العراق يفرض حظر تجول في مناطق مسيحية
بغداد/14 أكتوبر/رويترز:أفادت السفارة الأمريكية في بغداد أمس الاثنين أن السفير الأمريكي كريستوفر هيل نجا من انفجار قنبلة على الطريق قرب موكبه في جنوب البلاد.وأوضحت سوزان زيادة المتحدثة باسم السفارة أن هيل كان في محافظة ذي قار على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب شرقي بغداد يوم الأحد عندما انفجرت القنبلة في موكبه.وأضافت “لم يصب أي شخص. يجري التحقيق في الواقعة.”وكانت صحيفة يو.اس.ايه توداي قالت أن مراسلها كان في موكب منفصل يفصله عدة دقائق عن موكب هيل.وذكر هيل للصحفي فيما بعد “كان هناك دوي وتخطينا سحابة كثيفة من الدخان... جميعنا بخير.”وعلى الرغم من انخفاض حاد في العنف في أنحاء العراق خلال فترة السنة ونصف السنة الماضية ما زال المتشددون قادرين على تنفيذ تفجيرات بشكل متكرر. وانسحبت القوات الأمريكية من المدن العراقية في نهاية الشهر الماضي ما أثار شكوكا فيما إذا كانت القوات العراقية حديثة العهد قادرة على تحمل مسؤولية تأمين البلاد.ويزخر العراق بمستودعات الذخيرة من عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والكثير منها تركته القوات الأمريكية دون حراسة بعد الغزو عام 2003 . ومنذ ذلك الحين أصبح لدى المتشددين مصدر إمداد ثابت للمتفجرات التي يصنعون بها القنابل بدائية الصنع التي يمكن إخفاؤها بسهولة في حفر أو أكوام قمامة.واتسم جنوب العراق الذي تقطنه أغلبية شيعية بالهدوء في أغلب الأحيان منذ أن شنت القوات العراقية حملة أمنية ضد المتشددين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة في العام الماضي.وعادة ما يتهم الجيش الأمريكي متشددين على صلة بإيران بالمسؤولية عن الهجمات المتقطعة التي تحدث في العراق وهو ما تنفيه طهران.في غضون ذلك ذكرت الشرطة العراقية أن مدينة الموصل ذات الخليط العرقي فرضت حظر تجول على حركة السيارات في الأحياء المسيحية أمس الاثنين بعد سلسلة من الهجمات بالقنابل التي استهدفت كنائس في أنحاء بغداد يوم الأحد.ورفع الحظر الذي استهدف في الأغلب أحياء على مشارف المدينة ظهر أمس (1100 بتوقيت جرينتش). والهدف منه هو منع وقوع هجمات مماثلة في أنحاء المدينة الشمالية التي لا تزال تشهد أعلى معدلات العنف في العراق ويسكنها غالبية المسيحيين في العراق.وقالت الشرطة العراقية إن القنابل انفجرت أمام خمس كنائس في بغداد يوم الأحد فيما يبدو أنها هجمات منسقة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين بجروح.وفي أخطر هذه الهجمات انفجرت سيارة ملغومة بجوار كنيسة بشرق بغداد فقتلت أربعة أشخاص وأصابت 21 آخرين.والمسيحيون في العراق الذين يعتقد أن عددهم يبلغ زهاء 750 ألفا أقلية صغيرة في بلد يغلب المسلمون على سكانه البالغ عددهم نحو 28 مليون نسمة. واستهدف المسيحيون من حين لآخر بهجمات خاصة في بغداد والموصل الأمر الذي دفع كثيرين منهم للهرب إلى خارج البلاد.وقال المتحدث باسم قوات الأمن العراقية قاسم الموسوي انه برغم عدم فرض حظر للتجول في بغداد فانه جرى تعزيز التدابير لحماية المواقع الدينية في العاصمة التي عادة ما يستهدفها متشددون يأملون في إثارة التوترات الطائفية.وأضاف الموسوي أن الإجراءات التي اتخذت يوم الاثنين لإعادة نشر قوات الأمن تهدف للتركيز على الأهداف الحيوية مثل المساجد والحسينيات ( المساجد الشيعية).وتوقع أن تكون الفترة القادمة مرحلة حاسمة في تاريخ العراق خاصة مع اقتراب موعد انتخابات يناير. وتوقع حدوث بعض العمليات الإرهابية لكنه قال أن العراق لن يسمح بعودة الأمور لما كانت عليه في البداية.وتراجعت إلى حد بعيد إراقة الدماء التي مزقت العراق عامي 2006 و2007 لكن أعمال العنف ما زالت مستمرة.وفرت نحو 2000 عائلة أي ما يقدر بنحو 12000 شخص من الموصل بعد موجة من التهديدات والهجمات على المسيحيين هناك في أكتوبر من العام الماضي لكن كثيرين منهم عادوا إلى المدينة.