الدمار الذي سببته صواريخ الكاتيوشا أصاب الإسرائيليين بالفزع
فلسطين المحتلة / وكالات : أصيبت مظاهر الحياة بالشلل في ست مدن إسرائيلية تتعرض بصفة دائمة لصواريخ حزب الله التي تتواصل رغم حدة الحملة العسكرية في الجنوب اللبناني.وردا على ما يوصف بزرع الموت والخراب مختلف أنحاء لبنان, ردت المقاومة بإطلاق نحو 2300 صاروخ كاتيوشا طالت مدن صفد وكريات شمونة ونهاريا وطبريا وكرمئيل وحيفا وعشرات المجمعات السكنية.ورغم كثرة هذه الصواريخ لم توقع سوى عدد قليل من القتلى بسبب احتماء نحو مليون إسرائيلي بالملاجئ العامة والخاصة امتثالا لتعليمات السلطات الأمنية. لكن الفاعلية الحقيقية للكاتيوشا تتجسد في شل الحياة اليومية وخلق ضغوط نفسية وأجواء مشبعة بالرعب تضاهي بخطورتها الأضرار المادية والبشرية.وجراء سقوط الكاتيوشا التي تنهمر على شمال إسرائيل بمعدل 100 صاروخ لليوم الواحد نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى مناطق أكثر أمنا في تل أبيب والقدس وإيلات.ومنذ الأيام الأولى للعدوان أفادت مصادر إسرائيلية بأن نصف سكان مدن كريات شمونة ونهاريا وصفد قد تركوا منازلهم إلى الجنوب بحثا عن النجاة.وأفادت هذه المصادر بأن نحو 70 من سكان صفد قد تركوها منذ أيام ولفتت أنها تشجع من بوسعه الوصول إلى مواقع آمنة.وقال الصحافي جاكي خوري مراسل صحيفة هآرتس في نهاريا إن أغلبية السكان وعددهم أكثر من 50 ألف نسمة قد غادروها "وهي تبدو فعلا مدينة أشباح".وأضاف "الحياة اليومية هنا توقفت وكأن عقارب الزمن تجمدت، فكل شيء معطل فيما يبحث السكان عن تأمين المؤن فقط للملاجئ والمنازل وسط حالة من الهلع الشديد بين دوي انفجار وصافرة إنذار".وفي محاولة لمؤازرة السكان معنويا دأب السياسيون على زيارة المدن فيما تقوم السلطات المحلية فيها بتثبيت الرايات الإسرائيلية في الشوارع إضافة إلى لافتات كبرى تقول "نحن أقوياء وسننتصر".وقد استمرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر عناوين عائلات أبدت استعدادها لاستضافة الفارين من الشمال فيما أعلنت وزارة الداخلية عن توجه 20 ألف إسرائيلي الأسبوع الأخير بطلبات للحصول على جوازات سفر أو تأشيرات سفر للخارج.ومع إخفاق سلاح الجو في إخماد راجمات الكاتيوشا بدأت تتصاعد حالة من التململ والشكوى لدى السكان الباقين في شمال إسرائيل من الظروف المعيشية القاسية في ظل تواصل حالة الحرب.كما يشكو الإسرائيليون من اضطرارهم للتوقف عن العمل ويبدون مخاوفهم من أن وعود الحكومة بتعويضهم تذهب أدراج الرياح. وهذا ما دفع رئيس بلدية حيفا يونة ياهف إلى التهديد بالتوجه للمحكمة العليا لإجبار الحكومة بإعلان حالة الطوارئ بهدف إتاحة الفرصة أمام المدنيين من التمتع بامتيازات مادية تترتب عليها.