القاهرة/ صافيناز محمد ملف العنف ضد المراة مازال مفتوحاً ،عالقة به بعض الشوائب ، حيث أن كل الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية لمناهضة العنف ضد المراة كل تلك الجهود لم تفلح في القضاء نهائاً علي العنف أو اجتثاث جذوره بشكل كلي ، وإنما فقط كل ما استاطعت فعله هو تقليص حجم ذاك العنف ضد المراة ، فالعنف لا زال مودوداً حتي إن بعض المتخصصين يؤكدوا أن المرأة هي السبب الرئيسي في العنف الموجه ضدها. وقد أكد دكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس أنه جري العرف عندما نتحدث عن العنف بين الجنسين أننا نتحدث عن عنف الرجل ضد المرأة , ففي الثقافات الشرقية تتم تربية البنت علي أن تتقبل العنف من الرجل بل في بعض الاحيان تعتبره حبا ودلالاً وذلك نتيجة التربية الخاطئة التي تدعو الي سيادة الرجل فيكون هو أهم شخص في الاسرة مما يتنافي مع كل القيم الدينية والاجتماعية . ثم جاء تحريرالمرأة ليساوي بين كل من الرجل والمرأة خاصة في مجال العمل وأصبحت تعمل مثله مما شكل نوعا من الغيرة من قبل الرجل , فطبقا للاحصائيات يوجد في مصر حوالى 24 من الأسر المصرية تعولها سيدات، وبينما الرجل يمكث في البيت يأكل ويشرب علي حساب زوجته التي تكدح وتعمل , والوسيلة الوحيدة لاثبات ذاته أمامها هو العنف والعدوان بالضرب ..وتوضح ايضا الدكتورة ذكاء الأنصاري الباحثة في التراث الشعبي قائلا " أنه الى جانب تشجيع النساء لعنف الرجل ضد المرأة , فالأم كانت تقهرالبنت لمصلحة الولد وتحثه علي تقويمها بالضرب حتي أن كانت أكبر سناً، كما يؤكد المثل الشعبي أكسر للبنت ضلع يطلع لها 24، وكذلك كانت الحماة تنصح ابنها بضرب الزوجة صباحا ومساء كي تبقي دائما طوعة ونفس الشيء بين الزوجة وضرتها... وهكذا حتي أصبح العنف ضد النساء جزءاً من شخصية المرأة , وعندما نجحت المرأة في تحقيق ذاتها، وأصبح لها كيان مستقل لم تستطع أن تنهي العنف الموجه ضدها بالكامل , لأن ثقافة المجتمع مازالت متمسكة بسطوة الرجل , وبالنظرة الي رجولته متمثلة في قوته وليس في صدقه اذا وعد ولا في تحمل المسئولية . من ناحية اخرى يؤكد الخبراء علي أن العنف إذا ظهر في اسرة فإنه يتزايد بعد ذلك ويقوى تلقائيا بمعنى انه اذا ضرب الزوج مثلا زوجته مرة ثم اخرى فانه يتعود على ذلك وتصير عادة واسلوبا للحياة.ولايجب أن ننسى ان العنف ضد المرأة يؤثر على الاطفال انفسهم والمرهقين فيما بعد ..حيث اكدت دراسة نفسية جديدة أن المراهقين الذين يشهدون عنفاً منزلياً بين آبائهم وأمهاتهم هم أكثرعرضة للاصابة بالاكتئاب فيما بعد.وتعد هذه الدراسة هي الأولي من نوعها في العالم النامي لمعرفة مدي تأثيرالعنف المنزلي علي الصحة النفسية للأولاد.وإضافة الى ذلك اكدت الدراسات العنف يؤثر على المرأة نفسها ايضا فقد أكدت "بنه بوزبون" الأخصائية النفسية ورئيسة مركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسرى أن المركز منذ إفتتاحه إستقبل حوالى 200 حالة مختلفة للعنف ضد المرأة وحالات أخرى كالنفقة والطلاق. وأشارت إلى أن معظم هذه الحالات ترتكز على العنف الذي يمارس من قبل الزوج ضد المرأة والأطفال، موضحة ان المركز يستقبل وبشكل يومي حالات مختلفة مصابة بالاكتئاب النفسي أو النساء المطلقات اللاتي تعرضن للعنف.
|
الناس
التقاليد والتراث أحد أهم الأسباب .. العنف ضد المرأة ملف شائك لم يغلق بعد
أخبار متعلقة