وزير الثقافة ومحافظ حجة يطلعان على أعمال تأهيل قلعة القاهرة
حجة / سبأ :اطلع وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي ومعه محافظ محافظة حجة فريد أحمد مجور خلال زيارتهما الاستطلاعية امس لقلعة القاهرة التاريخية بحجة على أعمال الكشف والدراسة ورفع الأنقاض و المخلفات عن مباني و مرافق القلعة. واستمعا إلى شرح تفصيلي من قبل مدير عام مكتب الآثار في المحافظة محمد عبده عثمان, حول سير العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل و ترميم قلعة القاهرة التاريخية و حماية مبانيها من الانهيار و الدمار، والذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ( خمسمائة وثلاثين مليون) ريال. كما اطلعا على التصاميم الهندسية والفنية للقلعة التي تقع على مساحة كلية تقدر بـ( 3 آلاف واربعمائة وثمانية وثلاثين مترا مربعا) وكذا النتائج الأولية لعملية المسح التي كشفت عن ظهور سرداب كبير يضم العديد من الغرف و السلالم ( الدرج ) والمطابخ و الحمامات والسجون السرية ناهيك عن المباني المغمورة و البرك و المدافن وغيرها من المكونات التي تكشف الابعاد التاريخية والسياسية والعسكرية للقلعة، التي جعل منها النظام الامامي البائد معتقلا للثوار والأحرار والمناوئين،ثم ما لبثت أن تحولت إلى قلعة للصمود في الدفاع عن الوطن والثورة المباركة. ووجه الوزير بسرعة البدء في تنفيذ أعمال الحماية للأسوار الخارجية للقلعة، وصيانة مبانيها من الانهيار و الدمار، وتوظيف المبالغ المعتمدة لدى الوزارة من ميزانية العام الجاري بشأن القلعة و التي بلغت (خمسين مليون) ريال في تلك الأعمال العاجلة. هذا وكان الوزير والمحافظ قد زارا مكتبي الثقافة و الآثار و المركز الثقافي بمدينة حجة و اطلعا على سير أداء تلك المرافق وإسهاماتها في مجال إحياء المناسبات الوطنية، وإنعاش الحراك الثقافي في المحافظة. وجه الوزير بنقل المكتبة العامة التابعة للهيئة العامة للكتاب إلى مبنى مكتب الثقافة,و دمجها مع مكتبة الثقافة في مكتبة واحدة . وتعد قلعة القاهرة في حجة من المعالم التاريخية في المحافظة وارتبط اسمها بعدد من الاحداث و الوقائع في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر .كما ارتبطت ارتباطا وثيقا بمسيرة الشعب اليمني ونضاله وكفاحه المرير من اجل الحرية و مقاومة الظلم و الاستبداد منذ الارهاصات الاولى للثورة اليمنية في مطلع الاربعينيات من القرن الماضي.وعرفت القلعة منذ انشائها بـ(حصن الظهرين) حتى العام 1023 للهجرة حيث سيطر الاتراك على هذا الحصن و اعادوا تجديده و زادوا في تحصيناته ليعرف فيما بعد بـ « قلعة القاهرة ». وتعد قلعة القاهرة تحفة رائعة و اثراً جمالياً نادراً و انموذج فريداً ومتميزاً لفن العمارة الحربية اليمنية الأصيلة.وتتكون القلعة من سور ضخم دائري الشكل يتراوح ارتفاعه بين 7 - 10 أمتار تقريباً جدرانه سميكة مشيدة بأحجار صلبة مهندمة و مصقولة تسنده أبراج دفاعية مستديرة الشكل بارزة إلى الخارج و مرتفعة عن جدار السور من طابقين الى ثلاثة. ويتخلل جدار السور فتحات صغيرة للمراقبة ومنافذ للرماية ومتاريس للدفاع عن القلعة. و يفتح في جدار السور الامامي للقلعة مدخل معقود عليه باب خشبي سميك تتوسطه فتحة صغيرة تؤدي إلى ساحة واسعة ومكشوفة تنفتح عليها مداخل الغرف والمخازن وأبراج المراقبة والحراسة الملاصقة لجدار السور من الداخل .. إضافة إلى مبنى الدار (القصر) الذي يحتل جزءاً من الساحة.ويتكون الدار من عدة طوابق و له مدخل في واجهته الأمامية ويؤدي إلى ممر ضيق تقع عليه حجرات و مخازن الطابق الأرضي و ينتهي إلى سلم إلى بقية الطوابق . ويقع الى جوار الدار مسجد و عدد آخر من المباني ومدافن الحبوب وبرك الماء التي تتسع لخزن كميات كبيرة من مياه الأمطار. وتتبع القلعة عدد من الأبنية والمرافق العامة المجاورة للسور من الخارج في الجهتين الشمالية والشرقية محاطة بسور آخر مازالت آثاره واضحة وجزء منه قائم.