كروفورد (تكساس)/14 أكتوبر/تبسم زكريا: لقد كان شهرا مؤلما للرئيس الأمريكي جورج بوش على صعيد السياسة الخارجية وربما تصبح التحديات أكثر صعوبة بالنسبة لمن سيخلفه في غضون خمسة أشهر. وأظهر الغزو الروسي لجورجيا واستقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف مدى قدرة واشنطن المحدودة حاليا على التأثير على الأحداث في مناطق الاضطراب الرئيسية على مستوى العالم. وبدت جهود بوش على مدار قرابة ثماني سنوات لرعاية علاقات شخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومشرف أنها ليست ذات فائدة تذكر. وقال بروس ريدل من معهد بروكينجز وهو مؤسسة بحثية ليبرالية «كان شهر أغسطس عصيبا لجورج بوش. «اثنان من أكثر الحلفاء الذين اختارهم في الحرب ضد الإرهاب أهمية - بوتين ومشرف - خيبا أمله بشدة.» ويقول منتقدون إن معظم التراجع في نفوذ الولايات المتحدة دوليا يمكن أن يرجع إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والذي أغضب الحلفاء التقليديين مثل فرنسا وألمانيا وحطم موجة التعاطف العالمي مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر. وهناك قوات أمريكية في العراق قوامها نحو 146 ألف فرد وتم إنفاق نحو 660 مليار دولار على الحرب. ويحد هذا من الخيارات العسكرية لواشنطن في أي مكان آخر على الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقول إن لديها قوات متاحة كافية إذا احتاجت. والأخبار الجيدة بالنسبة لخليفة بوش هي أن الانخفاض الكبير في وتيرة العنف في العراق خلال العام المنصرم ربما يسمح له بالانسحاب من الحرب التي لا تتمتع بشعبية. وتعهد باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي بسحب كل القوات تقريبا في غضون 16 شهرا فيما وعد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين ببقائها لحين تحقيق النصر. ويعدد محللون بعض النجاحات في مجال السياسة الخارجية ومنها التزام جديد بتحقيق التقدم وخفض معدلات المرض في إفريقيا وشراكة أقوى مع الصين وتجديد العلاقات مع ليبيا التي تم إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي وابتعاد كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية. لكن منتقدين يقولون إن الإخفاقات تطغى على الإنجازات. فالرئيس القادم سيواجه عملية سلام متعثرة في الشرق الأوسط وإيران التي تقول واشنطن إنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران وزعزعة الاستقرار في باكستان وتجدد التمرد في أفغانستان إضافة إلى انبعاث جديد لروسيا الغنية بالنفط التي تريد إعادة إثبات نفسها. وفي عهد بوش فشلت الولايات المتحدة أيضا في توحيد قوى أخرى لوقف ما وصفتها بالإبادة الجماعية في دارفور وفقدت مصداقيتها الدولية في قضايا بيئية مثل كبح ظاهرة الاحتباس الحراري. في الوقت نفسه فإن ارتفاع أسعار النفط شجع رئيس فنزويلا هوجو تشافيز على نشر وتمويل الاتجاه المناهض لأمريكا في أنحاء أمريكا اللاتينية. وقال جاري شميت مدير الدراسات الإستراتيجية المتقدمة في معهد أمريكان انتربرايز «أيا كان من سيدخل المكتب البيضاوي في يناير فانه سيكون مشغولا للغاية.» وحددت هجمات 11 سبتمبر 2001 ملامح السياسة الخارجية لبوش على مدار ولايتيه الرئاسيتين اللتين تنتهيان في يناير. ويقول مسئولون في الإدارة الأمريكية إن باكستان مهمة بالنسبة لإستراتيجية مكافحة الإرهاب الخاصة ببوش. لكن على الرغم من التعاون من جانب مشرف ما زالت مشاكل أمنية خطيرة قائمة في المنطقة القبلية لباكستان التي اتخذها مقاتلون لهم صلات بطالبان وتنظيم القاعدة كملاذ وأعادوا تنظيم صفوفهم فيها. ويعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبئ في المنطقة الحدودية النائية بين باكستان وأفغانستان. ويرى محللون أن من الممكن أن يصعب دعم بوش لمشرف الذي استقال الأسبوع الماضي تجنبا للمساءلة من إقامة علاقات مع الحكومة الجديدة في إسلام أباد التي تبدو أكثر إحجاما عن قتال المتشددين. ويقول ستيفن فلاناجان خبير الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية «إنه تحد كبير نظرا لأن الحكومة الباكستانية الحالية أقل رغبة في مواجهة طالبان من مشرف.»
أخبار متعلقة