قصة قصيرة
طاهر نعمان المقرميإلى زهرة حلمي ..… ؟قلتها ألف مرة (لا شوق يشبه شوقي المتفرد، لا انتظار يداني انتظاري العريق..قلتها لكن من يعي أو يحسّ؟!)ـ وجدت مسطرة على ورقة مكرمشة يعود زمنها للبعيد.. غريبة!! كأنها دافئة!!! [c1] *** [/c]كانت جميلة وبهيئة حد إدهاش خلجاتك، آسرة ملامحها حد أن يغدو فِكاكُ عينِيك عنها عصيًا ، معذورةٌ عيناك ، إذ كلما فكرت أن تسحب عينيك عنها، تجد البصر إليها يرتد ظامئاً!. .أتراها كانت كذلك أم أن عيناكَ المحبتان زادتها فتنة وزادتكَ أندهاشاًالأكثر إدهاشًا.. كان اعترافها بحبك هكذا ببساطة. لم تكن السماء تسعكُ أو تكفيكَ يومها فضاءً لجحافل وأسراب وسحائب النشوة المثملة جوانحك.. رحت تتساءل .. أيحدث ما لم تتصور أحلامك أن تخطر به؟؟ أو أكثر قليلاً؟؟ربما كانت نفسك الملدوغة بألم الماضي، تتعب في إستيعاب وتقبل وتصديق كل هذا المتحقق من الأماني!!ــ يا دنيا.. ماذا تخبئين من رزاياك يوازي مثل هذا الابتهاج الأسطوري؟! دفعتك لسؤالك هذا نفسٌ ــــ عارفةٌ طبع الأيام! وموسومة بفعالها الفجّة ــــ وحدثتك بهذه الهواجس المتطفلة أجواء هذا الزخم البهي و..أشهرت الأيام طبعها، ولم تتوهم نفسك خوفها الخفي.. و..وأستقبلتَ الطعنة بصدرِ من يعرف أنها قادمة!.اعتقدوا يومها أن ما حدث لم يصدمك كثيرا، أو هكذا ظنوا حين وجدوك هادئًا تنظر للبعيد وشفتاك تردد. ـــــ كنت أعلم وأعرف أن الملائكة لا يسكنون الأرض !! وأنها - الدنيا - لم تخلقُ لفرح صاف كهذا!! كنت أعرف أنني ......[c1] *** [/c]....... وكان يعرف إنه لن يضم حلمه بين ذراعيه إلا في عالم آخر يعلم أين يكون وكيف؟!!قالها الجد وسرح بعينه اللامعتين للبعيد كالمأخوذ، طال وضعه هذا لدقائق. دفعت حفيدة اليافع المشغوف بحكاياه، ليهمز ذراعه المتغضنة يحثه على مواصلة حكايته الجميلة عن (عاشق الملاك المطعون) وهتف بجذل طفولي :- ها يا جدي، وبعد كذا؟! هل لحق بحبيبته في العالم الآخر الذي يعرف مكانه؟!رمقه الجد بنظرة من علو، كأنما يراه لأول مرةوتسللت بسمة من وسط شعر شاربه ولحيته الأبيض قبل أن يغمغم:ــــ ظل ينتظر ذلك ثلاثة وأربعين عامًا، لم تقوى يد الزمن إزالة ذرة من ملامحها المحفورة بذاكرته، أو يذبل غصن من شجرة انتظاره الباسقة.. ولم تخمد لهفته بعد !!ملامح عدم الفهم البادية على وجه الفتى لما يقول جعلته يتنحنح ويستدرك ـــ إنه لا يزال ينتظر ذلك.-انتظرني قليلاً هنا يا جدي! سأعود لأكافئك على هذه القصة المليحة بكوب من عصير البرتقال الذي تحبه، واحضر لنفسي بعض اللب .!بهذا هتف الصبي وهو يندفع خارجاًوتركه يركض نحو المطبخ، سمع أم الصبي تسأله عن السبب الذي أخرجه من غرفة الجد مبكرًا.. قبل أن يغيب بسمعه وبصره عن كل ما حوله.. شرد ببصره نحو فضاء الغرفة،وراح من وضعه متكئًا على جانب سريره يدفع حبات المسبحة بين أصابع يده المتدلية جواره ..ساد السكون وصمت الحركة بالمكان إلا من صوت اصطكاك حباتها ببعضها ورمش عينيه البطيء. وفجأة انتفض جسده كله ، وسرت إرتعاشاته لتئن قوائم سريره، وسكن جسده فجأة كما انتفض وسكنت مفاصل السرير عن صريرها، توقفت حبات المسبحة عن اندفاعاتها وبين إبهامه وسبابته تستقر واحدة أخيرة.. تلتصق نظراته بالبعيد وتقف انفراجة بين شفتيه بعد لحظات وضوء الفانوس يخفت كأنما يستنفذ فتيله الزيت.. ولج الحفيد المكان من جديد مندفعًأ بكوب العصير نحو سرير جده هاتفًا: -خذ العصير يا جدي الحبيب.. ستحكي لي حكاية أجمل من هذه؟! صحيح؟! -..........................- خذ يا جدي. اشرب.. هل نمت؟!ـــــ ........................................اقترب ليحدق بعينيه ليعرف أنام؟؟ .. ارتجفت كوب العصير بيده من تعب الإمساك بها وامتدادها بها لدقائق وراح يستغرب وهو يحدق في وجه جده كيف يستطيع جده أن يترك عينيه هكذا كل هذا الوقت لا ترمشان..ولماذا لا يتحرك جسده ولا يمد يده كي يتناول منه كوب العصير .. الذي يحبه؟!لماذا؟ ولم يجاوبه الجد!! [c1] *** [/c]بعد زمن ضمه ليل آخر بجدته، وجد سؤاله الشاغل يتجاوز شتفيه. - أصحيٌح يا جدتي أن قبر جدي وجد مفتوحًا بعد دفنه بليلتين؟!- من قال لك هذا؟(وصمتت قليلاً ولمعت عيناها)« ما نبشّ قبر جدك ولا فتُح!!، الذي حصل أنه وجدوا حفرة حدثت بالقبر، بس مش معناه أن جسد جدك خرجوه !! وما بأصدق أقوال الناس. صحيح كان نجم جدك (الحمل) وقد أوصيتهم يحرسوا قبره ثلاث ليال كما كان يفعل أجدادنا مع من نجمهم( الحمل )، عشان ما يتحملهم (الحمل) بس ما رضوا وراحوا يقولوا لي أخوالك أن هذه خرافة، واقتنعت وقتها بس سؤالك ذحين يخليني مش عارفة أين الخرافة وأين الحقيقة؟؟ والله مدري؟؟! ولم تكن جدتي تدري أنني وبعد معرفتي لطريقة معرفة الأبراج عن طريق حروف (أبجد هوز).تلك الطريقة المعروفة قمت بعمليات حسابية لأعرف برج جدي!أتدرون؟! لم يكن برجه (الحمل) كما قالت جدتي ..كأن ــــ وقد تأكدت أكثر من مرة ــــ برجه (العذراء.