بعد أربعين عاماً :
نعمان الحكيمهو عبد الهادي محمد عبد الهادي شهاب من أبناء قرية الحمراء بحوطة لحج.. ولد عام 1929م ينتمي لأسرة فلاحية متوسطة الحال.. التحق بمدارس التعليم الأهلي بمدينة عدن ودرس في المدارس العسكرية حتى صار في مرتبة (كمشنر) بوليس عدن في عام 1966م..كان القائد البارز/ عبد الهادي شهاب، وبحسب ما كتب عنه المؤرخ الأستاذ/ د. سيف علي مقبل في كتابة (دور عدن في الثورة التحريرية المسلحة في الشطر الجنوبي من الوطن اليمني - 64/ 1967م) كان من صناع ملحمة العشرين من يونيو 1967م بل وبطلها الرئيس والذي فتح مخازن الأسلحة للمقاومة الباسلة ردا أعلى هزيمة 5 يونيو 1967م الىجانب ثوار الجبهة القومية المتمركزة في أعالي الجبال، ما كان له الأثر الكبير في رسم ملامح ذلك اليوم الذي رفعت فيه الرؤوس عالية، وقد تجلت صفات وشجاعة هذا القائد أن كان من الرجال الصامدين الذين سجلوا مآثر مواقفهم أثناء الثورة وبعد انتصاراتها وتحقيق الاستقلال الوطني ( 30 نوفمبر1967م )!القائد ( الكمشنر ) عبد الهادي شهاب برغم الانتصارات التي تحققت بفضله وزملائه وتحقق بذلك الاستقلال الناجز.. لم يشفع له، فقد كانت المهاترات السياسية في تلك الفترة تحصد يميناً وشمالاً، وكان شهاب أحد هؤلاء الذين ادخلوا السجون وفرض عليه الإقامة الجبرية.. بعد أن خلد اسمه في سجل النضال والكفاح المسلح، وما أكثر من حصدتهم السياسية بدل أن ترفعهم إلى العلى..عبد الهادي شهاب - ذكرتنا به الذكرى الأربعون لقيام حركة (20 يونيو) واحتلال كريتر والسيطرة عليها عام 1967م.. وكان ذلك بمناسبة صدور كتاب المؤرخ الدكتور سيف علي مقبل الذي أعادنا إلى الزمان الماضي الذهبي.. وهي إشارة يتوجب علينا ذكرها هنا من خلال الحضور الفاعل للأستاذ القدير قائد جبهة عدن آنذاك الأستاذ/ عبد الرزاق شائف الذي ما زال يحتفظ بتاريخ النضال في ذاكرته، رغم إهماله وجحود حقه في التضحية والنضال - مثله مثل القائد عبد الهادي شهاب رحمة الله عليه..لقد جمعتني صدفة جميلة بأحد أقارب المرحوم القائد عبد الهادي شهاب.. وهو الأخ الطيب عاقل حارة المعلا - مدرم السيد ( منيف عبد الرحمن شهاب ) فقدم لي صورة عن المناضل وأسرته وذكرني بأبنائه ومقر عمل------ أم العيال في المعلا المسمى (الآنسة العربية) (Miss Arabia ) حرم المرحوم عبد الهادي التي تحملت أعباء الأسرة بعد اختفاء شهابها الوقاد.. وحزنت لكوني أعرف أبناء المناضل معرفة عشرين سنة وأكثر.. فتذكرت الأبناء/ رعد - أسامة - لؤي - وهب - وابنتان تعملان في سلك التدريس.. وزاد حزني أن هذه الأسرة المناضلة الشريفة ( أسرة لحجية عدنية ) قد فقدت رجلاً مهماً ومرت على فقدانه (33) سنة منذ عام 1974م وإلى اليوم.. ولم تحظ هذه الأسرة بنوع من الوفاء والتكريم الذي يفترض أن يعطي لها تكريماً وتخليداً لهذا البطل الهمام الذي حرك الشارع اليمني في عدن وألهب نار الثورة ضد المستعمر حتى تحقق النصر المؤزر وقيام الجمهورية..حقاً إن عبد الهادي شهاب جدير بأن تقام له البيارق الاحتفالية بمناسبة مرور 40 سنة منذ اشتعال لهيب ( الثورة وحصار كرتير ) عام 1967م والتي بسببها دفع حياته ليحيا شعبه حراً مستقلاً منتصراً.فلك الخلود أيها الشهاب الذي لم تنطفئ شعلته الوهاجة.. فنحن اليوم نعيش على ذكرى الملاحم التي كنت أحد أبطالها.. ولقد صرت أحد أهم الأعلام البارزين في عدن والوطن.. يا أبن شهاب البطل.