الكويت/14 أكتوبر/اولف لاسنج ورانيا الجمل: اتفق الزعماء العرب خلال اجتماع قمة أمس الثلاثاء على المساعدة في إعادة بناء قطاع غزة المدمر لكنهم أخفقوا في تخطي الاختلافات بشأن الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع وأودى بحياة أكثر من 1300 شخص. وأدان القادة العرب الهجوم الإسرائيلي وطالبوا بانسحابها على الفور من غزة في البيان الختامي للقمة الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وطالب البيان إسرائيل بمعاقبة من ارتبكوا جرائم حرب خلال الهجوم. وقال موسى إن القمة تحمل «إسرائيل المسؤولية القانونية عما ارتكبته من جرائم حرب واتخاذ ما يلزم نحو ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.» وكان جدل بشأن قوة صياغة البيان فيما يتعلق بغزة قد أخر الجلسة الختامية. وفي وقت لاحق قال موسى الذي كان يدعو إلى إدانة أقوى لإسرائيل إن البيان يحمل بصمة التوترات الدبلوماسية بين الزعماء العرب. وقال موسى إن العلاقات العربية لاتزال متوترة وهو ما أدى إلى صدور البيان على هذا النحو مضيفا أنه خلا من أشياء أخرى كان ينبغي إدراجها أيضا. وفي الأسبوع الماضي عقد فريقان من الدول العربية اجتماعين منفصلين لوضع مسودات قرارات لإحالتها إلى القمة العربية في الكويت. وكان اجتماع لوزراء خارجية عرب في الكويت يوم الجمعة قد أعد قرارات تشمل تعهدا بدعم السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس. لكن اجتماعا آخر في الدوحة اتخذ موقفا أقوى بكثير داعيا الدول العربية إلى مراجعة علاقاتها مع إسرائيل وتعليق مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002. وقال موسى إن قطر التي جمدت علاقاتها مع إسرائيل بسبب الهجوم على غزة دعت إلى إدراج تلك القرارات في بيان الكويت. وعرضت مبادرة السلام العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل في مقابل انسحاب كامل من كل الأراضي العربية التي احتلتها في حرب عام 1967 وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وقال موسى إنه سيتعين إيجاد بدائل لمبادرة السلام إذا واصلت إسرائيل عدوانها. ويردد هذا التصريح صدى خطاب العاهل السعودي الملك عبد الله أمس اول الاثنين عندما قال إن المبادرة لاتزال مطروحة لكن على إسرائيل ألا تتوقع بقاءها كذلك إلى الأبد. وكان عباس الذي يسيطر على مناطق من الضفة الغربية لكنه فقد السيطرة على غزة لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 2007 قد دعا يوم الاثنين إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد السبيل أمام انتخابات رئاسية ونيابية. وقال دبلوماسيون عرب إن القادة انقسموا أيضا بشأن هل توجه المساعدة إلى حماس أم إلى عباس. وخلا البيان النهائي من حجم صندوق مزمع لإعادة اعمار غزة. وتبنى وزراء الخارجية في اجتماع الجمعة قرارا لتأسيس صندوق تصل قيمته إلى ملياري دولار كان من المتوقع أن يدعمه الزعماء. وتعهدت السعودية يوم الاثنين بمبلغ مليار دولار لإعادة البناء. وركز البيان على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك وبخاصة في مجال الطاقة. ودعا الدول العربية إلى العمل معا لمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية على المنطقة والمشاركة في الجهود العالمية لاستعادة الاستقرار المالي. وقال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي في كلمته أمام القمة يوم الاثنين ان العالم العربي يجب ان يشارك في الرد العالمي على الأزمة المالية. كما طلبت حكومات غربية من الدول العربية الثرية المصدرة للنفط المساهمة في جهود تخفيف الأزمة. ودعا الزعماء العرب إلى التعاون في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية والتوسع في شبكات الكهرباء والغاز الطبيعي الإقليمية.