لتفادي سيطرة المتطرفين على البلاد
نيويورك/14 أكتوبر/كلوديا بارسونز: ذكرت دراسة إنه يجب أن يكون لباكستان دور رئيسي في السياسة الأمريكية بشأن أفغانستان وإنها تحتاج ما يصل إلى 50 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة لتفادي انهيار اقتصادي قد يؤدي إلى سيطرة متطرفين على البلاد. وقالت الدراسة التي أعدتها جمعية آسيا -وهي معهد بحوث على صلات وثيقة بحكومة اوباما- ونشرت الخميس انه يجب على واشنطن أيضا أن تعزز الحكومة المدنية في باكستان وتقنع إسلام أباد بالكف عن استخدام جماعات المتشددين وسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية. وقامت جمعية آسيا التي كان رئيسها ريتشارد هولبروك حتى تعيينه مبعوثا خاصا للولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان بتكليف فريق عمل بإعداد الدراسة المسماة «الرجوع عن الحافة: إستراتيجية لتحقيق استقرار أفغانستان وباكستان». وقدمت الدراسة إلى حكومة الرئيس باراك اوباما قبل أن يكشف النقاب عن إستراتيجيته بشأن أفغانستان الأسبوع الماضي. وتقارب الدراسة إلى حد كبير سياسة اوباما لكنها تركز على الجوانب السياسية أكثر من القضايا العسكرية. وقالت الدراسة أن الأزمة الاقتصادية قد تسبب مزيدا من الضعف للحكومة المدنية لباكستان التي ليس لها سيطرة تذكر على المناطق القبلية التي أصبحت ملاذات أمنة للقاعدة. وأشارت الدراسة «لعل أكثر الأولويات إلحاحا هو منع انهيار اقتصادي قد يقوض سلطة الدولة حتى في المناطق الحضرية في الأشهر القليلة القادمة.» واستشهدت بتقديرات تذهب إلى أن منع التدهور الاقتصادي في باكستان قد يتطلب خطة خمسيه تتكلف 40 مليار دولار إلى 50 مليارا وهو مبلغ يتجاوز كثيرا صفقة الإنقاذ الحالية المقدمة من صندوق النقد الدولي ومقدارها 7.6 مليار دولار. وأضافت الدراسة أن مليون عامل انضموا إلى صفوف العاطلين في الأشهر الستة الماضية وهو مصدر توتر في بلد يعيش فيه 40 في المائة من السكان على دخل يقل عن 1.25 دولار يوميا. وحثت الدراسة واشنطن على العمل مع مجموعة «أصدقاء» باكستان في الأمم المتحدة لحشد المانحين لتقديم خطة إنقاذ عاجلة قد تشمل دعما مباشرا للميزانية أو صندوق استئمان يديره البنك الدولي. وتجادل الدراسة بأنه لا توجد قواعد لتنظيم القاعدة في أفغانستان لكن يوجد الكثير منها في باكستان حيث ازدهرت جماعات متشددة أخرى طويلا بفضل دعم ظاهر من الجيش وأجهزة الاستخبارات. وقال بارنت روبن رئيس فريق العمل الذي اعد الدراسة في مناقشة أجريت في نيويورك للتقرير «لأن باكستان تواجه الهند التي تعتبرها عدوا فإنها تبنت رسميا استخدام الجماعات الجهادية وسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية.» وأضاف قوله «احد أهداف دبلوماسيتنا الإقليمية يجب أن يكون استخدام كل ما في وسعنا من موارد لتشجيع باكستان وحملها وإقناعها بتغيير سياستها بعيدا عن استخدام الجهاديين.» وقال التقرير أن أمرا جوهريا لتحقيق ذلك هو التصدي للمخاوف الأمنية المشروعة لباكستان وتخفيف التوترات مع الهند. وقد ازدادت العلاقات بين البلدين توترا بسبب هجمات نوفمبر في مومباي والتي تقول الهند أنها جرت وتورطت فيها أجهزة حكومية باكستانية.