فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز/وكالات:قال شهود عيان على جانبي الحدود إن المدفعية الإسرائيلية قصفت قطاع غزة أمس السبت ما يشير إلى تصعيد محتمل من خلال استخدام تكتيك جديد بعد مرور أسبوع على بدء العدوان على غزة. وقال شهود عيان فلسطينيون إن القصف تسبب في انفجار كبير في مدينة غزة وسلسلة من التفجيرات بطول الحدود مع إسرائيل. ولم ترد على الفور أي أنباء عن عدد الضحايا وحجم الخسائر. وعادة ما تستخدم إسرائيل قذائف مدفعية من عيار 155 مليمترا. وإذا استخدمت هذه القذائف بصورة متواصلة فقد يزيد ذلك من عدد القتلى المدنيين جراء الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل والتي راح ضحيتها حتى الآن 400 فلسطينيا على الأقل. وتقول إسرائيل إنها تحاول من خلال هذه الحملة وقف إطلاق الصواريخ من جانب حماس. وحشدت إسرائيل قوات برية على الحدود مع غزة تحسبا لأي قرار بغزو المنطقة. وأشار محللون مستقلون إلى أن من بين العوامل التي قد تعوق تقدم الجيش القلق بشأن احتمال أن تكون حماس زرعت ألغاما أرضيا على الحدود. إلى ذلك أفادت الأنباء من غزة أن بارجة وغواصة إسرائيليتين تتحركان قبالة سواحل غزة في وقت يزداد فيه الترقب باحتمال شن قوات الاحتلال حربا برية على القطاع.وظهرت للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة غواصة إسرائيلية في سواحل القطاع، واستهدفت زوارق حربية إسرائيلية بقذائف مرفأ الصيادين ومنطقة شمال غربي القطاع ما أدى إلى حدوث أضرار مادية دون تحديد إصابات.وكانت غارات الطيران الحربي الإسرائيلي قد ركزت قصفها أمس على منازل شرق وشمال غزة إضافة لمواقع أمنية وعسكرية تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وشمال رفح ومنطقة الأنفاق على الشريط الحدودي جنوبي القطاع.وفي هذا الإطار استشهد فلسطيني في غارة إسرائيلية استهدفت المدرسة الأميركية شمال قطاع غزة.وفي سياق متصل أكدت حماس استشهاد القيادي العسكري أبو زكريا الجمال متأثرا بجروح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية في الليل.وقد ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى 460 بعد استشهاد مقاومين اثنين من كتائب عز الدين القسام الليلة قبل الماضية، بينما بلغ عدد الجرحى نحو 2280.
ونفذت المقاتلات الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية منذ بداية العدوان السبت الماضي دمرت ستين منزلا وعشرة مساجد، إضافة إلى إصابة مساجد أخرى بأضرار.وذكرت وكالة تابعة للأمم المتحدة أن أكثر من ربع الذين استشهدوا في غزة مدنيون وقدرت جماعة حقوقية فلسطينية بأنهم يمثلون 40 % من الشهداء.وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بموازاة ذلك حربها النفسية ضد سكان غزة بإلقاء منشورات وتوجيه رسائل نصية عبر الجوالات واختراق إذاعات فلسطينية وقناة الأقصى التلفزيونية لتهديدهم وتحذيرهم من التعاون مع المقاومة.ومن جهتها تواصل مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف بلدات ومدن جنوب إسرائيل بالصواريخ خلفت إلى الآن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح آخرين.وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية إن 15 صاروخا سقطت أمس على مناطق إسرائيلية أصابت اثنين بجراح في بلدتي عسقلان وأسدود.وتتزامن هذه التطورات مع مواصلة إسرائيل حشد دباباتها على تخوم قطاع غزة في ظل احتمالات لشن حرب برية على القطاع.وتبحث القوات الإسرائيلية عن عنصر المفاجأة للبدء في اجتياح بري، وأعدت حشودا عسكرية ضخمة على الحدود مع غزة.وتشير التوقعات والمؤشرات الميدانية إلى أن التوغل سيكون في حال حدوثه محدودا لأسباب سياسية داخلية وخارجية.وأعلنت حماس في وقت سابق أمس أنها صدت توغلا حاول أفراد في القوة الخاصة الإسرائيلية القيام به على الحدود مع قطاع غزة.ومن جهته نفى متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ذلك قائلا إن «أي جندي لم يدخل إلى قطاع غزة منذ بداية الغارات الإسرائيلية» على القطاع.وتوعد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أمس الأول بأسر عدد أكثر من الجنود الإسرائيليين إذا شنت تل أبيب هجوما بريا على قطاع غزة مؤكدا «أن المقاومة بخير ولم تخسر إلا القليل» في الهجمات الإسرائيلية.