كراكاس/14 أكتوبر / رويترز : دعت كولومبيا منظمة الدول الأمريكية إلى بحث شكواها بان جارتها فنزويلا تتغاضى عن وجود متمردين كولومبيين يساريين بعد أن استدعت كراكاس سفيرها في بوجوتا احتجاجا على هذه الاتهامات .واشارت تلك التحركات الدبلوماسية الى تصاعد خلاف بين البلدين قبل تنصيب الرئيس الكولومبي المنتخب حديثا خوان مانويل سانتوس في السابع من اغسطس.واتهمت حكومة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته ألفارو أوريبي بالسعي لتقويض الخطوات التي تتخذها كراكاس لاصلاح العلاقات مع جارتها والتي توترت بسبب قضايا امنية وحدودية .وقال وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو في مؤتمر صحافي «في الوقت الذي تمضي فيه هذه الخطوات (لتحسين العلاقات) قدما قررت حكومة أوريبي..نسف (عملية) التقارب» مضيفا ان كراكاس استدعت سفيرها في بوجوتا للتشاور.وقالت كولومبيا إن لديها دليلا يؤيد اتهامها لحكومة الرئيس الفنزويلي اليساري هوجو تشافير الذي يتهمه منتقدوه منذ فترة طويلة بدعم المتمردين الكولومبيين.وفي متابعة لاتهاماتها طلبت الرئاسة الكولومبية ان تعقد منظمة الدول الامريكية اجتماعا استثنائيا لمجلسها الدائم لبحث الوجود المزعوم للمتمردين في فنزويلا.وقالت الرئاسة في بوجوتا في بيان انه يجب عقد الاجتماع«في اقرب فرصة ممكنة».وأضاف تشافيز «لن ننساق وراء الاستفزازات» وأنه سيعطي الرئيس الكولومبي المنتخب سانتوس فرصة لتنفيذ نواياه المعلنة عن تحسين علاقات كولومبيا مع فنزويلا.واضاف في كلمة بثها التلفزيون «سأنتظر لأرى».وقال وزير الخارجية الفنزويلي ان حكومة تشافيز ستدرس « الاجراءات السياسية والدبلوماسية» التي يتعين اتخاذها للرد على « عدوان» كولومبيا مضيفاً انه سيتم الاعلان عن هذه الاجراءات في الوقت المناسب.وأضافت كولومبيا انها اعطت الحكومة الفنزويلية مرارا معلومات عن الوجود المزعوم للمتمردين على اراضي فنزويلا خلال السنوات الست الماضية ولكن كراكاس لم ترد .وفي عام 2008 نشرت بوجوتا معلومات استقتها من اجهزة كمبيوتر حصلت عليها من معسكر لجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) قالت انها تبين ان تشافيز كان يدعم المتمردين ماليا. ونفى تشافيز الاتهام.وأضاف مادورو ان قوات الامن الفنزويلية تحرت عن المعلومات التي قدمتها كولومبيا بشأن ما يشتبه في انها معسكرات للمتمردين. واضاف انه لم يثبت قط صحة هذه المعلومات.وستزيد الاتهامات الكولومبية الجديدة التوتر في علاقات البلدين التي ساءت بالفعل من جراء اتفاق يسمح للقوات الامريكية باستخدام قواعد عسكرية كولومبية. وقال تشافيز ان هذا الاتفاق يهدد فنزويلا وانهى في العام الماضي العلاقات التجارية بين البلدين.وقال مادورو الذي أعلن عن أمله في ان يتخذ سانتوس اجراء سريعا لتصحيح سياسات أوريبي ان فنزويلا طالبت «باحترام مطلق» لسيادتها ومؤسساتها ورئيس دولتها.وفي بيان صدر في وقت سابق يوم الجمعة الماضي نددت حكومة فنزويلا بالاتهامات الكولومبية ووصفتها بانها «عرض مسرحي يرثى له ومحاولة يائسة» لتقويض الجهود الرامية لتحسين العلاقات.وأضافت ايضا ان السفارة الامريكية في بوجوتا تدخلت في بيان وزارة الدفاع الكولومبية واتهمتها بتدبير «مكيدة».وغالبا ما تمتد حرب العصابات التي تشهدها كولومبيا منذ عقود الى دول مجاورة. وقبل عامين هاجمت قوات كولومبية معسكرا لحركة فارك في الاكوادور وقتلت زعيما كبيرا للمتمردين.وقطعت الاكوادور وفنزويلا العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا بسبب هذه الغارة ولم تستأنف العلاقات بشكل كامل حتى الان.وقال مادورو ان فنزويلا وفرت لسنوات المأوى للاجئين من الصراع في كولومبيا وان الحرب هناك يجب ان تحل من خلال محادثات سلام وليس بالقوة العسكرية.وينفي تشافيز صحة الاتهامات بأنه يدعم اي جماعات مسلحة ويقول ان مثل هذه الاتهامات جزء من خطة تقودها واشنطن للنيل منه ومن مشروعه الاشتراكي.