الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد في صنعاء 1985م
عقد المجلس اليمني الأعلى اجتماعاً له في صنعاء في الفترة من 24 إلى 26 ديسمبر 1985م برئاسة الأخوين العقيد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وعلي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء وشارك فيه عدد من المسؤولين من شطري الوطن.حيث تم في هذا الاجتماع بحث عدد من المواضيع المتعلقة بالخطوات الوحدوية في نطاق الجهود المبذولة من مسؤولي الشطرين تجاه قضية إعادة الوحدة اليمنية وتوسيع مجالات التنسيق بين الشطرين بما يكفل مزيداً من تحقيق التكامل بينهما في شتى المجالات وصولاً إلى دولة الوحدة.كما استعرض في هذا الاجتماع ما أنجزته اللجان المشتركة خلال الفترة الماضية وكذلك نتائج أعمال اللجنة الوزارية المشتركة في دورتها الثالثة المنعقدة مؤخراً في صنعاء.وفي هذا الإطار عبر المجلس عن ارتياحه لتلك النتائج الايجابية التي أسهمت في البناء الوحدوي وأكد ان الحوار الجاد والتنسيق والتعاون والتشاور المستمر بين شطري الوطن اليمني هو الخيار الوطني الذي ينسجم مع روح ثورتي(سبتمبر وأكتوبر) الخالدتين وأهدافها التحررية النبيلة ويعبر كذلك عما تدركه جماهيرنا اليمنية المناضلة في إعادة وحدتها التي بها تتعاظم مكاسبها وتتضافر جهودها.
اجتماع المجلس اليمني الأعلى 1985م
وفي سبيل تعزيز وترسيخ الخطوات الوحدوية وبروح أخوية صادقة وإيماناً بما تمليه أمانة المسؤوليات الوطنية اتخذ المجلس عدداً من القرارات والتوجيهات الهادفة إلى مزيد من الانجازات في كافة المجالات وكذلك إلى توسيع التنسيق وتبادل الزيارات على المستويين الحكومي والشعبي.وفي إطار التنسيق والتشاور بين الشطرين في السياسة الخارجية فقد استعرض المجلس تطورات الأوضاع العربية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها الأمة العربية في مرحلتها الراهنة واستمراراً لمواقف الشطرين المبدئية والثابتة فقد أعرب المجلس مجدداً عن دعمه لنضال الشعب الفلسطيني من اجل استرجاع كافة حقوقه بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وفي هذا الخصوص يؤكد المجلس أهمية وحدة منظمة التحرير الفلسطينية واحترام استقلالية القرار الفلسطيني المعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني.كما يعرب المجلس عن إيمانه بضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وذلك في إطار مؤتمر دولي تحضره جميع الأطراف المعنية. وتشارك فيه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.وعند استعراض المجلس للتطورات في الحرب العراقية -الإيرانية أعرب المجلس عن أسفه البالغ لاستمرار هذه الحرب. وحقنا لدماء الشعبين المسلمين الجارين وصوناً لأرواحهما وحفاظاً لعلى إمكانياتهما وقدراتهما التي استفدت الحرب الكثير منها يدعو إلى حل النزاع بين العراق وإيران بالطرق السلمية.وحول الوضع في لبنان أعرب المجلس عن أمله في ان يتمكن الشعب اللبناني من تثبيت الأمن والاستقرار على كل أراضيه وإعادة أعمار وطنه والحفاظ على وحدته الوطنية واستقلاله وسيادته، وحيا المجلس المقاومة الوطنية اللبنانية في وجه العدو الإسرائيلي، مؤكداً إدانته لاستمرار الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان وضرورة اتخاذ موقف دولي حازم إزاء هذا العدوان وإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي اللبنانية.وحول التدابير الأمنية التي اتخذتها كل من سوريا وليبيا لحماية أراضيهما ومياههما الإقليمية فان المجلس يستنكر الحملات المعادية المغرضة من الولايات المتحدة الأمريكية تجاه البلدين الشقيقين (سوريا ولبنان) وذلك لان ما اتخذاه من تدابير أمنية يدخل في نطاق شؤونهما الداخلية ولأغراضهما الأمنية والدفاعية.وحول الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على سيادة الأراضي التونسية وضد مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس فان المجلس إذ يؤكد استنكاره لهذا الاعتداء الذي يمثل أبشع الصور العدوانية الصهيونية ليناشد المجتمع الدولي لوضع حد للأساليب الصهيونية واستهتارها بالقوانين والأنظمة الدولية وبالدماء الإنسانية.وعند وقوف المجلس أمام الحملة الدعائية الإعلامية الصهيونية حول المواطنين اليمنيين الذين يعتنقون الديانة اليهودية والتشكيك بسوء أوضاعهم فان المجلس إذ يكذب هذا الادعاء المغرض فانه يحذر من أي عمل معادٍ صهيوني تجاه الوطن اليمني بشطريه.وأكد المجلس أهمية الحفاظ على البحر الأحمر والمحيط الهندي منطقة سلام وأمن خالية من جميع القواعد الأجنبية.وحول الوضع في القرن الأفريقي أكد المجلس ان مسألة الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة هي مسؤولية دولها وتسوية خلافاتها يجب ان تكون بالطرق السلمية.كما عبر المجلس عن ارتياحه للنتائج التي وصلت إليها لجان تنقية الأجواء العربية المنبثقة عن مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي انعقد في أغسطس الماضي في الدار البيضاء وكذا عن تقديرهما للتعاون الذي أبدته كافة الأطراف المعنية ويأمل المجلس المزيد من النتائج الايجابية خدمة لتوحيد الصف العربي ولتتمكن الأمة العربية جمعاء من مواجهة التحديات التي تواجهها من القوى المعادية.وعند استعراض المجلس للأوضاع الدولية أكد مجدداً التزامه وتمسكه بمبادئ وسياسة عدم الانحياز في كافة المجالات الدولية.كما أعرب المجلس عن تفاؤله من نتائج لقاء القمة السوفياتي - الأمريكي في جنيف وعن أمله في تحقيق الانفراج الدولي بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين ويحقق الأهداف الإنسانية وتجنب عسكرة الفضاء.هذا وقد عبر المجلس في ختام أعماله عن ارتياحه الكامل لنتائج هذا الاجتماع، مؤكداً استمرار بذل الجهود في سبيل إعادة وحدة الوطن اليمني هدف جماهير شعبنا اليمني العظيم ومحط آماله وتطلعاته.