اتهمت الأمن بعدم الإعلان عن الفاعل الحقيقي لغايات سياسية
بغداد/14 أكتوبر/وليد إبراهيم: دانت هيئة علماء المسلمين الانفجارين اللذين استهدفا زوارا شيعة في اليومين الماضيين واتهمت قوات الأمن العراقية بعدم الإعلان عن الفاعل الحقيقي المسئول عن الانفجارين بسبب غايات سياسية. وكانت مدينة الإسكندرية التي تقع جنوب بغداد شهدت يوم الجمعة انفجارا قالت الشرطة العراقية أن انتحارية تسببت به وانه استهدف زوار شيعة كانوا متجهين إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى الأربعين لوفاة الأمام الحسين وانه تسبب بمقتل 42 شخصا وإصابة أكثر من 80 . وسبق انفجار الإسكندرية بيوم واحد انفجار أخر وقع على مقربة من ضريح الأمام الحسين في كربلاء قالت الشرطة أول الأمر أن انتحاريا نفذه لكنها عادت وأعلنت أن الانفجار نتج عن عبوة كانت مخبأة في كيس للقمامة وانه تسبب بمقتل ثمانية وإصابة مايقارب 50 شخصا. ووصفت الهيئة في بيان لها الحادثين بأنهما «استغلال وحشي لمواسم الزيارات التي يجتمع فيها عدد كبير من الناس.» وقالت الهيئة التي تعتبر المرجع الديني للسنة العرب في العراق في إشارة إلى التفجير الذي وقع على مقربة من ضريح الأمام الحسين « كالعادة المقرفة التي تنم عن قصد خبيث وتخطيط لئيم سربت أجهزة الشرطة خبرا بهذا الصدد مفاده أن انتحاريا فجر نفسه على بعد عشرات الأمتار من الضريح.» وأضافت «أن ثمة قوى لا تخفى على احد ولاسيما على إخواننا في جنوب العراق مرتبطة بأجندة ليس في وارد حساباتها مصلحة العراق أرضا وشعبا تلعب بدمائهم وتستغل أرواحهم لتساوم بالملف الأمني من أجل مصالحها وأهدافها غير المشروعة.» ومضى الهيئة تقول «أن أجهزة الشرطة مدفوعة من هذه القوى تتعمد الكذب في مثل هذه الادعاءات فتزعم عقب كل تفجير من هذا النوع أن وراءه انتحاريا لخلط الأوراق ولتصرف النظر عن الفاعل الحقيقي الذي يتعمد قتل أبناء شعبنا الأبرياء لمصالحه الخاصة.» وكان قائد الشرطة في مدينة كربلاء أعلن قبل يومين في مؤتمر صحفي أن القنبلة التي انفجرت على مقربة من ضريح الأمام الحسين كانت محلية الصنع. لكن مدير الشرطة لم يتهم أي جهة بالمسؤولية عن الحادث. وشهدت مدينة بغداد وعدد من المحافظات في الفترة التي تلت الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية والتي أظهرت تفوقا لقائمة رئيس الحكومة وقوع عدد من الانفجارات التي تسببت بمقتل العديد من الأشخاص. وتوقعت مصادر أن تشهد الفترة القادمة وقوع المزيد من الانفجارات. وقالت هذه المصادر أن الهدف منها هو إحراج رئيس الحكومة الذي نال هذا التأييد الكبير من أصوات الناخبين بسبب الاعتقاد بان الفضل يعود إليه في الاستقرار الأمني الملحوظ الذي تعيشه البلاد. وينحى باللائمة في معظم التفجيرات الانتحارية على الجماعات المسلحة السنية من تنظيم القاعدة في العراق والتي يدفع فكرها الديني إلى تأييد مثل هذا النوع من العمليات المسلحة. ويكفي الإعلان عن أن الانفجار تسبب به انتحاري لمعرفة الجهات التي يمكن أن تقف وراءه. وقالت الهيئة «إن في هذا الحدث المؤلم أوضح دليل على ذلك ففي الوقت الذي صرحت وزارة الداخلية أن انفجار (كربلاء) نتج عن قنبلة... فجرت عن بعد... كانت التهمة الجاهزة لدى الشرطة المحلية أن انتحاريا قام بهذا التفجير.» وأضافت «وهذا الكلام نفسه ينطبق على الحادث الأليم الذي وقع أمس الأول في منطقة المسيب واستهدف خيمة لتقديم الطعام والشراب للزوار القادمين وسقط جراءه عدد مماثل من الضحايا الأبرياء.» ودانت الهيئة «التفجيرين الآثمين» وقالت «أن أجهزة الشرطة التي تنسب الجريمة لغير فاعليها تعد شريكة للفاعلين في الجريمة.»