بيروت / وكالاتلن تطل فيروز لتفتتح مهرجانات بعلبك قريباً، فقد يمضي وقت طويل قبل أن يستفيق اللبنانيون من صدمتهم، وتجفّ دماء الشّهداء، ويلملم لبنان جراحه ، بعد أن كان قد وعد نفسه بصيف حافل، مع الاستقرار النّسبي الذي شهده العام الحالي، بعد عام كامل من التفجيرات والاغتيالات، التي نجحت في إضافة أسماء جديدة على قافلة الشّهداء، ولم تفلح في اغتيال حلم اللبنانيين، ولا في اغتيال عزيمتهم.فجأة أصبحت شّوارع بيروت خالية، بعد موسم سياحي بدأ باكراً، حيث اكتظّت الفنادق بالسيّاح العرب، الذي يقفون اليوم في طوابير على طريق بيروت الشام، ليغادروا لبنان الذي لم يعد يربطه بمحيطه سوى ذلك الطريق، الذي تهدّد إسرائيل بقصفه، بعد أن عطّلت المطار وحاصرت البحر، وعزلت لبنان عن العالم.فجأة توقّف نبض الحياة في بيروت، فأعلنت لجنة مهرجانات بعلبك التي تحتفل بيوبيلها الذّهبي هذا العام، عن تأجيل حفل الافتتاح إلى إشعار آخر، بعد أن كان منتظراً أن تطل السيّدة فيروز لتقدّم مسرحيّة "صحّ النوّم" على أدراج القلعة الأثريّة. كما أعلنت لجنة مهرجانات بيبلوس عن تأجيل مهرجانها إلى أجل غير مسمى، وأعادت أثمان البطاقات إلى أصحابها، على أن تعلن لاحقاً عن مواعيد الحفلات، ومن المنتظر أن يصدر خلال ساعات موقف مشابه من مهرجانات "بيت الدّين".مهرجانات بعلبك التي كان من المفترض أن تحتفل بيوبيلها الذّهبي قبل عام، أرجأت احتفالاتها سنةً كاملة بسبب الاغتيالات التي شهدها لبنان خلال العام المنصرم، وتمّ الاتّفاق مع السيّدة فيروز على أن تكون نجمة اليوبيل الذّهبي للمهرجانات، وما أن أعلن عن فعاليات المهرجانات، حتّى نفذت بطاقات الحفلات الأربعة التي كانت من المفترض أن تقدّمها السيّدة فيروز بعد طول غياب، حيث حضر إلى لبنان خصيصاً لمشاهدة المسرحية سيّاح من مختلف الدّول العربيّة.السيّدة فيروز لن تطل الليلة ولا غد، وقد يمر وقت طويل قبل أن تطل من جديد، وكأنّ قدر لبنان ألا يستهدف أمنياً إلا كلما هلت تباشير موسم سياحي حافل.لبنان الذي عاش شهراً كاملاً على إيقاع المونديال الصّاخب، يعيش اليوم على إيقاع طبول الحرب، وأذكر أن زميلاً عربياً قال لي حين شاهد كل مظاهر الحماس والابتهاج في بيروت التي عاشت أجواء المونديال ربّما أكثر من ألمانيا ذاتها "ماذا كنتم ستفعلون في حال شارك لبنان في المونديال"، فأجبته "أكيد مش أكتر من هيك"، إذ كانت الاحتفالات اليوميّة تستمر حتى الفجر، فضلاً عن مواكب سيّارة تجول شوارع بيروت كلما حققت الفرق التي تحظى بشعبيّة فوزاً.اليوم فرغت تلك الطرقات من المارّة الذين لزموا منازلهم حيث تحلّقوا حول شاشات التلفزيون، التي لم يفارقوها طوال شهر المونديال الذي شهد حروباً طريفة بين مشجّعي ألمانيا والبرازيل على وجه الخصوص، ليعيشوا اليوم على إيقاع حروب دمويّة الكل فيها خاسر.
|
ثقافة
لبنان ودّع المهرجانات قبل انطلاقها
أخبار متعلقة