفهم الديمقراطية على أنها حياة شمولية فهي ليست واجبة فقط.. إنما هي حق مكفول كذلك. وعلى الكل من موقعه مطلوب منه أن يستوعب ويفهم معنى الحياة الشمولية ومهما يكن فهم المرء – الإنسان – للحياة واسعاً فهو غير قادر على ان يلج بالحياة كل زواياها وروافدها الدقيقة التفصيلية ولمحدودية عقل الإنسان.قال تعالى : " يا أيها الناس إن كنت في ريب.... ومنكم من ير إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا.. " الحج (5) وقال تعالى : " والله خلقكم ثم يتوفاكم.. ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد على شيئا.. " النحل (70)إن مسألة ممارسة السلطة تتطلب تفاعلاً حياً مع الشعب فهي الديمقراطية ليست مدرسة " تلقين " – علاقة مدرس بطلبته بالطريقة القديمة ولا زالت لحد الآن في مجتمعاتنا العربية ففي الوقت الذي تعلم الآخرين درساً فإن الناس الذين هم من دونك في المسؤولية يعلمونك دروساً من خلال نماذج وأنماط عديدة.. من خلال آراء عديدة تطرح – من كل من موقعه وبحسب تجاربهم ووعيهم وثقافتهم المكتسبة لذا يجب أن لا تقبل محاولة – كائن من كان – أن يضع نفسه وصياً على الشعب ( وعلى الآخرين) ومؤسساته المختلفة.وعليه يجب أن يفهم أن الديمقراطية تفجر طاقات المواطن والجماهير المخزونة– التي قص الظلم ألسنتهم وكمم أفواههم – وتحرر مكنوناتها الدفينة التي سحقها الكبت.. الحرمان.. الخوف.. التردد.. الفاقة والعوز والمرض. إن الديمقراطية الغربية مقترنة بالاستغلال الطبقي والقومي وسيطرة الشركات الاحتكارية ودور المال الكبرى التي تستطيع بحكم رساميلها ونفوذها أن تهيمن وتسيطر على وسائل الإعلام المختلفة والنشر وأن تقيم وتشتري الأحزاب. وتدفع بممثليها ومحاميها إلى البرلمان للسيطرة عليه – اللوبي الصهيوني - .إن أفضل بل وأنسب أشكال السلطة الديمقراطية في ظروف الوطن العربي مع السلطة القائمة على ائتلاف القوى السياسية الوطنية التي تلتقي موضوعياً وعملياً على القواسم والثوابت المشتركة – وبرنامج إستراتيجي مشترك وميثاق عمل – أني – مشترك خاضع للتعديل بحسب حركة التطور في المجتمع.قال تعالى : " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " الإسراء (70).وقال تعالى : " ..... ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " الأنفال (46)- الريح.. كناية عن الثوبة والمنعة والثره .والله من وراء القصد
|
آراء حرة
رؤى في الشورى و الديمقراطية
أخبار متعلقة