اجرى الحوارات : عادل خدشي[c1]المناضل عادل إبراهيم سليمان الحداد :[/c]* من مواليد حافة القاضي في مدينة كريتر - محافظة عدن درس في مدارسها حتى الثانوية التجارية في مدرسة المدراسي بكريتر.* ثم التحق المناضل عادل إبراهيم سليمان الحداد بقطاع العمل الفدائي وانخرط في صفوف المدافعين مع رفاقه المناضلين في الدفاع عن الجمهورية السبتمبرية الفتية في عام 1962م، التي أطاحت بالحكم الإمامي الكهنوتي - حينذاك - في شمالنا الحبيب، وبعد ذلك جاءت الثورة السبتمبرية امتداداً لقيام الثورة الأكتوبرية في الجنوب في عام 1963م، للنضال ضد الاستعمار البريطاني البغيض حتى نال شعبنا اليمني الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.* وسجل تاريخ هذا النضال من دماء المناضلين الشرفاء الذين سقطوا من أجل حرية الشعب اليمني في شماله وجنوبه.وقد روى المناضل عن الذكريات التي عاشها في نضاله مع رفاقه المناضلين ضد الاستعمار البريطاني، حيث قال : إنّه تم اعتقالي في مراكز التحقيق طيلة أشهر، وتم تعذيبي بأبشع وسائل التعذيب الجسدي، حيث دون اعتقاله لدى الصليب الأحمر الدولي في سويسرا ومنظمة حقوق الإنسان الدولية، وتناولتها الصحف البريطانية والمصرية واللبنانية آنذاك، كما تناولتها صحفاً عربية وعالمية ومحلية كالأيام وفتاة الجزيرة والنهضة والعروبة، وظللت معتقلاً لمدة عام ونصف في مركز الاحتجاز بسجن المنصورة المركزي بعدن من قبل قوات الاحتلال البريطاني وعملائه - آنذاك-، حيث أطلق سراحي من ضمن الدفعة الثانية.وأتذكر ممن كانوا زملاء لي في المعتقل : هاشم عمر إسماعيل، سليمان ناصر محمد، أحمد علي العلواني، محمد علي أحمد، أحمد منور شريف، محمد علي جرجرة، محمد علي شمشير، حسين ياسين بخش، عبدالعزيز عبدالولي، فاروق مكاوي، راشد محمد ثابت، صالح عبدالرزاق الشعيبي، نجيب عون، نجيب بدر الدين خان، حسين جاوي، سالم عبدالله ياسين بن غرامة، سالمين باسلامة ومنهم كثر ولا تسعفني الذاكرة لذكرهم.. فمعذرة.وقبل الاستقلال بشهرين توجهت إلى القاهرة، والتحقت للدراسة فيها بإذاعة صوت العرب كمخرج إذاعي، ثمّ التحقت بالكلية الحربية في بغداد فتخرجت منها ضابطاً، ثمّ عدت إلى عدن وعملت مهندساً للصوت في إذاعتها، ثم توجهت إلى باريس المركز الدولي لهندسة السينما، ثم معداً للبرامج ومخرجاً إذاعياً في جيبوتي.وتحصلت على ميدالية مناضلي حرب التحرير من الرئيس الأسبق علي ناصر محمد.وعندما نتذكر من ضمن الأسباب التي هزت وجدان الشعب اليمني شمالاً وجنوباً القيام بثورته تلك، الأهازيج والأناشيد الوطنية .. أي أستطيع القول إنّها :[c1]بالكلمة واللحن .. ثار شعب اليمن..في صنعاء وعدن..فكانت ثورة اليمن[/c]ولهذا حقق الشعب اليمني انتصار ثورته في الشمال والجنوب .. ضد الظلم من قبل النظام الإمامي الكهنوتي في الشمال والاستعمار في الجنوب اليمني المحتل.وانطلق الشعب اليمني - حينذاك - كالبركان لتحقيق النصر الأكيد في أرضه ليعلن للعالم أجمع ميلاد جمهورية يمنية بدلاً من الدولة البائدة والإطاحة بالنظام الإمامي.. وكذا طرد الاستعمار البريطاني من أرض الجنوب اليمني، ونيل الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967م .. حيث ارتبط يوم الاستقلال بالثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.[c1]وتحدث المناضل عادل الحداد عن ذكرياته حيث قال :[/c]إنني أتردد أن اكتب أو أتطرق إلى باب الذكريات لأنّ الأخ الصحفي عادل خدشي قد هيّج شجوني وهو يتابعني ويلح عليّ بالحوار معي وقلمي وقلبي تعبا من الكتابة، لأنّه لا يوجد رجل عادل صاحب قرار أنصف الثوار والمناضلين الذين كانوا في الطليعة من حملت المشاعل في سبتمبر وأكتوبر، حيث كتبت كل الصحف الأهلية والحكومية والحزبية عن تاريخ نضالنا، ولم يتحرك أي مسؤول ذوي سلطة تنفيذية بتبني هذه القضية الكبرى، الكُل يقرأ والكل يسمع لكن لا من مجيب، ويردون علينا أنّ هذا كان زمان قبل عصر الوحدة!!والآن ولآخر مرة ينطلق فمي بالحديث تقديراً لذلك الصحفي آنف الذكر.عند سماعنا لتلك الأناشيد الحماسية التي تبثها إذاعة صوت العرب كأنشودة "وطني حبيب وطني الأكبر" حيث ذكر اسم اليمن فيها ودولاً عربية أخرى، وأنشودة "الله أكبر" وبتلك الأناشيد الحماسية كانت وما زالت مفخرة الألحان والكلمات العربية حيث هيّجت مشاعر الأمة في أرجاء العالم العربي ككل.فتحية إلى كل المناضلين الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم الزكية وحياتهم الغالية قرباناً لهذا الوطن الغالي لينعم شعبنا بحريته واستقلاله وديمقراطيته.وتحية من الأعماق إلى قائد مسيرة الوحدة ودولة التحديث والتطور فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله .وإننا نتطلع إلى هذا القائد المغوار بأن تطور شعبنا في ظل قيادته ومعه كل المناضلين الشرفاء بأن يخطو نحو السمو ونتمنى لهم التوفيق والنجاح وأن يرتفع علم الجمهورية اليمنية علم الـ 22 من مايو 1990م يرفرف خفاقاً في سمائنا وفي المحافل الدولية.وإذ ننتهز هذه المناسبة العظيمة بتقديم تهانينا إلى شعبنا اليمني العظيم وخصوصاً فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ونتمنى لشعبنا ووطننا الغالي التطور والازدهار.[c1]الأخ المناضل حسين أحمد سعد عنبرو من مواليد محافظة عدن تحدث قائلاً :[/c]إنّ الثلاثين من نوفمبر 1967م كنا نعتقد بأنّ نهاية الحكم الاستعماري قد أنهيناه بأيدينا وهذا هو التاريخ، بأنّه قد ولى وانتهى، وإننا سوف نشمر السواعد ونقوم ببناء الوطن.. لكن حصل العكس، دخلت البلاد والعباد في دوامة التصفيات بين الحزب الحاكم الجبهة القومية وفدائيي وأعضاء جبهة التحرير والتنظيم الشعبي لجبهة التحرير الذي انقسم إلى شطرين فئة ذهبت باتجاه الجبهة القومية والأخرى باتجاه جبهة التحرير، وأنا ظللت مع جبهة التحرير ومن يومها وحتى اليوم لن نُكرم ولم نعود إلى أعمالنا بعد أن تركناها أثناء النضال ولم نمنح الرتب العسكرية الفخرية والرواتب الرمزية أو منحونا أعمال أخرى، بذلك الإصرار من قبل إخواننا الذين حكموا البلاد يريدون أن نموت جوعاً منوعنا وحرمونا من أبسط الحقوق سامحهم اله، ظللنا نعاني الأمرين من ظلمٍ وقهرٍ من يوم الاستقلال وحتى أتى الفرج في الـ 22 من مايو 1990م، إذ كنّا نتعرض للاعتقالات والحقير، تارةً يطلق علينا عملاء الشمال وتارة بالثورة المضادة وتارة بالطابور الخامس وتارة أخرى بعملاء بريطانيا.. وبريطانيا هي تعرف لمن سلّمت الحكم.مآثرنا البطولية نسبوها لهم، ومنذ الاستقلال هم الذين يمنحون الصكوك بأنّهم مناضلين لأصحابهم وبعد الوحدة العظيمة التي قادها ابن اليمن البار فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله نوجه نداءنا إليه بانصافنا بإعادة حقوقنا المسلوبة في العيش بشرف وكرامة، ونحن ثوار وأبطال الثورة، ونطالب بإلغاء تلك اللجنة الجائرة الذين لم يكتفوا بما جنوه طيلة السنوات في ظل العهد الشطري البغيض في الجنوب، ونتمنى من فخامة الأخ رئيس الجمهورية التأكد من أنّ الهيئة العامة لمناضلي الثورة اليمنية تعطي لكل ذي حقٍ حقه، وهل الأشخاص الذين تم تسجيلهم لذا الهيئة هم بالفعل قاموا بالنضال ضد النظام الكهنوتي في الشمال والمستعمر في الجنوب؟؛ لأنّ هناك عناصر وطنية شريفة من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي لم يتم اختيارهم في قائمة هذه الهيئة.ونود أن نحيطكم علماً بأنّه كانت هناك فرقةً فدائية في جبهة التحرير تسمى (سند والرسول) تابعة للتنظيم الشعبي لجبهة التحرير حيث نتذكر المناضلين من أمثال المرحوم سالم شجون - وحسن باسكو - فاروق شرماني - عبدالله شوف - نبيل ناصر فضل - عوض الليوة، كنا من فرقة سند وطلب منا مراقبة المطار العسكري بخور مكسر، وبعد ذلك قامت هذه المجموعة بنصب قواعد منصة إطلاق الصواريخ النارجة على المطار الحربي في عدن، الهدف هو إعاقة الطائرات الحربية البريطانية من مهاجمة الثوار في الشمال اليمني الحبيب، وقبل إطلاق الصواريخ كانت ثلاث طائرات هوكر هنتر مستعدة للانطلاق حيث وجهنا صاروخاً على الطائرة الأولى وأصابتها واشتعلت النيران فيها، وقصفنا هنجر خاص بالطائرات الحربية التابعة للمستعمر وكان المطار يشتعل، وكان موقع الاطلاق من منطقة المملاح ونقاط المراقبة تطلق اسحلتها من كل مكان، حيث انسحبنا في اتجاه الدرين وأخفينا قواعد إطلاق الصواريخ في هنجر مهجور بالتعاون مع الحارس، وكنا نذهب إلى منطقة صبر بين الأشجار ونقابل القوات الخاصة المصرية بقيادة العقيد سند والمعلم مصطفى، ونتدرب على استخدام تلك الأسلحة الجديدة من صواريخ النارجة 1 و2 وكان قائد المجموعة الخالدي.فخامة الأخ الرئيس عهدناكم سنداً قوياً للمظلوم وإعطاء الحق لمن له الحق، إننا نجدد أملنا بإعادة حقوق مناضلينا في جبهة التحرير .. والعُمر فينا يجري ونحن مصيرنا أمام فخامتكم موحد اليمن وباني نهضة اليمن الجديد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظكم الله.[c1]كما المناضل يوسف غازي كلو خان من مواليد محافظة عدن شعب العيدروس تحدث إلى الصحيفة وقال :[/c]إنّ 30 نوفمبر 1967م بالنسبة لنا انتصار على دحر الاستعمار من بلادنا، والنصر لكل من ناضل بالسلاح أو المنشورات أو قيادة المظاهرات ولا أحد ينكر دور أبناء محافظة عدن من رجال ونساء، أكانوا في حافة القاضي أو حافة حسين أو الخساف أو القطيع أو البوميس والطويلة، كانوا يفتحون لنا البيوت، عندما نقوم بعمليات فدائية ضد الاستعمار، حيث نهرب إليهم، ويقدموا لنا المأكل والمشرب حتى تهدأ الحركة من الإنجليز ويراقبون الطريق لنا - ومن ينكر دور أبناء عدن في النضال هذا ناكر المعروف - أنا وأخي عثمان الله يرحمه هربنا إلى الشمال عند سماعنا عن قيام الجمهورية في 26 سبتمبر 1962م، وهناك تدربنا على السلاح في تعز، ثم أمرونا بالذهاب إلى صنعاء لمناصرة الجمهورية، وفي معسكر العُرضي في باب اليمن كانوا الناس متجمهرين بشكل كبير، في هذا المعسكر، أما الجنود والضباط المصريين هم قيادة هذا المعسكر وشاهدت واحداً من عيال شعب العيدروس قلتُ لأخي عثمان شوف هذا الولد مش من عيال الحافة.. إيش اللي جابه؟.. ضحك أخي وقال اللي جابه جابك.. وفي الصباح كان معنا في السيارة المناضل عادل إبراهيم سليمان الحداد وأخي عثمان قال له باتجلس معا، وتحركت السيارات عددها عشر مع عددٍ من المدافع وأسلحة لأول مرة، نشوفها .. قالوا لنا هذه المشهد .وكان يصرف لنا المعاشات الأخ/ علي الراعي، وكانت المعارك حامية الوطيس أثناء الليل، كانوا كثير من صغار السن، الذين يحملون السلاح لمناصرة الثورة ويقومون بالضرب على مصادر النيران والمعارك ما زالت في أوجها، وبعدها انتقلنا إلى عدة مواقع أتكر بعضها القفلة وخولان : في المشهد في يوم من الأيام وذات مساء حالك الظلام، كان عادل الحداد مع المعلم رشاد والجندي فتحي سليمان مع صالح محسن السنحاني وأنا مع محمد العولقي في الحراسة الليلية، وكان المرتزقة يتسللون لزرع الألغام وعادل الحداد والمعلم رشاد شاهدوا ثلاثة م العدو واحد أخرج السلاح الأبيض يريد قتل أي واحد في الخيمة التي كان أخي عثمان فيها، وهنا أطلق النار في يد المهاجم من برج الحراسة رقم 3، وأسرنا الاثنين، في هذا الموقف عادل الحداد والمعلم رشاد أنقذا أخي عثمان من الموت، عادل الذي أطلق النار من سلاحه الشخصي، والمعلم رشاد أطلق الكشاف، وهذا الدين أحمله لإخواني المقاتلين من السرية الأولى من كتيبة الحرس الوطني اليمني، كنا كل الجنود والضباط اليمنيين والمصريين فريقاً واحداً والاحترام والحب الأخوي بيننا، لهذا لنا عيون ساهرة نحافظ على بعضنا، في ليلة ظلامها دامس، والأمطار قوية، حيث صددنا هجوماً كبيراً، أُصيب فيها إصابة بالغة المعلم رشاد وخالد هزاع وثلاث ضباط هم حسين الراوي، وعبدالحميد وكمال مصطفى من مصرَ وأصيب فتحي سليمان وعادل الحداد والإبي، وتم نقلهم إلى صنعاء ودمر الموقع وأُحرقت سيارات البترول، لم ألتقي عادل الحداد من ذلك الحين؛ إلا في عدن بعد سنوات خلت.وعندما يحضر علي الراعي إلينا ويسلمنا رواتبنا بالريال الفرنسي، نسأله عن أخينا عادل كان يقول لنا إنّ الأخ في الحراسة في معسكر العرضي وتطلب منه تبليغه سلام كل الأخوان في السرية لأنّ إصابته كانت في الصدر.ونحن استمررنا في الدفاع عن الجمهورية الفتية، إلى أن طلبنا من قيادة الكتيبة السماح لنا بالذهب إلى عدن للمشاركة في حرب التحرير، وسلّمنا الأخ/ علي الراعي كل واحد ثلاثون ريالاً فرنسياً وعُدنا إلى عدن.[c1]كما تحدث إلى الصحيفة الأخ المناضل فريد علي محمد الشميري حيث قال : [/c]عندما نتذكر يوم 30 نوفمبر 1967م كنت مع زملائي من عناصر جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية في السجون التالية : منازل السلاطين، وعفارة، وزنجبار، وأخيراً سجن عدن المركزي، حيث تم اعتقالي في 7 / 11 / 1967م بعد حسم الجيش الاتحادي ( الليوي) وأمن شامبيون لين، ومن ثمّ تسليم السلطة للجبهة القومية.يعتبر الاستقلال الوطني نحن عناصر جبهة التحرير والتنظيم الشعبي يوماً مشؤوماً، وكان يفترض أن تعم الفرحة أبناء اليمن كافة، بسبب أو بآخر إننا لم نذوق طعم الاستقلال بعد تسلم الجبهة القومية هذا المنجز الوطني العظيم، وعلى الرغم من معاناتنا ومشاركتنا في انتصار ثورة 14 أكتوبر الخالدة لم أتذكر بصمات تاريخنا النضالي ولا نريد أي ثمن لذلك النضال الوطني، بل نطالب برد الاعتبار لمناضلي جبهة التحرير وتنظيمه الشعبي أسوةً ببقية المناضلين بهدف تخليدهم بما قدموه للثورة اليمنية.
بمناسبة الذكرى الـ 39 للاستقلال الوطني
أخبار متعلقة