- المشهد التاريخي الذي برز أمس في عددٍ من عواصم المحافظات، جسد بمصداقية لا يمكن نكرانها حتى من الجاحدين ولابسي النظارات السوداء التي تفقدهم الرؤية الصحيحة لواقع جميل يشع منه النور الذي أطفأ بصيرتهم وجعلهم يرتدون تلك النظارات السوداء. إنّه مشهد الوفاء النابع من الإيمان الصادق والحب المتدفق من القلب.- أمس وأول أمس خرجت جماهير حاشدة تغمر شوارع عواصم المحافظات تطالب الرئيس علي عبد الله صالح بالتراجع عن قراره عدم الترشح للانتخابات الرئاسية والمزمع إجراؤها في نهاية سبتمبر القادم، وهو قرار وإن كان حقاً للرجل أن يتخذه.- ليس هروباً من المسؤولية في مواصلة المشوار التاريخي الصعب الذي بدأه عند انتخابه رئيساً للبلاد عام 1978م، وحقق فيه للوطن ما لم يحققه أحد من قبله ويقيناً لن يحققه أحد من بعده.. بل حقه في إعلان عدم تجديد رئاسته للجمهورية، ينبع من إيمانه المجرد من حب السلطة والتمسك بها في ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة في إطار برنامج كل القوى السياسية.- وهذا ما أكده عندما أعلن في يوليو من العام المنصرم أنّه لن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية في الدورة الانتخابية القادمة.- المشهد التاريخي الذي جسدته الجماهير الحاشدة فعلاً في شوارع واسعة ودون ضغط أو إملاء من أية جهة، بل بإرادة وطنية تفولذت وهي ترى أنّ الوطن في خطر.. نعم قالتها الجماهير عبر مسيراتها الحاشدة أمس وأول أمس وعبر أكثر من ستة وثمانين ألف وثيقة وأربعة عشر ألف فعالية ناشدت في كل ذلك الرئيس علي عبد الله صالح الترشح في الانتخابات باسم الغالبية العظمى من أبناء الوطن في الداخل والخارج.. ولم تكتفِ الجماهير وهي المدركة للواقع المأساوي الصعب الذي ستؤول إليه البلاد لو رفض الرئيس علي عبد الله صالح الاستجابة لإرادة الجماهير في الترشح للانتخابات، لم تكتفِ الجماهير بكل ما قدمته، بل وجدت نفسها وبدافع إنقاذ الوطن وما حققه الزعيم والقائد الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية من إنجازات عملاقة وأبرزها إعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م، تنطلق طواعية إلى الشوارع في مسيرات حاشدة كبر معها الوطن في معنى الوفاء المتبادل بين المواطنين وقائدهم.. فكان المشهد تاريخياً أعاد إلى الأذهان مشهداً لن يمحى من الذاكرة اليمانية، يوم أُعيد فيه تحقيق وحدة الوطن وفيه الرئيس علي عبد الله صالح يتصدر كل الوطنيين الشرفاء من أبناء شعبنا الذين كانوا خلفه في معركة تحقيق هذا الحلم الذي أدهش العالم كله إعجاباً وتقديراً.- المشهد التاريخي لجماهير حاشدة تغمر الشوارع الواسعة قبالة مشهد هزيل لمعارضة مأزومة غمرت بعض مجالس القات وصحفاً محدودة التداول والانتشار تطالب أن يلتزم الرئيس بوعده عدم الترشح للانتخابات في مخطط جهنمي منها لإعادة تمزيق الوطن والعودة ليس فقط إلى عهد التشطير المقيت، بل إلى تمزيق الوطن الذي وحّده الرئيس علي عبدالله صالح، إلى دويلات تتنازعها الفتن الطائفية والنعرات العنصرية ويسودها الفوضى والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.- ويقيناً أنّ ما تحلم به بعض أحزاب المعارضة من وراء دعوتها تنحي الرئيس علي عبد الله صالح ما هو إلا تنفيذ لمؤامرة خارجية لا تريد لوطننا اليمني الأمن والاستقرار والنماء والتقدم الذي تعيشه بلادنا منذ إعادة تحقيق الوحدة.. تحت قيادة الرئيس علي عبد الله صالح وحتى يومنا هذا.- نقول إنّه عندما يتعارض منطق الشوارع الواسعة التي تغصُّ بالجماهير مع عُقَد المقايل الضيقة والصحف محدودة التداول والانتشار فإنّ الأمر يستوجب التفافاً جماهيرياً واسعاً حول القيادة الحكيمة التي استطاعت أن تبرهن قدرتها في أن تصل بسفينة الوطن إلى شواطئ المستقبل الآمنة.- كما أنّ هذا التعارض يبرهن لشعبنا مجدداً أنّ هؤلاء المعارضين لم يستفيدوا من دروس وعبر شعبنا الذي جسد في كل المواقف والمنعطفات أنّه دائماً وأبداً خلف القائد الذي صنع التاريخ الحديث لليمن وأعاد الوجه المشرق لكل اليمانيين أمام العالم.. وأخرج شعبنا من مأزق الثالوث الرهيب (الجهل والمرض والفقر)، لينطلق شعبنا بفعل قيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة نحو الآفاق المشرقة.- المشهد التاريخي للجماهير الحاشدة وهي خلف الرئيس علي عبد الله صالح، كشف الصورة الحقيقية للمعارضة التي فتح لهم الرئيس أبواب الحرية في التحرك والتعبير عن آرائها دون خوف أو قيود من خلال تأسيسه لنهج الديمقراطية والتعددية الحزبية ورعايته لهذا النهج على أسس الثوابت الوطنية التي لا حياد عنها والمجسدة أنّ الوطن فوق كل اعتبار.. نقول إنّ هذا لمشهدٌ تاريخي رائع ومؤثر يكشف أنّ الرئيس بين شوارع واسعة تغص بالجماهير تجسد تمسك الجماهير بقائدها ورمزها المناضل علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية.- بينما حفنة قليلة في مجالس قات ضيقة لمعارضة مأزومة! فرهان الملايين من أبناء شعبنا مع قائدها الرمز وهي لذلك تدعوه للترشح في الانتخابات القادمة.
|
فكر
الرئيس بين شوارع واسعة تغص بالجماهير .. ومجالس قات ضيقة لمعارضة مأزومة !
أخبار متعلقة