السرطان،ذلك المرض القاتل،الذي لا يفتك بالمريض وحده،بل ويفتك بأسرة المريض أيضاً.فما أن تعرف بان أحداً من أفراد الأسرة مصاب بهذا المرض الفتاك الا وتظلم الدنيا من حولك،فهي حالكة السواد.فما بالك إذا كان هذا المريض فلذة كبدك-طفلاً تراه أمامك جثة هامدة حتى قبل أن تأتيه المنية.تعالوا معنا إلى مستشفى الوحدة بالشيخ عثمان - سترون كم هي الحالات التي تأتي إلى المستشفى من الأطفال على مختلف أعمارهم وهي تعتصر الألم،بل أن الألم يعتصرها بسبب هذا الداء الخبيث،يأتون طلباً للعلاج.وكم يحاول الأطباء جاهدين ومشكورين في تقديم كل ما يمكنه تقديمه من الجهد في محاولة لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال الذين هدهم المرض،إلا أنه وللأسف يذهب الكثير من الأطفال إلى مثواه الأخير.لا تحصد جهود الأطباء ثمارها في رفع المعاناة عن المرضى وذويهم،إلا الشيئ اليسير.وتدخل الأسرة في دوامة الفحوصات المختبرية المتكررة المطلوبة والتي تكون ضرورية،وأيضا ًتسمع الأخير ساعدها للبحث عن الأدوية المطلوبة والفحوصات والأدوية تنهك الأسرة مادياً أيضاً.تخيلوا حجم المعاناة وأما من يرى الطبيب المعالج ومن خلفه اللجنة الطبية الفرعية بأنه حالة المريض الطفل الذي أمامهم تحتاج إلى السفر خارج الوطن- لافضيلة الإمكانات-لمزيد من الفحوصات والعلاج وتقدر سرعة السفر على اعتبار إنها حالة تندرج تحث بند-إنقاذ حياة-تجد مع اللجنة الطبية في قرع مكتب الصحة متابعة عرقوبية،هل لكثرة عدد الحالات أو عدم الإمكانية المادية(المخصص)لا أدري،فقط ما أعلمه بأنهم يتعاطفون معك،ولكن يجب الانتظار بحسب الدور،ربما ستة أشهر،ربما أكثر من ذلك-حتى تأتيك المساعدة.وفي وقت الانتظار هذا،كم من الحالات تعود إلى خالقها ورحمته.وكم من حالة لا يتحمل الأهل معاناة طفلهم المريض فيتحملون تكاليف العلاج الباهظ في الوطن.وكم من حالة يضطر الأهل تحت معاناة مريضهم وانتكاساته المتكررة إلى السفر للعلاج.تبيع الزوجة ما تملك من حُليها وذهبها والذي ادخرته من زواجها.ويقترض الزوج ما يمكنه اقتراضه لتغطية مصاريف السفر والعلاج وعينه وكله أمل بأنه عند عودته سيكون الدور الذي عليه فيرد ديون الناس التي عليه.أو قل جزءاً فيها..نعم .وقد يعود البعض ليواصل علاجه في الوطن،وقد لا يعود البعض إلا محمولاً على نعش.- لهذا يا سادة،ليس الحل في السفر إلى الخارج للعلاج من هذا المرض الخبيث،وليس الحل بين الأطباء،وليس الحل بين اللجنة الطبية وليس الحل أيضاَ بين الأهل.أنه أمر اكبر من ذلك.أمر يحتاج إلى عمل كبير وجاد،أمر يحتاج إلى كل الجهود مجتمعة،وأول هذه الجهود هو الجهد الرسمي،ثم نكمل حلقة الجهود بالأطراف الأخرى.- ياسادة كل أملنا أن لا تكون معالجتنا لأمورنا تأخذ طرقاً وطرقاً ونتوه قبل الوصول.عافاكم الله جميعاً وذويكم من كل مرض..وإيانا.والسلام ختام. [c1]صفاء لقمان [/c]
|
آراء حرة
السرطان - هل من حل ؟!
أخبار متعلقة